ملخص المقال:
فهرس المقال
باب الماء - الهيدروجين والاكسجين (HO)
لو دققنا في الآيات الكريمة الخاصة بالماء، لوجدنا بأن الماء هو سبب انبات الجنات وهو في الوقت ذاته سبب إنشاء الجنات، قال تعالى:
سورة المؤمنون
سورة ق
فالماء إذا له وظيفتين اثنتين: الانشاء والانبات. والإنشاء (نحن نفتري الظن) هو عمل الروابط الأفقية بين مكونات المادة بعد أن تنفلق، والمكون الأساسي في هذا الإنشاء هو عنصر الهيدروجين (H). للتفصيل انظر الجزء الثالث من سلسلة مقالاتنا تحت عنوان نظرية النشوء على الرابط التالي:
https://www.dr-rasheed.com/2019/01/blog-post_19.html
ولو راقبنا رسم هذا الصوت جيدا، لوجدناه يتألف من خطين متوازيين متطابقين مربوطان معا بوصلة في المنتصف تماما (H). فالخطان هما (نحن نفتري القول) الذرتان المتطابقتان (identical) والخط الواصل بينهما هو عملية الإنشاء (أي الربط الأفقي).
صوت الهاء (H): رحلة عبر اللغات والحضارات
ولو ذهبنا إلى رسم الصوت في اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، لوجدناه يرسم بطريقتين كما في الشكل التوضيحي التالي:
وصف الصورة (برومبت لتوليد الصورة)
Ancient Egyptian hieroglyphs for the letter H. One symbol looks like a twisted wick or rope, representing energy. The other symbol resembles a simple shelter or enclosure made of reeds. Minimalist, black on white background, archaeological diagram style.
وكلاهما يعبر (نحن نرى ربما مخطئين) عن عملية إنشاء وربط، يمثلان معا الإحاطة واللانهاية. فالأولى عبارة عن بيت أو مأوى (shelter) بينما الثانية هي عبارة عما يشبه لفة السلك الذي ينقل الإضاءة أو الطاقة (wick). أي هي مصدر الطاقة. وهذا يقودنا إلى تقديم افتراء خطير جدا يخص رسم هذه الأصوات، ويتمثل الافتراء بالظن بأن كل أمة من الأمم قد رسمت الصوت (كشكل) بالطريقة التي تعبر عما فهمته تلك الأمة من المعاني الحقيقية لهذا الصوت. فهذا الصوت (وهو صوت الهاء (H)) هو الصوت الأول في الوجود، وهو المسئول – برأينا- عن الإنشاء كمصدر الحياة، وهو كذلك الإحاطة والمراقبة، وهو – بالتالي- أصل كل شيء، ونستطيع افتراء القول بأن هذه المعاني موجودة كذلك في رسم الصوت في العبرية القيمة كما في الشكل التوضيحي التالي:
Source: https://www.ancient-hebrew.org/alphabet_letters_hey.htmlوصف الصورة (برومبت لتوليد الصورة)
The evolution of the Hebrew letter 'Hey' across different historical periods. Four stages are shown side-by-side: Pictograph (a man with raised arms), Early Hebrew, Middle Hebrew, and Modern Hebrew. The style should be like an academic chart for paleography, clear and informative.
وهي ترسم بالأشكال التالية:
وصف الصورة (برومبت لتوليد الصورة)
A simple diagram showing different calligraphic styles of the modern Hebrew letter 'Hey'. Clean, black and white representation.
فهو الصوت الذي يعبر عن الإلهام وبدء الخلق والتنفس والإحاطة، وهو الصوت الخامس في الترتيب في الأصوات العبرية، ويرسم في العبرية القديم على شكل من يرفع يديه إلى السماء داعيا قوة عظيمة – انظر شكل رسم الصوت الخامس في الأصوات العربية القديمة كما في الشكل التوضيحي التالي:
وصف الصورة (برومبت لتوليد الصورة)
A primitive, ancient pictograph representing the fifth Semitic letter. The image is a stylized stick figure of a person with both arms raised up towards the sky, as if in worship, surprise, or revelation. The style is rock carving or ancient script. Black ink on a papyrus-like texture.
