فهرس المقالة
- مقدمة ومراجعة
- الباب الأول: لماذا لم يصبر ذو النون لحكم ربه؟
- مقارنة يونس مع فرعون: مكانة القائد المطلق
- باب الشفاعة المزعومة (استطراد فكري)
- خلاصة وتساؤلات للمستقبل
مقدمة ومراجعة
حاولنا في نهاية الجزء السابق تسويق افتراءنا الذي مفاده أن هناك نوعان من أهل العلم، وهم:
- العلماء اللذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويله، وهم المدافعون عن دين آبائهم وأجدادهم سواء صحت عقائدهم أم لم تصح
- العلماء الراسخون في العلم اللذين يبحثون عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، وهم الباحثون عن دين الله الحق.
وظننا أن الراسخين في العلم منهم هم الذين يعلمون تأويله، وافترينا القول بأنهم يستطيعون ذلك بسبب ما وهبهم الله من "الحكم"، وهي الحالة التي تقل درجة عن (وتسبق) مرحلة الرسالة. فمن آتاه الله حكما وعلما هو من يقل درجة عن مرحلة من كان رسولا من الله إلى الناس.
وحاولنا ربط ذلك بقصة يونس الذي ذهب مغاضبا. فافترينا الظن من عند أنفسنا أنه لمّا ذهب يونس مغاضبا كان عنده الحكم، ولكنه لم يصبر لذلك، بدليل ما جاء في الآية الكريمة التالية:
سورة القلم
كما افترينا الظن بأن يونس لم يكن بعد قد اجتباه ربه بالرسالة، ليكون رسولا إلى قومه، وما عاد يحمل رسالة ربه إليهم إلا بعد حادثة الحوت. وانظر – إن شئت- ترتيب الأحداث الذي تصوره الآيات الكريمة التالية:
سورة الصافات
سورة القلم
وبعد مناقشة (ربما غير دقيقة) للأحداث كما تخيلناها، انتهينا إلى تسجيل الافتراءات التالية:
- لم يكن يونس قد أصبح رسولا عندما ذهب مغاضبا
- كان يونس لا زال في مرحلة الحكم عندما ذهب مغاضبا
- استعجل يونس الرسالة
- تأخر تكليفه بالرسالة
- ظن يونس أنه لن يكون رسولا
- خرج يونس من قومه لهذا السبب، فذهب مغاضبا
- نزل يونس عند رغبة بعض من كان حوله من المنافقين والكافرين
- لم يكن من اللذين صبروا لحكم ربه، أي لم يكن من اللذين يملكون الحكم، فيصبرون على تبعاته.
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿٤٨﴾
سورة القلم - لم يكن يونس من أولى العزم من الرسل مادام أنه لم يصبر لحكم ربه
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٣٥﴾
سورة الأحقاف - الخ
وحاولنا – بناء على هذا التصور المفترى- طرح تساؤلات أخرى ذات صلة بالموضوع لمتابعة النقاش فيها في هذا الجزء الجديد وفي الأجزاء القادمة من المقالة نفسها، نذكر منها:
- لماذا لم يصبر يونس لحكم ربه؟
- ما الذي أخرجه من قومه؟ أي لماذا ذهب مغاضبا؟
- إلى أين ذهب مغاضبا؟
- كيف حصل الأمر على أرض الواقع؟
- لماذا ذهب إلى البحر عندما خرج من عند قومه؟
- ولماذا ساهم؟
- وكيف ساهم؟
- وكيف كان من المدحضين؟
- ولماذا عاد إلى ربه بعد أن التقمه الحوت؟
- ولماذا عاد إلى قومه بعد ذلك؟
- ولماذا نفع قوم يونس إيمانهم؟
- الخ
وقد أنهينا ذلك الجزء من المقالة بافتراء الظن بأن الإجابة على مثل هذه التساؤلات (كما نتخيلها) تحتاج إلى ربط خيوط هذه القصة مع قصة موسى وشخصية فرعون، لأننا نظن أن شخصية يونس تتطابق تماما مع شخصية فرعون (وإن تعاكست معها في المقدمة والخاتمة) وأن أحداث قصة يونس تكاد تتطابق في كثير من جوانبها مع أحداث قصة موسى مع فرعون. وهذا ما سنقحم أنفسنا في الدفاع عنه في النقاش التالي.
أما بعد،
الباب الأول: لماذا لم يصبر ذو النون لحكم ربه؟
رأينا: مادام ذو النون لم يصبر لحكم ربه، فلابد (نحن نستنبط – ربما مخطئين) أن الله قد وهب له ذلك الحكم، أو على الأقل أن الرجل كان يعرف حكم ربه وكان من المفترض أنه سيصبر إليه. لذا نحن نفتري الظن بناء على ذلك أن ذا النون كان:
- على علم بحكم ربه
- أنه كان مؤمنا
فرضية الإيمان المسبق ليونس وقومه
الدليل
نحن نستطيع أن نجلب على الأقل دليلين اثنين يثبتان زعمنا هذا.
