ملخص المقالة:
فهرس المحتويات
- مقدمة: نظرية الأمانة
- القضية الأولى: مثل عيسى عند الله كمثل آدم (جزء 1)
- باب: (مَثَلَ) [فتح الميم و الثاء] ، و (مِثْلَ) [كسر الميم و سكون الثاء]
- عودة لعيسى و آدم
- باب: خلق آدم
- باب التسوية : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
- باب النفخ
- باب: دور المرأة
- خروج عن النص: الذرية
- باب النذر
- الهوامش
نظرية الأمانة: الجزء الأول
قال تعالى في القرآن الحكيم:
الأحزاب
هذا الورقة البحثية هي الجزء الأول من مشروع كبير تحت عنوان نظرية الأمانة، حيث التساؤلات الرئيسة التي سنتعرض لها تشمل:
- ما هي الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض فأبين أن يحملها؟
- لماذا عرض الله تلك الأمانة على السموات والأرض بداية؟
- ولماذا تقدم الإنسان ليحمل هذه الأمانة؟
- وكيف كان الإنسان نتيجة لهذا الاستعداد لحمل الأمانة ظلوما جهولا؟
- الخ.
وحتى نصل إلى هدفنا هذا كان لابد من التعرض لقضايا شائكة ذات علاقة بالموضوع نفسه، نظن أنها أشكلت على العامة وأهل العلم على حد سواء، الأمر الذي أدى في النهاية إلى الخروج بتصورات وتخمينات عامة قلما تسمن أو تغني من جوع، لأنها ما كانت (نحن نظن) مدعومة بالدليل الحاسم من كتاب الله نفسه. لذا سنحاول إعادة صياغة تلك الأفكار بما نظن أنه يتلاءم مع الإطار العام للنظرية التي ننوي أن نقترحها، ظانين أنها ربما تشكل بديلا للفكر السائد، ونترك لسادتنا العلماء أهل الدراية تمحيصها وتدقيقها إن هم ظنوا أن فيها ما يستحق إنفاق جزء من جهدهم الثمين عليها. سائلين الله وحده أن يهدينا رشدنا وأن يعلمنا الحق الذي نقوله فلا نفتري عليه الكذب – آمين.
أما بعد،
القضية الأولى: مثل عيسى عند الله كمثل ادم (جزء 1 )
تمهيد
بداية يجب أن نجلب انتباه القارئ الكريم أن كاتب هذا البحث يتبني كثيرا من الأفكار التي وردت حول هذه الجزئية في سلسلة مقالات للباحث د. رشيد الجراح تحت عنوان: كيف تم خلق عيسى بن مريم؟ لذا نجد أن الضرورة ربما تستدعي من القارئ الكريم مراجعة ما جاء في تلك السلسلة، وذلك لأننا لن نعيد كثير من تلك الأفكار والتي نظن بصحتها كما وردت في تلك المقالات.
أما بعد،
جاءت الآية الكريمة التالية – محور النقاش في هذه الورقة البحثية الأولى- لتظهر التشابه الجزئي بين آدم من جهة وعيسى بن مريم من جهة أخرى:
آل عمران
ليكون البحث حول هذا التشابه الذي تجليه الآية الكريمة يتمحور حول سؤالين رئيسيتين، هما:
- كيف يكون مثل عيسى عند الله كمثل آدم؟
- وإذا كان كذلك، فهل يمكن أن نعكس المعادلة فنفترض أن مثل آدم كمثل عيسى؟
هذا ما سنحاول الخوض فيه في هذه الورقة البحثية معتمدين على ما نظن أننا نفهمه من القرآن الكريم كمصدر وحيد للمعلومة[1]. والمنطق المفترى من عند أنفسنا هو: مادام أننا نستطيع أن نجلب الدليل على ما نزعم من مصدر التشريع الأول وهو كتاب الله تعالى، فإن الحاجة إلى جلبها من مصادر أخرى يصبح من باب التوكيد لا من باب الإقرار، وهذا ما لا نظن أننا قد وصلنا إليه بعد، فنحن بحاجة أن نجلب المعلومة قبل أن نحاول تأكيدها، وعقيدتنا الراسخة هي أن المعلومة الصحيحة التي لا يمكن المجادلة فيها متوافرة في كتاب الله وحده:
-
الم - ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١-٢﴾
البقرة -
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾
السجدة -
ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٤﴾
الأنعام -
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾
الإسراء -
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿٨٩﴾
النحل -
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾
الأنعام
التساؤلات قيد البحث حول الآية الكريمة مدار البحث:
آل عمران
- هل فعلا يتطابق خلق عيسى مع خلق آدم؟
- لماذا قال الله (مَثَلَ) [بفتح الميم و الثاء] ، و لم يقل (مِثْلَ) [بكسر الميم و سكون الثاء]؟
- ما دلالة عبارة [عِنْدَ اللَّهِ] التي وردت في الآية الكريمة نفسها؟
- على من تعود مفردة [خَلَقَهُ] في الآية الكريمة، على عيسى (المشبّه) أم على آدم (المشبّه به)؟
- ما دلالة عبارة [كُنْ فَيَكُونُ] الواردة هنا والتي لم ترد في قصة خلق آدم مطلقا؟
- هل يمكن عكس الآية و نقول [إن مثل آدم كمثل عيسى]؟ ولماذا؟
- الخ.