ونحن نفتري الظن (وقد سبقنا إلى ذلك كثيرون من أهل الاختصاص في هذا المجال) أن ترتيبه خامسا في جدول الأصوات العبرية قد جاء ليعبر عن أصابع اليد الخمسة والحواس الخمسة، ونحوها.
إن ما يهمنا طرحه هنا هو أن كل أمة من الأمم قد عمدت إلى تصوير جانب (أو ربما جوانب) من المعاني لهذا الصوت، فعكست ذلك الجانب (أو تلك الجوانب) في شكل الصوت عندما رسمته على الجدار، لتخلد هذا المعنى في ذاكرتها الأبدية.
والملفت للانتباه أن الحضارة المادية الأولى (secular civilization) وهي الحضارة الإغريقية هي الأمة الأولى التي رفضت الموروث الديني كله وبدأت رحلة التحريف. فكانت هي الحضارة التي تفتقد لغتها لهذا الصوت، فلا وجود لصوت (الهاء) في مجموعة أصوات اللغة الإغريقية إلا اللهم كحركة ثانوية لا تكتب على السطر مع بقية الأصوات الرئيسية الأخرى، وسنرى لاحقا - بإذن الله- أن أكبر من حرف البشرية عن جادة الصواب هي تلك الحضارة الإغريقية ممثلة بمنظريها الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو وتلاميذهم. فهم من اخترعوا الحرف بدلا من الصوت، وهم من بدأوا رحلة التحريف في البحث عن الحقيقة، فقادوا البشرية في طريق الشيطان بعيدا عن مصدر النور الحقيقي (هو).
لكن ما نحاول جاهدين الوصول إليه هو حقيقة هذا الصوت منذ الأزل، ولعل أكبر الإشارات الدالة على أهمية هذا الصوت على وجه التحديد هو دخوله في مكونات اللغة الأساسية بشكل واضح جدا، فكان علامة مميزة فيما نسميه جدلا تقعيد اللغة (أو Grammaticalization باللسان الأعجمي). واحد هذه الشواهد الظاهرة للعيان على الحضور الفاعل لهذا الصوت في عملية التقعيد هو عملية التذكير والتأنيث، فاللغة العربية ومثلها العبرية – مثلا- تميز بين اللفظ المؤنث والمذكر بوجود أو عدم وجود الهاء كمقطع صوتي في نهاية المفردة. واللغة العبرية نفسها تستخدم هذا الصوت أيضا في التعريف والتنكير، فالاسم معرّف مادام صوت الهاء قد أضيف في بداية الكلمة. فمفردة ملك – مثلا- هي نكرة (بمفردات اللغويين) في العبرية، لكنها تصبح معرفه إذا ما أدخل صوت الهاء على أولها لتصبح معرفة (مثل همّلك).
باب المذكر والمؤنث في القواعد
إن أول ما يمكن بدء النقاش فيه في هذا الجانب هو فهم آلية التذكير والتأنيث على حقيقتها، ومن ثم محاولة ربط ذلك باستخدام صوت الهاء على وجه التحديد. ونحن نتجرأ على تقديم الافتراء البسيط لكن الخطير جدا جدا في هذا المقام وهو أن الفرق بين المذكر والمؤنث هو الزيادة أو النقص. انتهى.
جواب مفترى خطير جدا جدا: نحن نظن أن لهذا علاقة بقصة الخلق الأولى. مفترين القول من عند أنفسنا أن التذكير (ككينونة) له علاقة بالتذكر (كفعل). وأن الذَّكر هو المطالب بالتذكّر لأنه كان قد نسي، فالخطاب القرآني يبين بما لا يدع مجالا للجدل بأن آدم هو الذي نسي:
سورة طه
ولو راقبنا عبارات مثل "أفلا تذكرون" و "لعلكم تذكرون"، لوجدناها موجهة مباشرة للذكر (كالناس والقوم والذين آمنوا، الخ):
سورة النور
سورة هود
لهذا نحن نتجرأ على افتراء الظن بأن الأنثى لم تنسى، لذا لم تطالب – نحن نفتري القول من عند أنفسنا- بأن تتذكر، مما يعني - بمنطقنا المفترى هذا- أن الأصل هو التأنيث (أي وجود الهاء)، وأن الحدث الذي طرأ هو النسيان من قبل الذكر، فسقطت الهاء من المفردات الخاصة به.