الدليل الأول: لقد كان ذو النون من المسبحين قبل أن يلتقمه الحوت، وكان ذلك هو سبب نجاته من بطن الحوت:
سورة الصافات
الدليل الثاني: أن القرية التي كان يعيش فيها ذو النون كانوا مؤمنين.
جواب مفترى: نحن نجد الدليل على ذلك في الآية الكريمة التالية:
سورة يونس
رأينا: نحن نعتقد جازمين إن هذا الطرح يدعونا إلى النبش في القصة من بدايتها وحتى نهايتها بكل دقة وموضوعيه، فنحاول طرح جميع التساؤلات، ومحاولة الإجابة عليها، سائلين الله وحده أن يهدينا رشدنا، وأن يعلمنا ما لم نكن نعلم، وأن يهدينا لأقرب من هذا رشدا، وأن يزدنا علما – آمين.
أما بعد
رأينا المفترى: نحن نظن أن الذي حدث مع يونس وقريته لم يكن استثناء، وأنه لا يتعارض مع سنن الله التي لا تتبدل ولا تتحول، وأن ذلك لا يقدح بالعدل الإلهي المطلق مادام أن سنن الله الكونية لا تتبدل ولا تتحول.
رأينا المفترى: نحن نظن أن المتدبر لهذه الآيات الكريمة ربما يجد على الفور أن هناك فرقا جوهريا بين قوم يونس من جهة وجميع الأقوام الأخرى التي نزل بها عذاب الله من جهة أخرى. وهذا الفرق هو (نحن نفتري القول من عند أنفسنا) السبب الحقيقي في أن نفع قرية يونس على وجه التحديد إيمانهم، فكُشف عنهم عذاب الخزي بعد أن وقع عليهم.
رأينا المفترى: لو دققنا في جميع السياقات القرآنية لوجدنا أن كل الأقوام التي نزل بها عقاب من ربها كانت أقواما كافرة (غير مؤمنة) وما آمنت إلاّ لحظة أن رأت أن عذاب ربها لا محالة واقع بهم، أي حصل إيمانهم لحظة وقوع العذاب بهم. وهذا هو نوع الإيمان (نحن نفتري القول) الذي لن ينفع. وانظر -عزيزي القارئ – إن شئت- في السياق القرآني التالي جيدا:
سورة غافر
جواب مفترى من عند أنفسنا: لأن قوم يونس كانوا مؤمنين من ذي قبل.
تفسير استثناء قوم يونس
رأينا المفترى: لو تدبرنا هذا المنطق المفترى (على علاّته) لربما وجدنا أنه يفسر لنا الفرق بين ما حصل مع يونس نفسه وما حصل مع فرعون. فبالرغم أن الرجلين قد غرقا، ولا شك عندنا أن غرق يونس كان أشد (وأكثر خطورة) من غرق فرعون، وذلك لأن يونس قد ابتلعه الحوت بعد أن غرق في البحر، ليكون في ظلمات أشد من الظلمة التي أحاطت بفرعون عندما غرق:
سورة الأنبياء
لتكون النتيجة المفتراة هي: لم يكن ذو النون في ظلمة واحدة عندما غرق ولكنه كان في ظلمات البحر:
سورة الأنعام
سورة النور
الجواب: لأنه كان من المسبحين:
سورة الصافات
نتيجة 1: كان ذو النون في سابق عهده من المسبحين
نتيجة 2: كان ذو النون في سابق عهده من المؤمنين
مقارنة نجاة يونس بهلاك فرعون
رأينا: نحن نظن أن الإجابة على ذلك قد جاءت واضحة في الآية اللاحقة على الفور:
سورة يونس
نتيجة 1: كان فرعون في سابق عهده من المفسدين
استنباط تخيلي: نحن نتخيل بأنه لو كان فرعون في سابق عهده من المسبحين أو لو أنه كان من المؤمنين (كما كان ذو النون) لحصلت له النجاة من الغرق كما حصلت لـ ذي النون حتى ولو أدركه الغرق
تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: كان يونس في قومه من المسبحين قبل أن يذهب مغاضبا، وكان قومه من المؤمنين، فحصلت حادثة ما قلبت الأمور رأسا على عقب، وأدت تلك الحادثة (نحن نفتري القول) إلى حصول مشكلتين متزامنتين، وهما:
- خروج يونس من بين قومه، فذهب مغاضبا
- ارتداد قوم يونس عن الإيمان
وكان نتيجة ذلك الوضع الجديد (وهو ذهاب ذي النون وارتداد قومه عن الإيمان) أن وقع العذاب الإلهي على الطرفين: على يونس من جهة وعلى قريته من جهة أخرى. وكان العذاب الذي وقع حينئذ على النحو التالي:
- كان عقاب يونس على نحو أن غرق بالماء كما حصل مع فرعون نفسه، وزاد الطين بلّة أن التقمه الحوت بعد ذلك
- وقوع عذاب الخزي على قوم يونس.
رأينا المفترى 1: تراجع ذي النون، فعاد إلى ربه، فألقي في العراء سقيما، وأنبتت عليه شجرة من يقطين حتى شفي، ثم بعثه الله رسولا إلى قومه.