دعنا نبدأ النقاش عند أبسط الاستنباطات من كتاب الله وهي أن هناك أربعة أنواع من الخلق حصلت للبشرية وهي:
- خلق آدم
- خلق زوج آدم
- خلق المسيح عيسى بن مريم
- خلق بقية البشر
أولا : خلق آدم عليه السلام
ماء + تراب - طين- طين لازب - حمأ مسنون - صلصال- صلصال كالفخار- خلقه الله بيديه - سواه الله ( التسوية ) - نفخة الروح ( نفخت فيه من روحي ) . وانظر – إن شئت- ما جاء في كتاب الله عن خلق آدم:
-
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿٥٤﴾
الفرقان -
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴿٢٠﴾
الروم -
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ﴿٢﴾
الأنعام -
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴿٧﴾
السجدة -
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ﴿١١﴾
الصافات -
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٦﴾
الحجر -
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٨﴾
الحجر -
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ﴿١٤﴾
الرحمن -
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾
ص -
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾
الحجر -
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾
ص
ثانيا: خلق زوج آدم
زوج آدم مخلوقة من نفس آدم، والأزواج جميعا خلقن من أنفسنا:
-
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾
النساء -
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾
الروم
ثالثا : خلق عيسى عليه السلام
أنثى (مريم ابنت عمران) - تراب (نفخ فيها) رسول من الله - استقرار في الرحم - وضع (المخاض و الولادة) - صبيا - يكلم الناس في المهد و كهلا و نبيا - توفاه الله، و طهره، و رفعه إليه. وانظر – إن شئت- الآيات الكريمة التي تصور ذلك كله:
-
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿٤٢﴾
آل عمران -
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾
آل عمران -
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾
آل عمران -
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢﴾
التحريم -
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿٩١﴾
الأنبياء -
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾
مريم -
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾
مريم -
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴿٢٣﴾
مريم -
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾
مريم -
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا - يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا - فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا - قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا - وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا - وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا - وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٢٧ – ٣٣﴾
مريم -
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٥٥﴾
آل عمران
رابعا: خلق الإنسان (الأناسي)
آدم ( النفس الواحدة )، زوجه (جعل منها زوجها) - [من طين] - الذكر و الأنثى - مني يمنى (النطاف) - استقرار في الأرحام- الحمل (فترة الحمل) - تطور النطفة ( تكوين الجنين و حتى الطفل ) - الوضع ( الولادة ) - خروج الطفل إلى الحياة - ضعف لا يعلم شيئا - قوة (بلوغ الأشد) - ضعف و شيبة (شيوخا) - - الموت (الوفاة و ذهاب النفس لله) - الدفن (عودة الجسد الإنسان للأرض أصله). وانظر – إن شئت- ما جاء في كتاب الله حول هذه الجزئية:
-
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿١١﴾
فاطر -
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾
غافر -
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴿٧﴾
السجدة -
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾
المؤمنون -
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴿٨﴾
السجدة -
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾
النساء -
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴿٤٥﴾
النجم -
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى - ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى - فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴿٣٧ – ٣٩﴾
القيامة -
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾
آل عمران -
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿٥﴾
الحج -
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴿٥٤﴾
الروم -
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾
آل عمران -
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٣٥﴾
الأنبياء -
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٥٧﴾
العنكبوت -
للَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾
الزمر -
وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٥﴾
الرعد -
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ﴿٣٥﴾
المؤمنون -
قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾
المؤمنون
الاستنباطات المفتراة من عند أنفسنا:
- خلق آدم كان خاصا بـ آدم ولم تتكرر طريقة خلقه نهائيا
- خلق زوجة آدم (أو حواء كما يرغب الناس أن يسمونها مجازا)[2] كانت خاصة لها ولم تتكرر نهائيا
- خلق المسيح عيسى كانت خاصة به ولم تتكرر نهائيا
- خلق الإنسان كان من خلق سابق ( ذرية و سلالة ) وهي تتكرر في كل لحظة
افتراء خطير جدا جدا سنحتاج له لاحقا:
عيسى بن مريم ليس شيئا، لأن الله قد خلق من كل شيء زوجين اثنين:
الذاريات
رأينا المفترى:
لمّا لم يكن لعيسى بن مريم زوج، فهو إذن ليس بشيء حتى يخلق منه زوج مثله، والسبب في ذلك – في ظننا- هو مادة الخلق، فما خلا منه الماء فهو - في ظننا- ليس بشيء، وذلك لأن الماء عنصر الحياة في الأشياء:
الأنبياء
وهو مصدر خلق كل دابة:
النور
جواب:
عيسى بن مريم هو أمر مقضيا:
مريم
الدليل :
لنقرأ ماذا قالت مريم ابنت عمران عندما بشرها الله بأنها ستلد ولدا من غير زواج؟
آل عمران
مريم
دقق – عزيزي القارئ- في الرد الإلهي في الآية الكريمة التالية:
مريم
لاحظ التطابق بين الآيتين التاليتين:
إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾
وعندما سنتعرض لاحقا لمسألة الروح سنجد أن الروح هي من أمر الله كما تصوره الآية الكريمة التالية:
الإسراء
ولو حاولنا أن نربط ذلك بالمسيح لوجدنا أن المسيح هو أيضا روح من ربه:
النساء
باب : (مَثَلَ) [فتح الميم و الثاء] ، و (مِثْلَ) [كسر الميم و سكون الثاء]
فصل 1 : (مَثَلَ ) [ فتح الميم و الثاء ]
عندما حاولنا أن نتدبر السياقات القرآنية التي وردت فيها هذه المفردة، خرجنا بالاستنباط بأنها تدل على تشابه طرفي المثل تشابها غير كامل، أي يوجد تشابه و تناظر بينهما في جزئية محددة بعينها، فيضلان مختلفان عن بعضهما لانعدام التطابق. لذا مادام أن التشابه بين عيسى وآدم قد صوره القرآن الكريم بمفردة "مثل" (بفتح الميم والثاء) فإن التشابه بينهما يكون تشابها جزئيا في صفة محددة بعينها، وليس تطابقا بين الطرفين. انظر المفردة في الآية الكريمة جيدا مرة أخرى:
آل عمران
الدليل
نحن نظن أن مفردة مَثَل (بفتح الميم والتاء) تجمع على (أمثال)، وترد هذه المفردة في القرآن الكريم في سياقات كثيرة جدا، فمن الأمثال التي يضربها الله للناس في كتابه، نجد:
-
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴿١٧﴾
الرعد -
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٢٥﴾
إبراهيم -
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يََعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴿٤٣﴾
العنكبوت -
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾
الحشر
ولو تدبرنا جميع هذه السياقات القرآنية لربما وجدنا أن الله يضرب الأمثال (التشابه بين طرفين) ليعطينا عظة و عبرة من ذلك – و لكن يبقى التساؤل المشروع الذي نحاول أن نبرزه هنا قائما: هل يتشابه طرفي المثل (مَثَلَ) في كل شيء؟ أو بكلمات أخرى هل يحصل التطابق التام بينهما؟
جواب: بالتأكيد لا.
الدليل
الإنفاق في سبيل الله :
البقرة
جواب: بالطبع لا يتشابهان في الطبيعة و لكنهما يتشابهان في شيء واحد وهو – في ظننا- مضاعفة الخير و الجزاء.
الإنفاق في غير سبيل الله
آل عمران
جواب: بالطبع لا ، و لكنهما يتشابهان في النتائج الفاسدة و المضرة
أعمال الكفار
إبراهيم
جواب: بالطبع لا، و لكنهما يتشابهان في عدم القدرة مما كسبوا على شيء
الذين اتخذوا من دون الله أولياء
العنكبوت
جواب: بالطبع لا ، ولكنما يتشابهان في الصفة المميزة لبيت العنكبوت وهي الوهن.
الذين يحملون الكتاب و لا يأخذون به
الجمعة
جواب: بالطبع لا ، ولكنهما يتشابهان في العقلية التي لا تستفيد مما حمِّلت
فصل 2 : (مِثْلَ ) [ كسر الميم و سكون الثاء ]
لكن – بالمقابل- نحن نظن أنه حيثما وردت مفردة مِثْلَ (بكسر الميم وتسكين الثاء) فهي تدل - ربما بما لا يدع مجالا للشك- بالتماثل التام بين الطرفين – أي التطابق في كل شيء سواء في الطبيعة أو الأفعال، الخ.