رأينا المفترى: ما أن أُسكنا في الجنة كزوجين يحييان بروح الله (الهاء) حتى بدأت وسوسة الشيطان لهما، لكن الذي حصل على أرض الواقع هو أن آدم قد تقبل نصيحة الشيطان، وهو الذي عصى ربه، وهو الذي غوى، وهو الذي تلقى من ربه كلمات فتاب عليه، الخ. لكن – بالمقابل- لم ترضخ زوج آدم لوسوسة الشيطان كما فعل زوجها. فماذا كانت النتيجة؟
جواب مفترى خطير جدا: في حين أن آدم قد خسر شيئا بسبب قبوله لوسوسة الشيطان ونزوله عند نصيحته، لم تكن زوج آدم قد خسرت مثل ذلك، وبكلمات أخرى أكثر وضوحا نحن نفتري القول من عند أنفسنا بأن آدم قد فقد شيئا من الصلة بربه، لكن – بالمقابل- لم تخسر زوج آدم مثل ما خسر زوجها، فبقيت صلتها بربها أكثر ثباتا وقوة. وقد انعكس ذلك في الكلمات الدالة عليهما، ففي حين أن الهاء (جزء من الروح) لم تسقط عن زوج آدم، سقطت تلك الهاء عن آدم نفسه. لقد خسر آدم تلك الصلة، فكانت المفردات الذكورية الدالة عليه خالية من ذلك الصوت (أي الهاء).
ولو دققنا في المفردات الأولى الدالية عليهما، لوجدنا أن كلاهما كان زوجا. فآدم زوج، وزوجه هي زوج أيضا. ومفردة الزوج لا تعني التذكير ولا التأنيث، فكلاهما قد طُلب منهما السكن في الجنة على تلك الشاكلة (كزوج):
سورة البقرة
سورة الأعراف
فكانا متطابقين تماما، فالزوج إذا يدل على التطابق التام. وما زلنا حتى الساعة نستخدم اللفظ على هذا النحو عند قولنا زوج جوارب وزوج كنادر – مثلا- لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن أحدهما مذكر والآخر مؤنث، بل هما زوج لأنهما متطابقين تماما. فإذا لم يكونا متطابقين تماما، يستحيل أن ينعتا بأنهما زوج.
إعادة قراءة قصة الخلق: الخلافة مقابل الملك
كان القرار الإلهي الأول أن يكون آدم خليفة (انظر تاء التأنيث في كلمة خليفة)، فقد كان آدم خليفة (بصيغة التأنيث) بسبب – نحن نرى- تلك النفخة التي أودعها الله في ذلك المخلوق من روحه. فآدم إذا هو خليفة (بصيغة التأنيث) مادام أن تلك النفخة (وهي صوت الهاء) قد دخلت فيه مباشرة من ربه. وسيخسر آدم تلك الخلافة إن هو لم ينزل عند الإرادة الإلهية له بذلك. وبالفعل استطاع الشيطان أن يقلب الأمور رأسا على عقب، وذلك بأن تخلى آدم عن الخلافة في سبيل الملك:
سورة طه
آلية التكاثر المفترضة في الجنة
تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: نحن نفتري الظن من عند أنفسنا بأن وجودنا كذرية لآدم وزوجه ستتحصل سواء نزل آدم عند نصيحة الشيطان أو لم ينزل، لكن الفرق في الحالتين سيكون بطريقة التكاثر وليس بحصوله أو عدمه. انتهى.