رأينا المفترى 2: ما أن عاد ذو النون رسولا إلى قومه حتى آمنوا من جديد، وهناك كشف عنهم عذاب الخزي الذي وقع بهم بعد ذهاب يونس مغاضبا، فآمنوا من جديد. وربما لهذا السبب (نحن نفتري الظن) نفع هؤلاء القوم إيمانهم لأنهم كانوا مؤمنين من ذي قبل:
سورة يونس
رأينا المفترى والخطير جدا جدا: نحن نظن أن الحاجة تدعو إلى عقد مقارنة مباشرة بين ذي النون من جهة وفرعون من جهة أخرى. لنفتري القول من عند أنفسنا أن الذي أخرج يونس من قومه، فذهب مغاضبا، هو الشيء نفسه الذي أخرج فرعون من قومه: إنه اللحاق بالرسول الذي بعث إليهم.
- لم أفهم شيئا. يقول صاحبنا. ما الذي تريد أن تقوله؟ هل يمكن أن تكون أكثر وضوحا؟
جواب مفترى: نحن نجد لزاما في هذه اللحظة الوقوف عند محطة جديدة وهي محاولة ربط خيوط عنكبوتيه بين شخصية يونس من جهة وفرعون من جهة أخرى، وذلك لظننا أن المقارنة قد عقدت بينهما في كتاب الله في عبارة (وَهُوَ مُلِيمٌ) التي وردت في الآيتين الكريمتين التاليتين فقط:
ذو النون:
سورة الصافات
فرعون:
سورة الذاريات
مقارنة يونس مع فرعون: مكانة القائد المطلق
لو حاولنا عقد مقارنة بين ذي النون من جهة وفرعون من جهة أخرى لوجدنا بينهما تقاطعات عديدة.
أولا، كلاهما غرق في البحر (وَهُوَ مُلِيمٌ):
ذي النون:
سورة الصافات
فرعون:
سورة الذاريات
ثانيا، كلاهما كادت أن تكون نهايته الكليّة على شكل الغرق في البحر
ثالثا، كلاهما دعا ربه في تلك اللحظة، فجاء دعاء ذي النون على النحو التالي:
سورة الأنبياء
وجاء دعاء فرعون على النحو التالي:
سورة يونس
رابعا، حصلت النجاة لفرعون بالبدن فقط ليكون لمن خلفه آية:
سورة يونس
بينما حصلت النجاة لذي النون بالكليّة:
سورة الأنبياء
خامسا، كان سبب عدم نجاة فرعون بالكلية لأنه كان في سابق عهده من المفسدين:
سورة يونس
بينما كان سبب نجاة ذي النون بالكلية لأنه كان في سابق عهده من المسبحين:
سورة الصافات
فكان العدل الإلهي في ذلك مطلق لأن إيمان فرعون في تلك اللحظة لم يكن لينفعه، مصداقا لقوله تعالى:
سورة الأنعام
وهكذا كان ما حل بقوم فرعون، فلم يكن لينفعهم إيمانهم لأنهم ببساطة لم يكونوا مؤمنين من ذي قبل، وما آمنوا إلا بعد أن رأوا العذاب الأليم، وكان ذلك استجابة إلهية لدعوة موسى نفسه:
سورة يونس
فمضت فيهم سنة الله الكونية التي كانت ماضية في الأمم الأخرى، وهي أن الإيمان لحظة رؤية العذاب لا ينفع:
سورة غافر
سورة يونس
سورة الشعراء
أما ما نفع ذا النون فهو إيمانه السابق، وهكذا كان الذي نفع قريته، فلقد نفعهم إيمانهم السابق، وما أن عاد إليهم ذو النون رسولا وآمنوا من جديد حتى كشف الله عنهم عذاب الخزي الذي حل بهم في غيابه:
سورة يونس
إن هذا الطرح (على ركاكته) يثير كثيرا من التساؤلات التي لابد من الوقوف عندها، نذكر منها:
- ما هو الشيء الذي أغضب ذي النون حتى جعله يذهب مغاضبا؟
- ولماذا تراجع قومه عن إيمانهم حتى وقع عليهم عذاب الخزي؟
- ولماذا آمنوا مرة أخرى بعد أن أرسل إليهم ذو النون رسولا؟
- وكيف كُشف عنهم عذاب الخزي حينئذ؟
- الخ.
افتراء خطير جدا جدا لا تصدقوه: نحن نظن أن ذلك كان بسبب ذي النون نفسه. ولكن كيف ذلك؟
رأينا المفترى: نحن نفتري الظن من عند أنفسنا أن مكانة ذي النون في قومه كانت متطابقة تماما مع مكانة فرعون في قومه. فذو النون هو (في ظننا) كبير قومه، وهو سيدهم، وهو ربهم الذي يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، فهو إذن (نحن نتخيل) مطاع فيهم بكل ما يقول ويفعل. فإن هو آمن فهم يؤمنون، وإن هو كفر فهم يكفرون. وهذا (نحن نظن) ما كان من أمر فرعون.