الدليل:
حديث الرجل المؤمن من آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه
غافر
تدبر – عزيزي القارئ- ما قاله هذا الرجل الذي كان يكتم إيمانه، ألا تجد أنه يحذِّر قومه من أن يحدث فيهم مِثْل (بكسر الميم وتسكين الثاء) ما حدث في قوم نوح (الطوفان) و عاد (قطع دابر القوم الكافرين) و ثمود (أخذتهم الصيحة)؟
تساؤلنا: أليس من اليسير على الله أن يفعل بهؤلاء القوم مِثْل ما فعل بتلك الأقوام السابقة تماما؟ ألا تدل مفردة مِثْل (بكسر الميم وتسكين الثاء) على التطابق في العذاب إن هو حصل؟
الذين ينكرون البعث بعد الموت
المؤمنون
ألا ترى – عزيزي القارئ- تطابقا بين قول الأولين و قول الآخرين؟ - ألم يقل الآخرون مِثْل (بكسر الميم وتسكين الثاء) قول الأولين تماما؟ أليست هل العبارة نفسها (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) قالها الطرفان؟ أليس هذا هو التطابق التام بعينه؟
الذين كذبوا الرسل
يونس
الأنفال
أليس هذا هو التطابق التام؟
الظالمون و أصحابهم و الكافرون
الذاريات
المائدة
الرعد
الزمر
أليس في هذا تطابقا تاما؟
توعد الله العذاب للأمم التي تعرض مثل من سبقها من الأمم التي أعرضت
فصلت
هود
الرزق
الذاريات
طلب الأقوام الآيات من الرسل
الأنعام
القصص
البقرة
البقرة
المعاقبة
الممتحنة
البقرة
النحل
الحج
التمني
القصص
الهدى
آل عمران
البقرة
قتل الصيد
المائدة
النبأ الأكيد
فاطر
الدفن
المائدة
الربا
البقرة
الظلم و الشك في آيات الله
الأنعام
البقرة
الأعراف
يونس
هود
الإسراء
الأحقاف
اليهود و النصارى
البقرة
الطور
المطلقات
البقرة
الوالدات
البقرة
الرؤية
آل عمران
الابتلاء و القرح
آل عمران
آل عمران
الخوض في آيات الله
النساء
الحسنات و السيئات و الجزاء
الأنعام
يونس
النور
الصافات
غافر
الشورى
الرسل بشر
هود
إبراهيم
إبراهيم
الكهف
الأنبياء
المؤمنون
المؤمنون
المؤمنون
المؤمنون
الشعراء
الشعراء
يس
فصلت
الحق و الباطل
الرعد
الخلق و كلمات الله
الإسراء
الكهف
الأنبياء
يس
يس
ص
الطلاق
الميراث
النساء
النساء
دقق -عزيزي القارئ- في هذا الدليل الذي نظن أنه حاسما، ألا يأخذ الذكر مقدار ما تأخذه الأنثى مرتين تماما بلا زيادة أو نقصان؟
الذات الإلهية ( الله تعالى )
الشورى
ألا ينفي الله عن نفسه التطابق الكلي مع غيره وإن وجدت بعض التشابهات مع غيره؟ أليس الله بأحسن الخالقين؟
جواب: صحيح أن هناك خالقين غير الله مادام أن الله هو أحسنهم لكن يستحيل أن يوجد خالق مِثْل الله:
فاطر
ربما لهذا نظن أن الله قد أثبت التشابه الجزئي لنوره في الآية التالية:
النور
ولكنه نفى التشابه الكلي في الآية التالية:
الشورى
وذلك لأن ضرب الأمثال جائز وضروري[4]، مادام أن فيه إلقاء الضوء على أشياء قد لا نعرفها أصلا (كنوره مثلا)، فضرب الله الأمثال لمحاولتنا تدبّر الفكرة ووضوح الرؤية.
نتيجة: هناك تشابه جزئي بيننا وبين الإله، فالله يقدر و نحن نقدر – والله يعلم و نحن نعلم – والله يريد و نحن نريد – والله يشاء و نحن نشاء –الخ. ولكن بالرغم من هذا كله، هل تصبح قدرتنا وعلمنا وإرادتنا ومشيئتنا (مهما عظمت) تتطابق مع ما هو للخالق نفسه؟
جواب: بالتأكيد لا يمكن ذلك، لأنه ليس كمثله شيء ، لاستحالة حدوث التماثل الكلي (أي التطابق) بالرغم من وجود التشابه الجزئي..
نتيجة: عندما يحدث تشابه بين كينونتين (أو لنقل طرفين)، فإن هذا التشابه إما أن يكون تشابها جزئيا أو أن يكون تشابها كليا، فإذا كان تشابها جزئيا جاءت المفردة التي تبرز التشابه على صيغة مَثَل (بفتح الميم والثاء) وإذا كان تشابها كليا جاءت المفردة على صيغة مِثْل (بكسر الميم وتسكين الثاء).
عودة لعيسى و آدم
مادام أن الآية الكريمة التي تبرز التشابه بين عيسى وآدم قد صوَّرت ذلك باستخدام مفردة مَثًل (بفتح الميم والثاء)، فإننا نتجرأ على الظن بأنه لا يوجد تشابه كلي (أي تطابق) بين عيسى و آدم، وأن التشابه بينهما هو تشابه في صفة محددة بعينها وليس في جميعها، فهما – في ظننا- يتشابهان فقط في :
- النفخة ( نفخة من روح الله تعالى )
وانظر – إن شئت- الآية الكريمة نفسها مرة أخرى:
آل عمران
أما بخصوص مادة الخلق، فهي مختلفة في الحالتين؛ ففي حين أن خلق آدم قد بدأ من تراب إلا أن هذا التراب قد جبل بالماء حتى أصبح طينا:
ص
بينما لم يجبل تراب عيسى بن مريم بالماء فبقي ترابا، أنظر الآية الكريمة مرة أخرى:
آل عمران
هذا ما سنحاول أن ننقب عنه من خلال النص القرآني ، و لكن قبل البحث في هذا الموضوع لابد أن نلتفت إلى عبارتين وردتا في الآية نفسها، وهما :
- عبارة (عِنْدَ اللَّهِ)
- عبارة (كُنْ فَيَكُون)
آل عمران
لنطرح من خلالهما تساؤلات ثلاثة:
- على من تعود عبارة (كُنْ فَيَكُونُ)؟ هل تعود على عيسى أم على آدم ؟
- ما هي دلالة عبارة (عِنْدَ اللَّهِ) في هذه الآية الكريم ؟
- وكيف تكوَّن كل واحد منهما؟
السؤال الأول: ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
بداية، نحن نتبنى الافتراء الذي جاء في بحث د. رشيد الجراح (كيف تم خلق عيسى بن مريم؟) بأن هذه العبارة (كُنْ فَيَكُونُ) تعود على عيسى مادام أنه هو محور الخطاب فيها، ولكننا نضيف على ذلك بالقول بأن الدليل واضح تماما إذا ما استدعينا السياقات القرآنية الخاصة بخلق آدم، ولكن كيف ذلك؟
جواب:
لو تدبرنا السياقات القرآنية الخاصة بخلق آدم جميعها لوجدنا أن هذه العبارة (ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) لم ترد مطلقا في خلق آدم، وذلك لأن الله تعالى (نحن نظن) لم يخلق آدم بـ ( كن فيكون ) ولكنه خلقه بيديه:
ص
الحجر
ولكن – بالمقابل- خلق الله عيسى بإرسال التراب مع رسوله ( روح من عنده ) لينفخه في مريم ابنت عمران ليكون عيسى بن مريم بعد أن كان المسيح:
مريم
تصورات مسبقة: جاء في مقالة د. رشيد الجراح (كيف تم خلق عيسى بن مريم؟) في هذا الجانب ما مفاده أن الله قد مسح بيده على التراب الذي أرسله إلى مريم ليُنفخ فيها حتى يكون المسيح عيسى بن مريم، فكان مسيحا قبل النفخ بسبب أن الله هو الذي مسح على ذلك التراب بيده، وما أن دخل ذلك التراب في مريم حتى خرج كينونة جديدة بـ (كن فيكون)، فكان عيسى بن مريم، فأصبح منذ ذلك الحين يسمى بـ المسيح ابن مريم:
المائدة
نتيجة: كان خلق عيسى يتطلب كما اقتضت الحكمة الإلهية قول (كن فيكون)، ليتحول من تراب مسح الله عليه بيده إلى كينونة بشرية اسمه عيسى بن مريم. فكيف كان المسيح؟
جواب: يعتقد د. رشيد الجراح أن الآية الكريمة التالية تجيب على هذا التساؤل:
النساء
آل عمران
المسيح عيسى بن مريم هو إذن:
- رسول الله
- وكلمته ألقالها إلى مريم
- وروح منه
جواب:
إنها كن فيكون، وانظر - إن شئت- الآية نفسها قيد البحث:
آل عمران
باب : خلق آدم
إذا كان الله قد خلق المسيح عيسى بن مريم بكن فيكون، فإن الله قد باشر خلق آدم بنفسه بيديه و نفخ فيه من روحه مباشرة بلا وسيط، فمر خلق آدم بثلاث مراحل أساسية، وهي:
- خلقه بيده
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾
صونحن نتخيل عملية الخلق هذه على نحو أن جعل الله التراب الذي أضاف إليه الماء طينا لازبا، ثم حمأ مسنون، ثم صلصال كالفخار، ثم صور (شكل) آدم بهيئته و صورته [ الجسد ].