سورة المؤمنون
ولا يحتاج آدم أن يتحمل مسئولية ذريته لأنه ببساطة ليس والدا وإن كان أبا. للتفصيل حول الفرق بين الأبوين والوالدين انظر الجزء الخامس عشر من سلسلة مقالاتنا تحت عنوان قصة يوسف على الرابط التالي:
https://www.dr-rasheed.com/2014/02/15.html
سورة النساء
وجل ما حصل أن روح الله قد تمثل لمريم بشرا سويا، فنفخ في فرجها، فتشكلت تلك الكلمة في بطن مريم الطاهر، فخرج المسيح ينطق، فشهد على الفور بأنه عبد الله:
سورة مريم
للتفصيل حول هذه الجزئية انظر مقالتنا تحت عنوان كيف تم خلق المسيح عيسى بن مريم على الرابط التالي:
https://www.dr-rasheed.com/2014/02/1_17.html
ونحن نتجرأ على القول بأنه لو لم يخسر آدم الخلافة، لكان قادرا على النفخ في فرج زوجه، ولكانت الذرية (كل الذرية) ستتحصل بتلك الآلية ذاتها. لكن لما خسر آدم القدرة على النفخ، تحولت الذرية (نحن نظن) من الطريقة السهلة المباشرة التي لا تسبب الشقاء إلى الطريقة الأخرى، وهي الملك الذي لا يبلى، فأصبحت تناسلية (أي بالأعضاء التناسلية).
العصا واللباس: أدوات الخلافة
لكن يبقى التساؤل الغريب التالي مطروحا: هل كان استخدام تلك العصا لتلك الغاية فقط؟ أي هل كانت العصا مصممة فقط لتسخير الجن لآدم؟
رأينا المفترى من عند أنفسنا: نحن نظن أنه بالإضافة إلى تلك الوظيفة الجليلة (وهي تسخير الجن لآدم) كان للعصا وظيفة أخرى لا تقل أهمية عن وظيفتها الأولى السابقة، ألا وهي أن يهش بها على غنمه. انتهى.
السؤال الإلهي:
سورة طه
جواب موسى:
سورة طه
وقد افترينا الظن حينئذ أن موسى قد استخدم تلك العصا لكي يسكت ما يثور من غنمه، أي كانت تهدي الغنم عندما تثور. والغنم – برأينا – هي الحيوانات المنوية التي عندما تثور يجد الإنسان نفسه بحاجة أن يخرجها بالعملية الجنسية (بغض النظر عن طريقتها) – للتفصيل انظر مرة أخرى مقالتنا تحت عنوان ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته: باب الغنم على الرابط التالي: https://www.dr-rasheed.com/2014/08/16_81.html)
خطة الشيطان وثورة الغنم
تلخيص ما سبق: عندما قرر الإله أن يجعل آدم خليفة أودع عنده تلك العصا التي تقوم – برأينا - بوظيفتين اثنتين، وهما:
- السيطرة على الجن، فلا يزيغوا عن أمره (كما فعل سليمان ببقية العصا – المنسأة)
- أن يهش بها على غنمه، فلا تثور، فيحتاج (إن هي ثارت) إلى القيام بالعملية الجنسية (كما كان يفعل موسى بالعصا فيهش بها على غنمه)
فآدم بالجنة يمتلك (نحن نرى) الأداة التي تمكنه من السيطرة على قوتين كبيرتين تنازعانه، وهما:
- طاقة خارجية ممثلة بالجن (الحكم)
- طاقة داخلية ممثلة بالغنم (الرغبة الجنسية)
والعصا هي – برأينا- ضمانة السيطرة على (وبالتالي التحكم بـ) تلك القوتين (أو لنقل الخطرين)، الخطر الخارجي والخطر الداخلي اللذان ينازعانه على الدوام. وهذا الخيال (ربما الخال من المنطق العادي) يحمل في ثناياه الظن بأن آدم يستطيع التحكم بهاتين القوتين اللتين تنازعانه على الدوام مادام يحمل تلك العصا بيده، وبالمقابل فهو - لا محالة- سيخسر السيطرة عليهما إن هو ألقى تلك العصا جانبا وتخلى عنها إلى الأبد.
تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: نحن نتخيل (ربما مخطئين) بأنه كان على آدم وزوجه أن يقوما بالمهمة على النحو التالي: أن ينفخ آدم في فرج زوجه، فيتم الحمل والوضع بأقل جهد ممكن وبأفضل طريقة منشودة، فلا يسبب ذلك العناء والتعب لزوج آدم ولا الشقاء لآدم نفسه، بالضبط كما حصل لمريم عندما نفخ الروح فيها كلمة الله المسيح. لكن ما الذي حصل فعلا على أرض الواقع؟
رأينا المفترى: كان على آدم وزوجه أن يلتقيا معا ليتم النفخ بطريقة غير تناسلية (ولنقل مثلا بطريقة شفوية – بالنفخ). لكن ما أن حصل اللقاء بينهما لهذه الغاية على وجه التحديد حتى بادرهما الشيطان بالوسوسة قائلا:
سورة الأعراف
فالشيطان – نحن ما زلنا نتخيل- قد بادر آدم وزوجه بالنصيحة في تلك اللحظة التي كانا على وشك القيام بعملية النفخ. فهو قد جاءهما (نحن نتخيل) معا، وكان هدفه أن يبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما. انظر الآية السابقة من أولها:
سورة الأعراف
فما الذي حصل حينئذ؟
تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: في هذه اللحظة (نحن نظن) أدخل الشيطان شيئا من الشك في قلبيهما بأن قدم لهما خيارا آخر لم يكن في الحسبان من قبل. فما كان من آدم نفسه إلا أن تلكأ (نحن ما زلنا نتخيل) عن القيام بمهمة النفخ التي كان عازما عليها مع زوجه حينئذ. وليس أدل على تلكئ آدم هذا من أن الشيطان قد انفرد به مرة أخرى قائلا له:
سورة طه
وهذا ربما يدلّنا بأن الشيطان لم ينجح في المرة الأولى عندما كان آدم في صحبة زوجه، بينما نجح في المرة الثانية عندما كان آدم قائما لوحده. والسبب في ذلك (نحن نظن) أن نصيحة الشيطان لم تلق أذنا صاغية عند زوج آدم، بينما وجدتها عند آدم نفسه. فآدم هو من نزل عند نصيحة الشيطان، وهو من عصى ربه، وهو من غوى، وهو من تلقى من ربه كلمات فتاب عليه، لكن زوجه – بالمقابل- لم تقع في ذلك اطلاقا. فآدم إذا هو من يتحمل مسئولية ذلك كله، وما كان وقوع زوجه في الشرك إلا من باب أنها نزلت عند رغبة آدم وليس معصية لربها، فحبل صلتها مع ربها (الروح) لم ينقطع اطلاقا، ولكن حبل (صلة) آدم مع ربه هو الذي انقطع.
تلخيص ما سبق: عندما سكن آدم وزوجه الجنة كان عليهما أن يقوما بفعل التكاثر، وكانت الطريقة المصممة لذلك هي عملية النفخ، لتكون الذرية خلافة وليس ملكا وراثيا. لكن ما أن وضع الشيطان أمامهما خيارا آخر (وهو الملك الذي لا يبلى) حتى أصبح آدم في حيرة من أمره. فقد أصبح أمامه الآن خياران للقيام بهذه المهمة:
- النفخ (الخلافة) أو
- الجنس (الملك)
وفي حين أن الله قد رضي له خيار النفخ لأنه الأقل تكلفة والأسلم من شرك الشيطان، كان الشيطان قد وضع على الطاولة أمام آدم الخيار الآخر، وهو لا شك الأكثر خطورة. ليكون السؤال الآن: لماذا اختار آدم الخيار الآخر (أي النزول عند إرادة الشيطان)؟
رأينا المفترى: نحن نظن بأن آدم لم يكن لينزل عند إرادة الشيطان تاركا الإرادة الإلهية لولا أن الأمر يستحق المجازفة. انتهى.
تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: منذ تلك اللحظة بدأت مطاردة الذكر للأنثى. فالرجل هو الذي يطارد الأنثى من أجل شهوته، والأنثى هي التي تتمنع وتحاول الهروب من مخالبه. لكن ما أن تقع الأنثى تحت يديه، فيتمكن منها، حتى تكون ردة فعلها القبول التدريجي للأمر (يعني شوي شوي). فكان قرار آدم أن يلبي رغبته الجنسية الجامحة في غياب العصا. فكانت خسارته الأولى مقابل تلبية رغبته الجنسية. لكن السؤال المطروح هو: كيف سينفذ آدم العملية الجنسية على أرض الواقع؟
رأينا المفترى: لم يكن يستطيع آدم تنفيذ ذلك على أرض الواقع إلا أن ينزع وزوجه لباسهما. فكيف سيتم ذلك؟ هل لو رضي هو أن ينزع عنه لباسه، هل سترضى هي بذلك؟
رأينا المفترى: كلا. لن ترضى بذلك، فقد حاول آدم معها (نحن ما زلنا نتخيل) أكثر من مرة، لكنها كانت تصده عنها كل مرة، فكيف سيضع آدم زوجه أمام الأمر الواقع بدعم لوجستي من الشيطان؟
رأينا المفترى: أن تنزع هي بنفسها لباسها عنها.