مكانة فرعون في قومه كدليل
الدليل
لو تدبرنا جميع السياقات القرآنية الخاصة بإرسال موسى وأخيه هارون، لوجدنا أن المهمة موجهة أساسا إلى شخص فرعون نفسه:
سورة طه
سورة النازعات
سورة طه
سورة الذاريات
سورة المزمل
ثم جاءت بعد ذلك لتخص فرعون وملئه فقط:
سورة الزخرف
سورة الأعراف
سورة يونس
سورة المؤمنون
سورة هود
سورة غافر
ولا نجد في النص القرآني (على مساحته) أن مهمة موسى كانت موجهة إلى قوم فرعون. بل على العكس، فالذي وجدناه في سورة يونس على وجه التحديد هو أن دعاء موسى عليهم بالعذاب كان موجها إلى فرعون وملئه فقط:
سورة يونس
ليكون السؤال هو: لماذا؟ لماذا لم يبعث الله موسى وأخاه هارون إلى قوم فرعون كما كانت رسالات جميع الرسل اللذين سبقوا أو اللذين لحقوا؟ ولماذا كانت رسالة موسى موجهة أساسا إلى فرعون نفسه ثم إلى فرعون وملئه بعد ذلك؟ نحن نسأل.
رأينا المفترى: لأن قبول فرعون بالرسالة وقبول ملئه من بعده بتلك الرسالة يعني قبول قومه جميعا بها.
رأينا المفترى: لأن قوم فرعون (نحن نفتري الظن) كانوا قوما يأتمرون بأمر فرعون وينتهون بنهيه، وليس أدل على ذلك مما كان يفعله فرعون بهم كما تصور ذلك الآية الكريمة التالية:
سورة الزخرف
استنباط مفترى: لمّا كان قضاء هذه الحياة الدنيا بأمر فرعون نفسه، لم يكن ليتجرأ أحد أن يخالف أمر فرعون لأن خاتمته ستكون وخيمة تتمثل بإنهاء حياته. لذا كان فرعون من أصحاب العقيدة التي مفادها أنه يحيي ويميت كالذي حاج إبراهيم في ربه:
سورة البقرة
رأينا: نحن نفتري الظن بأن فرعون لم يكن ليجد عناء كبيرا في التلاعب بقومه كيفما يشاء، فقابلية الفسق متوافرة عندهم، والطاعة العمياء له هي ديدنهم، والاستخفاف بهم هي سياسة فرعون تجاههم. لذا كانت رسالة موسى وأخيه هارون (نحن نفتري القول) موجهة لشخص فرعون نفسه ثم لملأ فرعون من بعده، لأن دعوة قوم فرعون هي تحصيل حاصل. فالقرار بيد فرعون، وهو الذي سيوجههم حسب ما يراه مناسبا لهم.
تخيلات مفتراة: كان نفوذ فرعون في قومه نفوذا هائلا، فالطاعة العمياء هي سلوك قومه، وكان فرعون هو الشخص الوحيد القادر على اتخاذ القرار النهائي بخصوص إيمانهم أو كفرهم جميعا، وهو الذي أوقع قومه في الفخ، فما آمنوا وذلك لأنهم كانوا قوم سوء فاسقين، لذا ستكون مهمة فرعون في الآخرة هي أنه يقدم قومه ليوردهم النار:
سورة هود
ففرعون هو من أوقع قومه في شرك سوء أعمالهم (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)، لذا ستكون مهمته في الآخرة أن يدلهم (فَأَوْرَدَهُمُ) على المكان الذي يستحقونه (النَّارَ).
نتيجة 1: لم يكن فرعون يستطيع أن يوقع قومه في شراكه لولا أنهم كانوا مستعدين لذلك، وهو في ذلك يتبع نهج سيده من قبله، إبليس:
سورة إبراهيم
نتيجة 2: كان فرعون شخصا صاحب مكانة عظيمة في قومه، فهو الرب المطاع في كل ما يقول ويفعل، وذلك لأنه رجل على علم:
سورة القصص
نتيجة 3: كانت لمكانة فرعون في قومه وللعلم الذي تميّز به عليهم من جهة وباستعدادهم للفسق من جهة أخرى الآثار الكبيرة في استخفافهم:
سورة الزخرف
نتيجة (4) استطاع فرعون أن يكسب لنفسه مكانة في الآخرة تختلف عن مكانتهم، ففي حين أنه سيوردهم النار، إلا أننا نجد أن مصير فرعون نفسه غير واضح بالنسبة لنا؟ فهل سيرد النار مع قومه مثلا؟
رأينا المفترى: كلا، فنحن لم نجد في النص القرآني ما يشير بصريح اللفظ إلى ما ستكون عليه حال فرعون في يوم القيامة.
رأينا: إن هذا السؤال يدعونا إلى الخروج في "نزهة فكرية" لبعض الوقت قبل أن نعود منها إلى صلب الموضوع وهو مقارنة حال ذي النون بحالة فرعون.