- سواه
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾
الحجرونحن نتخيل ذلك على نحو أن الله قد أدخل فيه كينونة جديدة وهي النفس، فجعل فيه النفس التي هي محرك عمل لهذا الجسد الذي كان قد خلقه الله بيديه، ومن تلك النفس خلق الله لآدم زوجه (خلقت من نفسه). فلم تمر زوج آدم بمرحلة الخلق باليدين
- نفخ فيه من روحه
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾
صونحن نتخيل ذلك على نحو أن الله قد نفخ (الحرارة) في ذلك الجسد والنفس، فدبت بهما الحياة، فتشكلت هيئته التي سكن بها الجنة، وأصبحت سوأته (أي كامل جسده) مواراة عنه بسبب تلك النفخة فيه، فاكتسب آدم النورانية مادام أن الله (مصدر النفخ) هو نور السموات والأرض:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾
النوروما انطفأت تلك النورانية إلا عندما استطاع الشيطان أن ينزع عن آدم وزوجه لباسهما (للتفصيل انظر مقالات د. رشيد الجراح تحت عنوان: أين كانت جنة آدم؟ ولحم الخنزير)
بناء على هذه الافتراءات، فإن التساؤلات الرئيسية هنا هي:
- - كيف تمت تسوية آدم؟ ولماذا؟
- - وكيف حصل النفخ فيه؟ ولماذا؟
باب التسوية : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
الافتراء الخطير:
نحن نظن أن التسوية تحصل بعد وجود الشيء، فالتسوية مرحلة لاحقة للوجود، فالله قد سوى آدم بعد أن جهز مكوناته (أي جسده الذي حضره من الطين).
الدليل
تسوية السماوات
البقرة
ألا ترى -عزيزي القارئ- أن الآية الكريمة تبيّن بأن السماء كانت موجودة فعليّا (أي خلقا) بنص الآية (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) قبل أن تسوّى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ)، بدليل أن الله قد استوى إليها قبل أن يسويهن سبع سماوات؟
ثم، ألا ترى أن هناك لفته عجيبة في الآية الكريمة نفسها حيث يقول الله أنه (اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) ثم يقول ( فَسَوَّاهُنَّ )؟ ألم يستوي الله إلى سماء واحدة؟ فكيف يسويهن سبع سموات مادام أنه استوى إلى سماء واحدة؟ أليس من المفترض أن يقول (سواها سبع سموات) كما في الآية التالية؟
النازعات
جواب مفترى:
نحن نظن بأن السماء كانت مخلوقة كاملة ولكن كان ينقصها شيء واحد وهو التسوية، فكيف تم ذلك؟
جواب:
نحن نظن أن الآية الكريمة التالية (كما نفهمها) ربما تقدم لنا الإجابة:
فصلت
جواب مفترى:
نحن نظن أن التسوية تعني أن تصبح الكينونة قابلة للعمل كما يريدها الله:
فصلت
جواب:
انظر التناوب اللفظي في الآيتين الكريمتين اللاتين تتحدثان عن السموات السبع:
البقرة
فصلت
جواب مفترى خطير جدا:
بعث النفس فيها.
تصوراتنا: مما لا شك فيه عندنا أن أي كائن يمر بمرحلتين: مرحلة الحياة ومرحلة اللاحياة، فلا يصبح كائنا قابلا للحياة إلا أن تتواجد النفس فيه، فوجود الجسد في داخله كل الأعضاء و الأجهزة اللازمة تبقيه كائنا ينقصه الحياة (أي جسدا)، ولا تتحصل له القابلية للحياة (أي جسما) إلا بعد التسوية. وهذه التسوية تعني بمفرداتنا المفتراة هنا إدخال النفس في ذلك الكائن ليصبح كائنا حيا.
جواب:
في مقالته تحت عنوان وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، يحاول د. رشيد الجراح جاهدا أن يبين بأن النفس هي محرك الحياة، وأن الوفاة أو الموت تحصل عندما تخرج النفس من الجسم فيصبح جسدا، فدخول النفس في الجسم وخروجها منه تودي بتلك الكينونة إلى التحول من حالة إلى حالة، فتتناوب بين أن تكون جسما (فيه نفس) وجسدا (لا نفس فيه). فيستعرض د. رشيد الجراح الآية الكريمة التالية لإثبات ظنه هذا:
الزمر
فيفتري بناء على فهمه لهذه الآية الكريمة بأن الوفاة بالنوم أو بالموت – كما يظهر من صريح اللفظ القرآني- تحصل للنفس (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا).
لذا، في حالة وفاة النفس بالنوم أو بالموت ، لا نجد أية أو إشارة على مساحة النص القرآني كله تفيد بأن الله يميت أو يتوفي الأجساد، بل على العكس فنحن نشاهد بأم أعيننا مئات الملايين من الحالات البشرية اليومية في كل أصقاع الأرض وهي بأجسام مريضة معتلة وربما ناقصة أو مقطعة ولكن الحياة مازالت تدبّ فيها، والسبب في ذلك – في رأينا- هو أن النفس ما زالت موجودة في الجسم، و إن لم يكن في حالة طبيعية كاملة، وما أن تخرج النفس من ذلك الجسم حتى يصبح جسدا (حالته في أحسن أحوالها كحالة عجل السامري):
طه
يستطيع تحريك أعضاءه، ولكنه يبقى فاقد الأهلية خاصة في الكلام أو في رجع القول (كحالة النائم مثلا):
الأعراف
طه
(للتفصيل انظر سلسلة مقالات د. رشيد الجراح تحت عنوان: باب السامري 1 و باب السامري 2)
تسوية الأناسي ( الإنسان )
لنقرأ قوله تعالى فيما يتعلق بمراحل خلق الإنسان:
الكهف
لاحظ - عزيزي القارئ- اقتران التسوية بالرجولة (ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)، أي تحديد جنس المخلوق، ألا ترى أن الذكورة تحدث بالتسوية.