تلخيص ما سبق: عندما وضع الشيطان أمام آدم الخيار الثاني (التكاثر بالجنس)، دلّه أيضا على الطريقة التي يُنزل بها زوجه عند قراره لكن بطريقة شيطانة، تحقق لآدم رغبته، وفي الوقت ذاته تجُر رجل زوجه إلى رغبته شوي شوي. فالأنثى بطبيعتها تنفر من العملية الجنسية إن كانت مباشرة فضّة، وتتقبلها إن كانت تدريجية غير مباشرة ولطيفة (واللي مش مصدقني يشوف مشهد فهد مع ميرا في مسلسل جن). فميرا لم تكن ترفض فكرة التزاوج مع فهد في تلك الليلة، فهي قد وعدته بها منذ بداية الرحلة، لكن جاء رفضها لها في الليل عند التنفيذ الفعلي، وذلك لأن فهد – برأينا- قد عمد إلى تنفيذها بطريقة فضّة (رجولية)، ولو أخذها شوي شوي (كما كانت تطلب منه في تلك اللحظة) لتحصّل له ما أراد منها بكل تأكيد. منك لله يا فهد! ما علينا.
نرجع لموضوع آدم وزوجه بافتراء القول بأن خطة الشيطان كانت محكمة بأن يوقع زوج آدم في الشرك بالأكل من الشجرة، وعندها ستجد نفسها بحاجة لا محالة للتبرز والتغوط، الأمر الذي سيؤدي إلى أن تنزع عنها لباسها، فتصبح مكشوفة السوءة أمام نفسها وأمام زوجها، الأمر الذي وضعها أمام الأمر الواقع، فما يكون منها إلا أن تنزل عند رغبة زوجها، ليس حبّا في العملية الجنسية ذاتها ولكن لاستحالة القيام بالمهمة بالطريقة الأولى، أي النفخ كما كان ممكنا قبل الأكل من الشجرة. فالأنثى – نحن نظن- لا تتقبل العملية الجنسية شهوة ولكن تتقبلها كحاجة بيولوجية ضرورية لديمومة الحياة. انتهى.
خسارة النور وخيار الطاقة البديلة
تلخيص ما سبق: عندما اتحذ الله قراره بأن يكون آدم خليفة في الأرض، جعل معه العصا التي تقوم بمهمتين اثنتين، وهما تسخير الجن (بمن فيهم الملائكة) لسلطته، وكذلك التحكم بثورة غنمه. فالعصا هي بمثابة السلاح الدفاعي الذي يستطيع آدم استخدامه ليصد الخطران اللذان يتهددانه، لكن كان آدم بحاجة أيضا إلى ما يستطيع به تنفيذ أمر الخلافة بالتكاثر بالجنة. فكيف سيقوم آدم بذلك؟
رأينا المفترى: إنها الهاء، إنها الروح، إنها اللباس. انتهى.
سورة النور
فظهر آدم الذي خلقه الله من طين ويكأنه نورا بما اكتسب من النور الإلهي بتلك النفخة التي أودعها الله فيه، فكانت عبارة (نحن نتخيل طبعا) عن طاقة نظيفة كامنة فيه. ومادام تلك الطاقة موجودة فيه، فهو يستطيع أن ينفخها في زوجه، فيحصل التكاثر، بالضبط كما حصل عندما نفخ الروح في مريم. لكن هل لو نزع آدم ذلك اللباس عنه، هل كان يستطيع القيام بعملية النفخ؟
جواب مفترى: كلا وألف كلا.