باب الشفاعة المزعومة (استطراد فكري)
بداية، نحن نجد لزاما التذكير مرات ومرات بأن كلامنا على كليته وفي تفصيلاته لا يعدو أكثر من تصورات فكرية قد لا تمت لعقائد الناس بصلة، وهي غير ملزمة لأحد ما لم يجد أنه مقتنع بها من تلقاء نفسه، وليتذكر كل من يقرأ في كلامنا هذا الآية الكريمة السابقة التي تصوّر دعوة إبليس لمن اتبعه:
سورة إبراهيم
كما يجب أن نلفت انتباه الناس إلى أننا لا نملك صكوك غفران لندخل بها الناس الجنة أو نخرجهم منها، فنحن لسنا وكلاء الله على الأرض، ونحن لسنا من أصحاب مفاتح أبواب الجنة وأبواب النار التي "صكّت ثم وزّعت على بعض منهم" ليفتحوا بها لمن يشاءون من عباد الله وليغلقوا بها على آخرين. فأمر الجنة والنار (في عقيدتنا) متروك لله وحده، فهو صاحب القرار الأول والأخير في ذلك. وما نفعله نحن في هذا الجانب لا يتعدى أن يكون أكثر من {أي فكري فكريا قابل للتصحيح بعد أن يوضع على طاولة النقاش (ربما من باب "الترف الفكري")، مادام أن سادتنا العلماء أهل الدراية لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا وقتلوها بحثا وتمحيصا – كما يزعم تلاميذهم النجباء. أما نحن، فإننا نحاول التسلق على أطراف بنيانهم الراسخ في الأرض المتفرع في السماء، علّنا نجد شيئا من المتردم الذي يمكن ترميمه. لذا سنحاول التعرض إلى سؤال بسيط يتعلق بقضية الشفاعة للعباد عند ربهم. محاولين أن نطرح تصورنا المفترى من عند أنفسنا لهذه القضية التي نظن أننا نخالف فيها الفكر الإسلامي السائد بمجمله. لذا نحن بداية نلتمس العذر من تلاميذ سادتنا العلماء أهل الدراية أن لا يحملوا كلامنا هذا محمل الجد إن هم وجدوا أننا قد "سفهنا" تراث آبائهم وأجدادهم، وليعتبروا ذلك من باب الترف الفكري الذي قد يضل طريقه كثيرا وقلما يصيب الهدف المنشود.
(دعاء: فالله أسأل أن يعلمنا ما لم نكن نعلم، وأن يعلمنا قول الحق فلا نفتري عليه الكذب، وأن يهدينا لأقرب من هذا رشدا – آمين)
أما بعد،
جواب مفترى: كلا وألف كلا، فليس لأحد غير الله نفسه الحق في اتخاذ قرار بدخول أحد الجنة أو النار.
رأينا الخطير جدا جدا جدا: لا، لا يستطيع أحد أن يتدخل في ذلك إلا لمن أذن له الرحمن.
جواب: من رضي له قولا
رأينا المفترى: ليس هناك شفاعة لأحد بأحد.
الشفاعة الإسلامية والخلاص المسيحي
رأينا: نحن نريد أن نطرح على العامة سؤالا واحدا علّهم يثيرونه على مسامع أهل العلم (وتلاميذهم النجباء) في كل محفل من محافلهم، والسؤال هو: ما الفرق بين الشفاعة التي يتحدث عنها الفكر الإسلامي والخلاص الذي جاء في الفكر المسيحي مثلا؟ لماذا نتقبل نحن المسلمين فكرة أن يكون محمد هو شفيع لنا يوم الدين ولا نتقبل فكرة أن يكون المسيح هو مخلص البشرية من الظلم الذي وقع بهم؟
استدراك مفترى: لعلي أدرك مقدار الحماقة (وربما الجهالة) التي ألقي نفسي بها عندما أتجرأ على طرح هذا الموضوع بهذه الصورة الرعناء، وذلك لأن الغالبية من الناس (نحن نظن) لن يصبروا لحكم ربهم، ليستبينوا ما ستؤول إليه النتائج في نهاية المطاف، وسيكتفون (كما يفعلون في الغالب) باجتزاء النصوص من سياقاتها الكلّية، للخروج بالأكاذيب التي يروجونها من عند أنفسهم عن ما نفتري من أقوال من عند أنفسنا. فهم يضعون الكلام في أفواه غيرهم ويقولونهم ما لم يقولوا عندما سينطلق بعضهم ليحدث الناس بأن رشيد الجراح (هذا المخبول) يضع الفكر الإسلامي في متاهات الفكر المسيحي، ظانين بأن رشيد الجراح يحاول أن يبرر ما يفعله أهل الديانة المسيحية، الخ. لكنهم لن ينتظروا أن يقرءوا الجملة الواضحة التالية جيدا: ما يعتقد به المسلمون في هذه الجزئية (أي الشفاعة) لا يختلف قيد أنملة (في ظننا) عن ما يعتقد به النصارى في الجزئية نفسها تحت مسميات مختلفة. فإذا كانت تسمى عند المسلمين "شفاعة" فهي تسمى عند أهل الديانة النصرانية "خلاص". وإذا كان محمد هو شفيع المسلمين، فإن المسيح هو مخلص النصارى (لا بل والبشرية بأكملها). ولو أمعنا التفكر في الموقفين، لربما وجدنا أن الهدف واحد، ألا وهو: وجود وسيط بين العباد وربهم، فالوسيط في الفكر الإسلامي محمد بينما الوسيط في الفكر المسيحي هو عيسى بن مريم، أليس كذلك؟
الرد القرآني على فكرة الوسيط
رأينا: نحن نعتقد أن كلا الفكرين (الإسلامي والنصراني) قد انحرفا عن جادة الصواب في هذه الجزئية، وذلك لأنه ببساطة لا وسيط بين الله وعباده.