جواب:
مما لا شك فيه أن الأجساد البشرية (ومثلها جميع الأشياء الأخر) – تتمايز إلى جنسين ( ذكور – إناث ):
الذاريات
جواب مفترى:
من نفس واحدة
النساء
الحواس
افتراء خطير:
التسوية تسبق النفخ والحواس
السجدة
الملك
يفتري د. رشيد الجراح الظن بأن الأعضاء (الآذان والأعين والقلوب) لا تستطيع القيام بمهامها، أي الحواس (السمع والبصر والتعقل) إلى بعد التسوية (أي إيداع النفس في الجسد البشري). فتلك التسوية وذلك النفخ هو ما يمكن الأعضاء (الآذان ، والأعين، والقلب) من القيام بتلك الحواس (يسمع، يبصر، يعقل).
و هنا يبرز سؤال مهم يتعلق بالمشاهدة التالية: هناك الملايين من البشر الذين فقدوا حاسة أو أكثر مثل ( عدم الرؤية [ ضرير ] – عدم السمع [ أصم ] – أو عدم النطق و الكلام [ أبكم ] – أو عدم السمع و عدم الكلام [ أخرس) و الكثير من هذه الإعاقات ، بل و حتى نرى الكثير ممن فقدوا قدرة الحركة (الشلل) و غيرها من هذه الإعاقات، و السؤال هنا : هل من فقد حاسة أو أخرى من حواس جسده تكون نفسه ( محرك جسده ) معطوبة أو بها عيب أو ناقصة ؟
جواب مفترى:
نحن نظن أن من تعطلت عندهم حاسة أو أكثر فقد خسر شيئا من نفسه، ومن تعطلت عنده كل هذه الحواس فقد خسر نفسه كلها:
الأعراف
نتيجة: من كان له قلب لا يفقه وأعين لا تبصر وآذان لا تسمع فأولئك كالأنعام (بل هم أضل).
جواب:
لأن فيه النفخ، وهذا ما سننتقل إليه بعد قليل
نتيجة: الأنفس هي التي تحاسب لأنها هي المكلفة، ولا يقع تكليف على ما فقد منها:
البقرة
آل عمران
آل عمران
الأنعام
النحل
ق
أما من فقد شيئا من أعضاء جسده (كاليد أو الرِجل، الخ)، فإنه يبقى مكلفا لأن نفسه (المشغّلة لحواسه) لم ينقص منها شيء.
باب النفخ
السجدة
يظن د. رشيد الجراح أنه ما أن انتهى الإله من تسوية الإنسان بإدخال النفس في الجسد الذي حضّره من طين حتى جاءت الخطوة الثالثة والأخيرة وهي النفخ فيه. فيصبح تكوين الإنسان قد مرّ بثلاثة مراحل مفصلية:
- مرحلة الطين (الخلق)
- مرحلة التسوية (النفس)
- مرحلة النفخ (الروح)
وما أن ينفخ في ذلك الكائن حتى تدب الحياة فيه، ولا يتوقف عن العمل حتى تنطفئ تلك النفخة منه. إن هذا الظن يقودنا إلى تقديم النتيجة الخطيرة جدا التالية: قد تخرج النفس من الجسد وتبقى الوظائف في الجسد تعمل بكامل طاقتها كما يحصل في حالة النائم:
الزمر
نحن نتخيل – كما ظن د. رشيد الجراح- بأن النفس ربما تخرج من الجسد كما في حالة الذي توفّى اللهُ نفسَه بالنوم، ولكن بالرغم أن نفسه متوفاة عند ربها إلا أن أعضاء جسم صاحبها تبقى عاملة بكامل طاقتها، فالنائم يستطيع أن يحرك يده ورجله ورأسه، الخ. باستثناء شيء واحد وهو تكليم من حوله أو إرجاع القول لهم (كما في حالة عجل السامري).
جواب:
يظن د. رشيد الجراح أن الكائن تنتهي الحياة فيه عندما تنطفئ النفخة منه:
السجدة
لذا وجب التفريق بين التسوية (إدخال النفس في الجسد) والنفخ (وجود الحياة في الجسم)
جواب مفترى:
يظن د. رشيد الجراح أن النفخ هو الحرارة المتواجدة في الجسم:
الكهف
فالنفخ – نحن نظن- هو عبارة عن رفع لدرجة الحرارة إلى المستوى المطلوب بلا زيادة أو نقصان
جواب:
انظر الآية الكريمة التالية:
آل عمران
ألا ترى – عزيزي القارئ- أن المسيح كان يقوم بعملية النفخ فقط؟ ألا ترى أن المسيح لم يكن يقوم بعملية التسوية؟
جواب مفترى:
يظن د. رشيد الجراح أن السبب في ذلك يعود إلى أن المسيح كان يستطيع أن يدخل الحياة في الجسد إلا أنه لم يكن يستطيع أن يدخل فيها النفس، وبكلمات أكثر دقة نقول أن عيسى بن مريم كان يقوم بعمليتين فقط هما:
- الخلق
- النفخ
ولكنه لم يكن يستطيع القيام بالعملية الفاصلة بينهما وهي التسوية. وهذا هو – برأينا الفرق الجوهري بين عيسى بن مريم كخالق ورب عيسى بن مريم كأحسن الخالقين، لأن الله (الذي هو أحسن الخالقين) كان يستطيع القيام بثلاث عمليات، وهي:
- الخلق
- التسوية
- النفخ
واقرأ – إن شئت- قوله تعالى:
الحجر
جواب مفترى من عند أنفسنا:
لأنه لو كان عيسى بن مريم يستطيع أن يدخل في ذلك الكائن الذي خلقه نفسا لأصبحت تلك الأنفس مكلّفة، ولأصبحت بما كسبت رهينة ولأصبحت محاسبة على فعلها، والأهم من ذلك كله، لأصبحت مدانة لعيسى بن مريم بالعبودية ومن ثم بالعبادة:
الشعراء
جواب مفترى خطير جدا:
نحن نظن – كما يظن د. رشيد الجراح- أنها مخلوقات منفوخ فيها ولكن لا نفس لها. (للتفصيل انظر سلسلة مقالات د. رشيد الجراح تحت عنوان: كيف تم خلق عيسى بن مريم؟)
تساؤلات ذات صلة بالموضوع:
جواب: تنتهي الحياة من الإنسان بالكامل
جواب: تبقى الحياة تدب فيه
جواب مفترى من عند د. رشيد الجراح:
لو راقبنا حرارة جسم الإنسان في حالة النوم لوجدنا أن تلك الحرارة تبقى مستقرة عند مستواها الطبيعي (37° مئوية)، ولكن في حالة الموت تنحدر درجة الحرارة على الفور. لذا فإن أول ما يفحص في الميت هو حرارته، فمتى ما انطفأت تلك الحرارة المشغلِّة للجسم فإن الموت هو مصيره، فيتوقف المحرك (النفس) عن العمل.