لذا، لمّا نزل آدم عند مشورة الشيطان وفضل الطريقة الثانية التي قدمها له الشيطان، كان ذلك سببا في خسارته للنور الإلهي، وبالتالي خسارته للطريقة الأولى التي ارتضاها الله له. وبهذا القرار الذي اتخذه آدم بمحض إرادته، ضاعت منه تلك الصلة مع ربه، وأصبح من الظالمين.
الهوامش والمصادر
- https://www.dr-rasheed.com/2019/01/blog-post_19.html
- https://www.ancient-hebrew.org/alphabet_letters_hey.html
- https://www.dr-rasheed.com/2014/02/15.html
- https://www.dr-rasheed.com/2014/02/1_17.html
- https://www.dr-rasheed.com/2014/01/1_25.html
- https://www.dr-rasheed.com/2014/08/16_81.html
- https://www.dr-rasheed.com/2013/12/blog-post_23.html
احنا تركنا الكتب القديمة بسبب الوهن في الرواية حتى نصير نعتمد على خيال واحلام واوهام رشيد جراح!!! التي لا تستند سوى لما يجول في خاطره استغفر الله العظيم. انا بقول صير كتب سيناريوهات لأفلام ومسلسلات والله لتنجح أعظم نجاح على وجه الأرض ربنا وهبك مخيله عظيمه لا تضيعها وانت تدعي العلم استثمرها في مكانها. انت مؤلف سيناريوهات لم يأت الزمان بمثله!!
ردحذفمعقول Mr. Abdullah كملت قراءة المقالة كاملة وصبرت على الخيال الموجود فيها ..
حذفلا تخرج قبل ان تقول سبحان الله
نحتاج إلى دعم لموضوع هش الغنم مش ظابطه
حذفما علاقة كل ذلك بطريقة التغيير في الشجرة حتى اصبحت تحدث ذلك و متى وضع الله الشمس للارض حتى اصبحت الشجر تنمو به ام ان الشيطان ايضا عبث بها ولم اصلا لم يتم التخلص من الشجرة او رجمها مثلا وهل تسبح و تسجد هذه الشجرة للاله وما هو مضمون النهي الالهي لادم عن تلك شجرة حيث ان ادم لو علم مضمونها لما ندم وتاب بعد ما اقدم على الاكل ثم ان الشيطان قال ل ادم و زوجه عن "هذه" شجرة فهي امامه ان يكونا ملكين او من الخالدين و ثم استفرد بادم و وسوس له وحده بان يدله وكانه لا يعلم على شجرة الخلد وملك لا يبلى فما مدى علم ادم بالشجرة ،، واذا كان الله يريد منا التقوى وخلقنا لنعبدة اليس من الافضل ان يجنبنا تلك الشجرة مما يجنبنا تلك المتاهات من ذكر و نسي و كفر وايمان الم تكن علاقتنا بربنا مباشرة علاقه الاخذ بالاتيان فلما كل هذه الشائكه التي نحن فيها ،، ولما خلقنا ربنا اخلفنا في الارض و سخر لنا ما سخر لنا ثم هبطنا ثم علينا الذكر والتذكر ثم الموت والحساب .. الان يبدل الله الارض غير الارض لماذا !! هل سنعود للصفر هناك اي قبل الاكل "خلفاء" من جديد و يمكن ان نخطى خطا جديد ما هي الضوابط هناك وما هو مطلوب منا اصلا قبلا و بعد ،، اسئله كثيرة كثيرة
ردحذفلا تنظروا اليها بعين الانتقاد
تخيلاتك فاتت الكتب الصفراء التي ترفضها.
ردحذفخخخخخخخ
ردحذفيعنى اله ادم علمه الاسماء كلها و معلموش الفيلم إلى انت بتحكيه ده خخخخخ
تخيلوا بعد كل هذا و خلق سماوات و خلق أرضين و نسي الله يقول لادم و يحكيلو الفيلم ده إلى هيحصل لو قرب من الشجرة . لو صدق حد عاقل كلامك يبقى كده الإله ناسي أنه يعلم ادم الصح من الغلط
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفمش ظابطه معايا اهش بها على الغنم
ردحذفإرسال تعليق