الدليل
لما كنا لا نقحم أنفسنا في شغل غيرنا، فإننا سنوجه سهام نقدنا إلى أنفسنا لنستبين حالنا قبل أن نهاجم غيرنا. فمن كان بيته من الزجاج لا يحذف بيوت الآخرين بالحجارة (كما يقول المثل الشعبي الإنجليزي). ونحن لا نجد أكثر بلاغة للرد على الفكر النصراني لدحض فكرة المخلص من قول الله تعالى في كتابه الكريم:
سورة المائدة
فلو دققنا في الآية الأخيرة من هذا المشهد الحواري بين عيسى بن مريم ورب عيسى بن مريم لوجدنا أن المسيح ابن مريم ينأى بنفسه أن يتدخل في مصير هؤلاء، لأن الأمر متروك بكليته لصاحب القرار في ذلك وهو الله نفسه:
سورة المائدة
افتراء 1: بداية نحن لم نجد في كتاب الله دليلا وحدا صريحا على ما يسميه سادتنا العلماء بالشفاعة، ومن عنده هذا الدليل فإننا سنكون له شاكرين ونعده أن نضرب بقولنا هذا عرض الحائط على الفور
افتراء 2: كان معظم الدليل الذي يتناقله أهل العلم في هذا الخصوص مبني على ما وصل إليهم من أحاديث يظنون أنها مرفوعة إلى النبي نفسه
افتراء 3: لو تدبرنا جملة الأحاديث في هذا الصدد لوجدنا أنها تتضارب مع بعضها البعض. ففي حين أن هناك كم لا يستهان به من الأحاديث التي تصور شفاعة النبي محمد لأمته يوم القيامة، نجد أن هناك أحاديث أخرى تتضارب معها بشكل لا لبس فيه. ودعنا نقدم بعض الأمثلة على ذلك:
عن أبي هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } فقال :(( يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتِ لا أغني عنك من الله شيئا )) (المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 2753 حديث صحيح)
ثم نجد الحديث رقم 1051 حديثا مرفوعا
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ غَسَّانَ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الطَّرِيفِيِّ الْكَبِيرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْعَامِرِيِّ الْكُوفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا فَطْرِيٌّ الْحَسَّابِ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَالْعَبَّاسُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِهِ , وَفَاطِمَةُ عَنْ يَسَارِهِ ، قَالَ : يَا فَاطِمَةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " اعْمَلِي لِلَّهِ خَيْرًا , إِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " .
نتيجة: في هذه الأحاديث يثبت النبي الكريم أنه لا يُغني عن عمّه العباس من الله شيئا ولا عن عمته صفيه ولا حتى عن ابنته فاطمة نفسها.
تحليل الأحاديث المتضاربة حول الشفاعة
افتراء 4: ولكن نجد - في المقابل- الأحاديث المشهورة التالية التي تصور شفاعة النبي الكريم لأمته جميعا:
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ) فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ ، فَقَالَ: هِيهْ ، فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ : هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا ، قُلْنَا : يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا ، فَضَحِكَ وَقَالَ : خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولا مَا ذَكَرْتُهُ إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ : ( ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) رواه البخاري (7510) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام . . . ثم ذكر الحديث إلى قوله : فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ) رواه البخاري 4712.
وعن ابن عباس –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي وَلَا أَقُولُهُنَّ فَخْرًا بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ فَأَخَّرْتُهَا لِأُمَّتِي فَهِيَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَاجْتَمَعَ وَرَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ حَتَّى إِذَا صَلَّى وَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، كَانُوا يُحْرِقُونَهَا، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، أَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالْخَامِسَةُ هِيَ مَا هِيَ قِيلَ لِي: سَلْ فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ، فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
وعن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : بعثت إلى الأحمر والأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب فيرعب العدو من مسيرة شهر وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وقيل لي : سل تعطه واختبأت دعوتي شفاعة لأمتي في القيامة وهي نائلة - إن شاء الله- لمن لم يشرك بالله شيئا )، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6462)، والبزار في "مسنده" (4077).
وعن أبي موسى –رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُعْطِيتُ خَمْسًا بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ شَهْرًا وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَةً وَإِنِّي أَخْبَأْتُ شَفَاعَتِي ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا"
افتراء 6: لعل جميع الافتراءات السابقة يمكن القفز عنها وتجاوزها (إذا كنا لا نريد الدخول في هذه الجدلية) لو أننا لم نجد الآية الكريمة التالية التي تصور بشكل لا لبس فيه حال محمد في الآخرة:
سورة الأحقاف
استنباطات مفتراة بناء على فهمنا (ربما الخاطئ) لما جاء في هذه الآية الكريمة:
- محمد لم يكن بدعا من الرسل، لأن الرسل قد خلت من قبله (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ)
- محمد لا يدري ما يفعل به (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي)
- محمد لا يدري ما يفعل بنا (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ)
- محمد لا يتبع إلا ما يوحى إليه (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ)
- محمد ليس أكثر من نذير مبين (وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)
- الخ.