وهذا بالضبط – نحن نتخيل- ما كان يستطيع المسيح عيسى بن مريم أن يفعله وهو أن يدخل الحرارة في الكائن فيصبح حيا، ويفعل ذلك بطريقة النفخ.
ولكن الله الذي هو أحسن الخالقين، فإنه يقوم بشيئين اثنين بعد إيجاد الشيء بالخلق وهما:
- التسوية
- النفخ
السجدة
فالتسوية تكون بإدخال النفس في الكائن، والتسوية تحدث – برأينا- بإدخال النفس في الكائن، والنفخ يكون –برأينا- بأن تدب فيه الحرارة ليشتغل. وبالمشابهة فإننا نفتري القول بأن التسوية هي وضع المحرك في السيارة، وأن النفخ هو شعلة الاحتراق التي تحرق الوقود في خزانها ليبدأ العمل، وما أن تنطفئ تلك الشعلة حتى يتوقف المحرك عن العمل.
جواب:
نحن نظن أن الدليل متوافر في الآية الكريمة التالية:
الشمس
جواب:
لنقرأ الآية الكريمة التالية:
الأعلى
الانفطار
الجواب:
نحن نظن أن ذلك يحدث بما تنص عليه الآية الكريمة التالية:
الشمس
فتكون نتيجة تسوية النفس بأن يلهمها الله فجورها وتقواها، فهي تحدث الفجور والتقوى من تلقاء نفسها. فلا أحد يستطيع أن يجبرها على سلوك طريق التقوى أو سلوك طريق الفجور إلا هي بذاتها، فحتى خالقها – نحن نفتري الظن- لا يتدخل بذلك. وهنا بالضبط تبدأ جدلية التسيير والتخيير. فنفس الإنسان غير مجبرة على شيء على الإطلاق لأنها هي المحرك للاختيار بين الفجور والتقوى.
وهنا ندعو القارئ الكريم إلى مراجعة ما جاء في مقالة د. رشيد الجراح تحت عنوان: مقالة في التسيير والتخيير لأن تفسيرات عديدة ستبنى على هذا التصور المفترى من عند أنفسنا. ومن ثم الانتقال إلى سلسلة مقالات د. الجراح تحت عنوان: هل لعلم الله حدود؟ جدلية القلب والعقل.
الدليل
تسوية الأجنّة في بطون أمهاتهم
لنقرأ الآية الكريمة التالية:
القيامة
فالله – بصريح اللفظ- قد خلق العلقة من النطفة، ثم سواها أي أودع فيها النفس لتصير جنينا تدب فيه حياة :
المؤمنون
و لكن السؤال الذي ربما يثار هنا هو: إذا كانت العلقة هي من المراحل الأولى في خلق الأجنة في الأرحام كما يمكن أن نفهم من الآية الكريمة التالية:
الحج
فمتى إذن تتم تسوية الجنين؟ أي متى يتم إدخال النفس في الجنين؟
جواب مفترى خطير جدا:
نحن نظن أن النفس تودع في الأجنّة في الأرحام في مرحلة العلقة .
نحن نعتقد جازمين بأن هذا الظن المفترى من عند أنفسنا ربما يخرجنا كليا من دائرة الفكر الموروث، فليعذرنا سادتنا العلماء أهل الدراية والرواية أن نخالفهم الرأي. ونحن نطلب من القارئ الكريم خاصة إن كان من العامة من الناس (من مثلنا) أن يعطينا بعض الوقت حتى نحاول تجلية ما يدور في خلدنا حول هذه الجزئية.
أما بعد،
إن ما يهمنا إثارته هنا (بناء على فهمنا لكتاب الله بالطبع) هو أن الجنين عندما يصير (علقة) و هي أولى مراحل تكوين الأجنة يودع الله به النفس (أو شيئا من نفسه):
فيصير بذلك بشرا، وهناك بالضبط يتحدد جنسه:
الكهف
لو خرج هذا الكائن من بطن أمه في تلك اللحظة كائنا مكتمل البناء لخرج (نحن نؤمن) على العهد الذي أخذه على نفسه أمام ربه عندما كان لازال ذرية في ظهر آباءه:
الأعراف
وبكلمات أكثر دقة نحن نزعم القول بأنه لو حصل الأمر على تلك الشاكلة، لربما خرجنا جميعا من بطون أمهاتنا كما خرج عيسى بن مريم من بطن أمه، ننطق بالحق منذ اللحظة الأولى:
مريم
ولكن، لما مكث الإنسان في بطن أمه فترة الحمل الطبيعية (تسعة أشهر)، وأخذ يعيش في تلك الظلمات الثلاث، وأخذ يتحول من خلق إلى خلق آخر هناك:
الزمر
ولما أصبحنا نتغذى هناك على الأذى الذي كان من المفترض أن يخرج بالحيض (وهو الدم الواصل للجنين عن طريق السرة)[5]:
البقرة
وذلك بسبب انقطاع الدورة الشهرية عند الحامل منذ اللحظة الأولى في حملها، ابتلينا بالنسيان، لأن النسيان الذي حصل لنا كان سببه ذلك الدم الذي وصل إلينا عن طريق السرة، فخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا:
النحل
بالرغم أننا قد شهدنا على أنفسنا عندما كنا ذرية في ظهور آبائنا:
الأعراف
فكانت الوسائل الوحيدة للتذكر هي استخدام تلك الحواس (السمع والبصر والفؤاد).
ولما كانت النفس هي المشغلة لهذه الحواس، وجب على الإنسان تزكيتها لتستطيع القيام بذلك.
ثانيا، التسوية تشمل تحديد جنس المولود
نحن نظن بأن جنس المولود يتحدد بعد مرحلة النطفة، في مرحلة العلقة على وجه التحديد، قال تعالى:
غافر
القيامة
ألا تلاحظ – عزيزي القارئ- أن العلقة هي مرحلة مفصلية في تكوين و خلق الأجنة؟ ألا ترى أنها تكاد تكون المرحلة الأهم و الأخطر على الإطلاق؟ ألا ترى أنه لو فشلت تلك المرحلة لتم إسقاط الجنين و انتهي الحمل كليا؟
تصورنا لما يحصل: نحن نظن أن مرحلة العلقة هي النتيجة الحتمية لالتقاء نطفة الرجل في رحم الأم مع بويضة المرأة، وهناك يحدث الإخصاب (أي التلقيح) وهو ما نظن أنه ما جاء في الآية الكريمة التالية:
النجم
فإذا ما أمنيت النطفة (أي التصقت نطفة الرجل ببويضة الأنثى، فكانت علقة) حتى كانت التسوية - الذكر والأنثى:
القيامة
وما أن أمنيت نطفة الرجل (المني اليمنى) حتى تصبح علقة تدب الحياة فيها على الفور.