النبي لا يدري ما يُفعل به
ليكون السؤال الذي يجب أن يوجّه الجميع (العالم منهم والمتعلم على حد سواء) هو: إذا كان محمد لا يدري ما سيفعل به يوم القيامة (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ)، فكيف تتوقع أن يكون شفيعا لغيره؟ من يدري؟!
افتراء 7: نحن نفتري القول أن عقيدتنا تلخصها الآيات الكريمة التالية:
سورة النجم
عواقب فكرة الشفاعة
رأينا المفترى: لو تدبرنا موضوع الشفاعة جيدا لربما وجدنا على الفور أن الأمر لم يقف عند شخص محمد بذاته، بل تعداه إلى أبعد من ذلك بكثير حتى أصبح لكل طائفة ولكل فرقة من فرق أهل الدين شفيعها. فها هم المدافعون عن "آل البيت" مثلا يرون أنّ شخصا محددا من أهل البيت (الحسين بن علي) هو طريقهم إلى الجنة وهو طريق غيرهم (الذين لا يؤمنون بذلك) إلى النار. وهذه معظم الفرق التي تدعي أن منهجها هو الإسلام تتسابق (وإن لم تنطق بها صراحة) في تسمية أئمتها وآياتها ومشايخها شفعاء لهم عند ربهم. ومنهج الغالبية منهم يلخصه أحد علمائهم قائلا: "ثم يجب على المريد أن يتأدب بشيخ فإن لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان". الخ.
رأينا المفترى والخطير جدا: إنها التبعية المطلقة بالانقياد لهم بعد الاستخفاف بالناس بالضبط كما فعل فرعون نفسه.
سورة القصص
سورة الزخرف
سورة الزخرف
سورة الزخرف
سورة الزخرف
استنباطات مفتراة
- كان صوت فرعون هو الصوت المسموع في ملئه وفي قومه
- كان فرعون هو من يتخذ القرار لهم
- كان فرعون هو صاحب الحجة
- لم يخرج من ملأ فرعون ومن قومه من يخالفه الرأي أو من لا يقبل بحجته
- استطاع فرعون أن يستخفهم
- كان قوم فرعون قوما فاسقين
- الخ
رأينا المفترى: نحن نظن أن الأمر له وجهان:
- الوجه الأول يتعلق بقومه
- الوجه الثاني يتعلق بفرعون نفسه
أما بخصوص قومه، فهم كانوا قوما فاسقين:
سورة النمل
سورة القصص
سورة الزخرف
لذا كانوا على استعداد للضلالة:
سورة البقرة
ولما كانوا قوما فاسقين، لم يكونوا مؤهلين لهداية من الله، لأن الله لا يهدي القوم الفاسقين. واقرأ – إن شئت- قوله تعالى:
سورة المائدة
سورة الصف
سورة المنافقون
وذلك لأن الأمور الدنيوية هي – على الدوام- الهمّ الأكبر للقوم الفاسقين:
سورة التوبة
هذا ما يخص قومه، أما بالنسبة لفرعون نفسه فقد كان شخصا عالما مدركا لما يدور حوله:
سورة القصص
سورة الزخرف
سورة الزخرف
سورة الزخرف
سورة الزخرف
لذا نجد أنفسنا واقعين في هذا السيناريو الذي يتكرر أمام أعيننا صباح مساء، السيناريو المتمثل بشخص يملك علما يدور في فلكه أشخاص كثيرون يفتقدون هذه البضاعة. ليكون السؤال في مثل هذا الموقف هو: كيف ستكون العلاقة بين الطرفين (العالم مقابل العامة من الناس)؟
رأينا المفترى: نحن نفتري القول من عند أنفسنا أن أهل العلم يستطيعون الاستخفاف بمن حولهم عندما يتكبرون على الناس (كما فعل فرعون)، وعندها يكون هدفهم هو انقياد الناس لهم انقيادا أعمى، كانقياد القطيع للراعي. فكيف سيفعلون ذلك؟
عودة على بدء
نعود إلى صلب موضوع النقاش بالنتيجة المفتراة التالية: عندما كان فرعون هو صاحب القرار في ملئه وفي قومه كانت الرسالة الإلهية موجهة بشكل رئيسي لشخص فرعون:
سورة طه
سورة النازعات
سورة طه
سورة الذاريات
سورة المزمل
ثم لفرعون وملئه فقط:
سورة الزخرف
سورة الأعراف
سورة يونس
سورة المؤمنون
سورة هود
سورة غافر
وذلك لأن قبول فرعون لتلك الدعوة الإلهية على لسان الرسل تعني قبول ملئه وقومه بها. لذا كان إيمان القوم أجمعين مرتبطا بإيمان فرعون نفسه وكان كفرهم مرتبطا بكفره. فهم إذن رهن إشارة من أصبعه، يحركهم كيفما شاء، وذلك لامتلاكه العلم الذي ينقصهم، فيستطيع بما لديه من العلم أن يتلاعب بعقولهم كيفما شاء.
جواب مفترى: نحن نؤمن أنه لمّا آثر عدم تلبية دعوة الرسل، نبذ في اليم وَهُوَ مُلِيمٌ:
سورة الذاريات
وهذا ما حصل بالضبط مع يونس، فقد استقر في بطن الحوت على تلك الشاكلة (وَهُوَ مُلِيمٌ)
سورة الصافات
تساؤلات
- لماذا كادت أن تكون نهاية ذي النون كنهاية فرعون؟
- ما معنى أن كلاهما كان مليما؟
- ولماذا غرق فرعون وانتهى أمره في الحال؟
- لماذا نجا ذو النون وعاد رسولا إلى قومه؟
- لِم لم تتطابق نهايتهما بالرغم أن قصتهما (كما نزعم) كانت متطابقة؟
- لماذا آمن قوم يونس فكشف عنهم العذاب؟
- لم لم يحصل لآل فرعون ما حصل لقوم ذي النون؟
- وأخيرا: ما الذي كان يمكن أن يحصل لو أن فرعون فعلا تذكر أو خشي؟
- الخ
دعنا نقفل النقاش في هذا الجزء من المقالة بالتصور التالي عن قصة ذي النون: كان ذو النون شخصا ذا مكانة مرموقة في قومه، وكان رجلا على علم، بينما كان من حوله يأتمرون بأمره وينهون بنهيه (بالضبط كما كان فرعون في قومه)، وذلك لأنه ينقصهم العلم الذي كان يحيط به ذلك الرجل. لذا فقد جمع ذو النون (نحن نفتري القول من عند أنفسنا) بين يديه شيئين اثنين: الحكم والملك (كما كان فرعون في قومه). والحالة هذه، لم يكن ليجرؤ أحد من قومه على مخالفة أمره، فأصبحوا جميعا طوع أمره. لذا لمّا كان ذلك الرجل (أي و النون) من المسبحين ومن المؤمنين، كان قومه جميعا كذلك، فكانوا قوما مؤمنين. واستمر الأمر على تلك الشاكلة (نحن لا زلنا نتخيل) حتى حصل أمر كبير جدا فقلب الأمور كلها رأسا على عقب، فكان نتيجة ذلك أن ذهب ذو النون مغاضبا، فترك قومه وخرج باتجاه البحر كما فعل فرعون، وهناك كادت أن تكون نهايته وإلى الأبد. وفي تلك الأثناء (أي في غياب ذي النون بعيدا عن قومه)، تراجع القوم عن إيمانهم فوق عليهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا، وبقوا على تلك الشاكلة (أي تحت وطأة عذاب الخزي) حتى عاد إليهم يونس نفسه مرة أخرى كرسول من رب العالمين، وهنا عاد قومه إلى الإيمان من جديد، فنفعهم إيمانهم على عكس جميع الأمم الأخرى التي وقع عليها العذاب:
سورة يونس
وذلك لأن تلك الأمم ما آمنت من قبل، وما آمنت إلا لحظة أن رأوا بأس ربهم لا محالة نازل بهم:
سورة الأنعام
فكانت تلك سنة الله الكونية التي لا تتبدل: أن لا ينفع قوما إيمانهم لحظة وقوع العذاب
سورة غافر
سورة يونس
سورة الشعراء
سورة يونس
إلا أن يكونوا قد آمنوا من قبل كقوم يونس مثلا:
سورة يونس
تساؤلات
- ما الشيء الذي أغضب ذي النون حتى ذهب مغاضبا؟
- لماذا توجه صوب البحر؟
- لماذا ساهم؟
- كيف ساهم؟
- لماذا كان من المدحضين؟
- كيف حصل ذلك؟
- ما وجه الشبه في ذلك بينه وبين فرعون؟
- لماذا نجاه الله من الغم؟
- لماذا عاد رسولا إلى قومه
- ما وجه الاختلاف في ذلك مع فرعون؟
- من أين كان مصدر علم الرجل؟
- لماذا لم يصبر لحكم ربه؟
- هل كان من أولي العزم من الرسل مادام أنه لم يصبر؟
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٣٥﴾
سورة الأحقاف - الخ.
هذه جملة من التساؤلات التي سنحاول الخوض فيها في الجزء القادم من هذه المقالة بحول الله وتوفيق منه. فالله وحده أسأل أن يعلمني الحق فلا أفتري عليه الكذب، وأن ينفذ مشيئته بالإذن لي الإحاطة بشيء من علمه لا ينبغي لغيري إنه هو العليم الحكيم – آمين
المدّكرون: رشيد سليم الجراح & علي محمود سالم الشرمان
بقلم د. رشيد الجراح
23 كانون أول 2014
مركز اللغات – جامعة اليرموك د. رشيد الجراح