القيامة
رأينا:
في هذه اللحظة تحدث عملية جديدة وهي عملية الجعل:
القيامة
الكهف
جواب مفترى من عند أنفسنا:
نحن نظن أن هناك يحدث النفخ، أي رفع حرارة تلك الكينونة (العلقة) لتصبح النفس التي سويت فيها قابلة للتشغيل.
جواب مفترى:
نحن نظن أن نطفة الرجل (مَّنِيٍّ يُمْنَى) كانت حية منفوخ فيها قبل أن تمنى بدليل أن الله قد أشهد تلك الذرية على أنفسهم، فشهدوا له بالوحدانية:
الأعراف
القيامة
ولكن بويضة الأنثى تكون هامدة، أي غير منفوخ فيها، وما أن يصبها ذلك الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والتراب:
الطارق
حتى تمنى تلك النطفة (أي تلتصق ببويضة الأنثى، فيتحدد جنس الجنين)، وتدب الحياة فيه:
النجم
ثم يتبعها خروج الطفل (عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)
مما سبق نخرج بدلالات نظن أنها خطيرة جدا:
- أن نطفة الرجل حية منفوخ فيها قبل أن تنزل في رحم المرأة (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾)
- أن تلك النطفة مسوّاة، أي تحمل نفسا (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾)
- أن النطفة اليمنى إذا ما أمنيت فإنها تلتصق ببويضة الأنثى، لتكون علقة. فتكتسب الحياة من نطفة الرجل لأنها هي المنفوخ فيها. (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴿٤٥﴾ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴿٤٦﴾)
- أن الرجل هو من يحدد جنس الجنين : فنحن نظن أن نطفة الرجل – كما نفهم ذلك من كتاب الله- هي التي تحمل الحياة، وهي التي حصل فيها النفخ،
تصورات مفترة من عند أنفسنا: ما أن أعد الله الطين الذي خلق منه آدم:
السجدة
حتى جاءت الخطوة التالية وهي التصوير :
الأعراف
و ما أن تم تصويره حتى جاءت مرحلة التسوية :
الحجر
وما أن تمت تسويته حتى تم النفخ فيه من روح الله نفسه:
الحجر
وما أن انتقل خلق الإنسان (النسل) إلى النطفة (من ماء مهين) بعدما كان طينا:
السجدة
حتى كانت تلك المخلوقات (النطف) قد اكتسبت الحرارة (بسبب النفخ)، فأودعها الله في ظهور الآباء:
الأعراف
لذا، نحن نتصور مفترين القول من عند أنفسنا بأنه ما أن تدخل تلك المخلوقات (نطف الرجال) في أرحام النساء حتى تجد (ما يسميه أهل المعرفة) بويضة المرأة لا حياة (أي لا حرارة) فيها لأنها (أي بويضات المرأة) لم تتلقى النفخ المباشر من الله، وما أن يتم قذفها بنطفة الرجل ذات الحرارة حتى تشعل خمولها، فتشعل جذوة الحياة فيها.
نتيجة: تدب الحياة في بويضة المرأة الهامدة بسبب نطفة الرجل ذات الحرارة (أي المنفوخ فيها أصلا).
الدليل
بعد تفقد السياقات القرآنية، صعب علينا أن نجد (حسب ما نفهمه من النص القرآني) ذكرا أو إشارة إلى نطفة المرأة في كتاب الله:
القيامة
الطارق
جواب:
أليس الرجل هو مصدر الماء الدافق؟ من يدري؟!!!
و لا ننسى أيضا أن نذكر هنا بأن بداية الخلق كانت من نفس واحدة وهي نفس آدم التي خلق الله منها زوجها، ثم صار الخلق بالتناسل (سلالة)
النساء
الأعراف
الأنعام
الزمر
المؤمنون
السجدة
إن هذا يقودنا إلى افتراء القول بأن الرجل (الذكر، الإنسان) هو الأصل وأن المرأة (الأنثى) هي الفرع، و لا يمكن أن يحدد الفرعُ الأصلَ ، لأن من الطبيعي أن يكون الأصل هو من يحدد الفرع.
مما سبق نخرج بالاستنباطات التالية:
مر خلق الإنسان بثلاث مراحل رئيسية:
- مرحلة الإعداد (التصوير): التراب، الطين، الصلصال، الحمأ المسنون. فتكوّن الجسد (أو body بالمفردات الأعجمية)
- مرحلة التسوية: وهي تعني (برأينا) إيداع النفس في ذلك الجسد لإعطائها التكليف: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾)، فتحول ذلك الجسد إلى جسم
- مرحلة النفخ: وهي إدخال الحرارة في ذلك الكائن ليبدأ العمل: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾. فأصبح كائنا تدب الحياة فيه.
باب : دور المرأة
إن طرحنا هذا يثير على الفور التساؤل الكبير التالي: ما دور المرأة في تكوين الأجنَّة إذن؟
جواب:
غالبا ما ظننت (أنا محمد السيسي) بأن للمرأة دور هام في عملية تكوّن الأجنّة، و لكن البحث أعياني لتحديد هذا الدور الذي تلعبه المرأة في عملية تكوين الأجنة. فظل السؤال يطاردني: هل يعقل أن الله تعالى لم يذكر دور المرأة في عملية التناسل؟ هل اقتصر دور المرأة على الحمل في رحمها والولادة والرضاعة؟ هل دورها يقتصر إذن على تكبد الأعباء في حين أن الشهوة والمتعة من نصيب الرجل؟!
لقمان
الأحقاف
جواب مفترى:
نحن نظن أننا قد وجدنا في الآية الكريمة التالية معلومة غاية في الخطورة والأهمية عن دور المرأة في عملية التناسل:
الحج
جواب:
نحن نظن أننا نجد ذلك في نهاية الآية الكريمة في قوله تعالى (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) على وجه التحديد.
الجواب:
دعنا نتدبر التماثل الذي تصوره الآية الكريمة بين عملية تكون الأجنة في أرحام النساء بما يحصل في حالة تكون الحياة بعد نزول الماء من السماء على الأرض، لتكون الصورة المبسّطة في مخيالنا على النحو التالي: ما أن ينزل الماء من السماء على الأرض حتى يحدث اهتزاز للأرض، فتربو وتنبت من كل زوج بهيج، أليس كذلك؟
جواب مفترى:
نحن نتخيل الأمر على النحو التالي: يقوم الرجل بإنزال (أو لنقل صب) الماء الذي خرج من بين الصلب والتراب في رحم المرأة:
الطارق
وما أن ينزل ذلك الماء في رحم المرأة حتى يبعث الحياة في ما كان هامدا (أي بويضة المرأة)، بالضبط كما يبعث الماء النازل من السماء الحياة في الأرض الهامدة:
الأنبياء
فيحدث التزاوج بين الماء (الذكر) والأرض (الأنثى)، فتكون نطفة الرجل قد أمنيت (مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)، فيبعث الماء الحياة في ما كان هامدا، فتهتز وتربو وتنبت. فبويضة المرأة - نحن نتخيل- هي الأرض (أو لنقل التراب) الهامدة التي تنتظر نطفة الرجل (أو الماء) ، لتشتعل بها جذوة الحياة، و تبدأ من هناك عملية تكوين الجنين.
قال تعالى:
الشورى
الشورى
نحن نظن أن العقم هو عبارة عن ما يشبه الشيء الذي يدفع (كالريح) أو كمني الرجل الذي إذا ما أتى على شيء حتى جعله كالرميم
الذاريات
ونحن نعتقد أن الرميم هو عبارة عن تفتيت الشيء إلى جزيئاته المكونة له:
يس
فما الذي يحصل في حالة الرجل العقيم؟
تصورات مفتراة: نحن نظن أن ماء الرجل ينحدر في رحم الأنثى بقوة دافعة (كحالة الريح)، فإذا كان الرجل عقيما كانت عملية القذف تشبه حركة الريح العقيم، فتأتي على بويضات المرأة كلها، وبدل أن تلقّحها لتربو وتهتز وتدب بها الحياة، تقوم بتفتيتها لتجعلها كالرميم، أي تحيل بويضات المرأة إلى ركام هامد، عندها يصحب من الاستحالة بمكان أن يحدث الحمل.
فمن يستطيع تصليح الأمر؟
يس
وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا متى ما أذن الله لنا الإحاطة بشيء من علمه، فالله وحده نسأل أن يعلمنا ما لم نكن نعلم وأن يجعل فضله علينا عظيما – آمين.
أما النتيجة مفتراة والخطيرة جدا التي سنحتاج إليها لاحقا من هذا النقاش فهي: لو تدبّرنا العملية أكثر، لوجدنا أن الماء والأرض هما زوجان تماما مثل الذكر والأنثى:
الأنبياء
الدليل :
بداية، دعنا ندقق في علاقة الماء بالأرض:
1. لا يمكن حفظ الماء إلا في الأرض
المؤمنون
الرعد
الزمر
2. الماء يحي الأرض بعد موتها
النحل
الزخرف
العنكبوت
الروم
البقرة
الأعراف
فصلت
3. الماء النازل من السماء لانبات الزروع
الأنعام
ق
الحج
فاطر
الزمر
إبراهيم
النمل
البقرة
طه
لقمان
وهناك الكثير من الآيات تتحدث و تربط بين الأرض و الماء الذي ينزل عليها فيحييها، وتنبت من كل الزروع و الثمرات من كل شيء زوجين.
4. الأرض (هامدة – خاشعة – ميتة)
جاء في كتاب الله وصف للأرض على أنها هامدة وخاشعة وميتة:
فصلت
الحج
يس
لو راقبنا هذه الآيات الكريمة لوجدنا أنها الحياة والبعث
فما دلالة ذلك على عملية تناسل الإنسان و دور الرجل و دور المرأة ؟
جواب:
نحن نفهم من هذه الآيات الكريمة بأن عملية البعث تحدث كما يحدث إحياء الأرض الميتة بعد نزول الماء من السماء عليها:
فاطر
وربما يكون دلالة ذلك – كما نفهمه- أن دور الرجل يقتصر على إنزال الماء ( النطفة – المني - الماء الدافق )، وأن دور المرأة (كما الأرض) الحاضنة.
... (يتبع في الجزء الثاني من "نظرية الأمانة") ...
بقلم:
م. محمد عبد العزيز السيسي & د. رشيد الجراح
المراجعة والتدقيق:
د. رشيد الجراح
20 آذار 2014
الهوامش
- للتفصيل انظر مقالة د. رشيد الجراح تحت عنوان: مصادر التشريع في الإسلام. ↩
- نحن لا نعلم سبب تسمية زوج آدم بحواء إلا ما جاء في تخاريف بني إسرائيل، ونحن لا نقبل بأقل من الدليل الذي يثبت المعلومة. ↩
- ربما يستدعينا هذا إلى الظن لاحقا بأن التراب والماء هما زوجان. ↩
- للتفصيل حول هذه الجزئية انظر مقالة د. رشيد الجراح: جدلية المجاز والحقيقة في القرآن الكريم. ↩
- لذا نحن نظن أن عيسى بن مريم لم يكن له سرة، مادام أنه لم يكن ليتغذى من ذاك الدم. فالمخاض لم يأتي مريم إلا بعد أن وضعت المسيح كلمة الله عند الشجرة: فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿٢٣﴾. للتفصيل انظر مقالة د. رشيد الجراح: كيف تم خلق عيسى بن مريم؟ ↩
- انظر ما جاءنا من عند بعض سادتنا أهل الدراية: قال ابن القيم رحمه الله في أعلام الموقعين مائلاً إلى أن المقصود بالترائب هنا ترائب الرجل: ولا خلاف أن المراد بالصلب صلب الرجل، واختلف في الترائب فقيل: المراد بها ترائبه أيضاً، وهي عظام الصدر ما بين الترقوة إلى الثندوة، وقيل: المراد بها ترائب المرأة، والأول أظهر لأنه سبحانه قال: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [الطارق:٧]، ولم يقل يخرج من الصلب والترائب، فلا بد أن يكون ماء الرجل خارجاً من بين هذين الملتقين، كما قال في اللبن: يخرج من بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ [النحل:٦٦]. تفسير الطبري (٢٤/٣٥٤-٣٥٦) .وهذا الذي اختاره إمام المفسرين : من أن المراد به : صلب الرجل ، وترائب المرأة ، وهو موضع القلادة منها ، هو الذي اختاره الإمام القرطبي في تفسيره (١٦/٣٤٣ ،٢٠/٥) ، والحافظ ابن كثير في تفسيره (٨/٣٧٥) ، واختاره أيضا : العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ، قال : " اعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء ، الذي هو النطفة ، منه ما هو خارج من الصلب ، أي : وهو ماء الرجل ، ومنه ما هو خارج من الترائب ، وهو ماء المرأة ، وذلك قوله جل وعلا : ( فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب ) الطارق/٥-٧ لأن المراد بالصلب : صلب الرجل ، وهو ظهره ، والمراد بالترائب : ترائب المرأة ، وهي موضع القلادة منها . ومنه قول امرىء "إعلام الموقعين" (١/١٤٥-١٤٦) .وهو اختيار الشيخ ابن عاشور ، وابن سعدي ، وابن عثيمين ، كما في "لقاء الباب المفتوح" (رقم/٤٥) ، وانظر نحوا من ذلك في "اللقاء الشهري" (رقم/٤٥) .ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن : " المعنى : يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل ، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " مختصر ابن كثير:وقوله تعالى: خلق من ماء دافق يعني المني يخرج دفقاً من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن اللّه عزَّ وجلَّ، ولهذا قال: يخرج من بين الصلب والترائب يعني صلب الرجل وترائب المرأة وهو (صدرها)،وقال ابن عباس: صلب الرجل وترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما،وعنه قال: هذه الترائب ووضع يده على صدره،وعن مجاهد: الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر،وعنه أيضاً: الترائب أسفل من التراقي،وقال الثوري: فوق الثديين، وقال قتادة: يخرج من بين الصلب والترائب من بين صلبه ونحره. ↩
- ومن أراد المجادلة فلينظر في إصحاحات العهد القديم خاصة في سفر الخروج وسفر اللاويين ليرى بأم عينه من أين مصدر تلك الموروثات التي انتهت إلى بطون أمهات كتب التفسير. ↩