📢 تابعوا بثوث الدكتور على TikTok، أو اشتركوا في قنوات Telegram وWhatsApp لتصلكم إشعارات البث مباشرة.
Telegram WhatsApp YouTube TikTok اسأل الدكتور

قصة داوود 2


ملخص المقالة:

يستكمل هذا الجزء رحلة البحث في هوية داوود، مقترحًا افتراضًا جريئًا يربط قصته بقصة الغلام الذي قتله العبد الصالح في سورة الكهف. يفترض الكاتب أن "لقمان الحكيم" هو الغلام "البديل" الذي وُهِبَ للوالدين المؤمنين، وأن داوود هو ابنه. يتمحور الدليل المقدم حول مفهوم "الشكر"، حيث يُظهر الكاتب كيف أن آيات الشكر لله والوالدين في القرآن ترتبط بشكل وثيق بآل داوود. كما يربط الكاتب بين مدة تيه بني إسرائيل (40 سنة) وسن النبوة (40 سنة) الذي بلغ عنده لقمان، ليكون هو النبي الذي تواصل معه بنو إسرائيل بعد موسى.

فهرس المقالة:

من هو داوود؟ الجزء الثاني

أما بعد،

كانت واحدة من القصص التي حصلت مع موسى في صحبته لذاك العبد الصالح هو قتل الغلام الذي لقياه في طريق رحلتهما:

فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾
سورة الكهف

وكان السبب الذي قدّمه العبد الصالح لموسى لتبرير قتله لذاك الغلام هو التالي:

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾
سورة الكهف

السؤال المحوري الذي سيكون له تبعات جمة على تفاصيل القصة كما سنرويها مفتراة من عند أنفسنا: هل أبدلهما ربهما خيرا من ذلك الغلام الذي قتله صاحب موسى؟

رأينا المفترى: نحن نظن أنه من الاستحالة بمكان ألا يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما. فمادام أن قتل الغلام كان مبررا لهذه الغاية، فنحن نؤمن أنها قد تحققت فعلا على أرض الواقع بدليل أن تلك كانت من الإرادة الإلهية (بالإضافة طبعا لإرادة العبد الصالح صاحب موسى)، قال تعالى:

فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾
سورة الكهف

ليثير هذا الطرح جملة من التساؤلات تعرضنا لها في مقالات سابقة لنا، والتي نجد أن من الضرورة بمكان إعادتها هنا من أجل وضوح الفكرة للقارئ الكريم:

  • من هو ذلك الغلام الذي قتله العبد الصالح؟
  • من هما أبواه اللذان كاد ذاك الغلام أن يرهقهما طغيانا وكفرا؟
  • هل أبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما؟
  • متى أبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما؟
  • هل للغلام الجديد ذكر في كتاب الله؟
  • هل كان لذلك الغلام الجديد مهمة محددة؟
  • الخ

رأيا المفترى: لو تفقدنا السياقات القرآنية لوجدنا بأن الغلام المقتول قد كاد أن يرهق أبويه المؤمنين طغيانا وكفرا، فهو من جاء ذكره – كما زعمنا في مقالاتنا السابقة - في الآيات التالية:

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٧﴾
سورة الأحقاف

(للتفصيل حول شخصية هذا الغلام وصفاته وسبب قتله، انظر مقالاتنا السابقة)

فالله هو إذا من أبدلهما خيرا من ذلك الغلام الذي قتله صاحب موسى. ليكون السؤال الآن هو: ماذا كانت مهمة ذلك الغلام الذي كان خيرًا من الذي قتله صاحب موسى؟

جواب مفترى: دعنا نثبت الفكرة البسيطة التالية: لقد كانت مشكلة الغلام المقتول ناشبة مع أبويه، وأنه كاد أن يرهقهما طغيانا وكفرا، وأنه (نحن نظن) هو من قال لأبويه أف لكما. أليس كذلك؟

دعنا إذا نبحث في النص القرآني عن علاقة أي سخص مع أبويه، لنجد على الفور الآيات الكريمة التالية التي تسطر الأساس المتين للعلاقة السليمة بين الابن ووالديه:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿١٦﴾
سورة الأحقاف

لو تدبرنا الآيات السابقة في سياقها الأوسع، لوجدناها تتحدث عن الشكر لله وللوالدين، لكن يبرز هنا السؤال المثير جدا عن الحكمة في أن تأتي قصة من قال لوالديه أف لكما – على وجه التحديد- في سياق الحديث عن الوصاية للإنسان بوالديه. وانظر عزيزي القارئ – إن شئت- السياق كله الآن:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿١٦﴾ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٧﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿١٨﴾
سورة الأحقاف

السؤال مرة أخرى: لماذا جاءت قصة من قال لوالديه أف لكما في هذا السياق القرآني على وجه التحديد؟

رأينا المفترى والخطير جدا جدا: لو تدبرنا السياقات القرآنية على مساحة النص كله، لوجدنا بأن آيات الشكر بشكل عام وآيات الشكر للوالدين بشكل خاص قد جاءت متركزة على آل داوود. انتهى

دعنا نحاول الآن جلب السياقات القرآنية الخاصة بالشكر لله وللوالدين، لنرى إن صح افتراؤنا هذا. فلو بحثنا عن آل داوود على مساحة النص القرآني، لوجدناهم هم الذين كانوا يعملون شكرا، قال تعالى:

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾
سورة سبأ

كما نجد أن الشكر قد جاء صراحة على لسان سليمان (وهو لا شك من آل داوود):

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾
سورة النمل

ولو حاولنا أن نتدبر الآيات الخاصة بسليمان أكثر، لوجدنا سليمان نفسه يتحدث عن نعمة الله عليه وعلى والديه. وانظر إلى الدقة في اللفظ هنا، حيث التقاطع بين آية الوصاية بالوالدين التي وردت في السياق القرآني السابق الذي يتحدث عن الشكر للوالدين الذي نعيده هنا للأهمية:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾
سورة الأحقاف

مع ما قاله سليمان في آية أخرى في كتاب الله:

فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾
سورة النمل

ولو عدنا الآن إلى موعظة لقمان (وهو من نظن أنه والد داوود) لابنه، لوجدناها تتحدث صراحة عن الشكر لله وللوالدين:

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾
سورة لقمان

إن الغاية من هذا السرد هو الوصول إلى افتراء خطير (هو لا شك من عند أنفسنا) مفاده: إثبات خط نبوة جديد في بيت الذين كانوا يعملون شكرا، ألا وهم آل داوود. لكن السؤال هو: كيف جاءت النبوة في آل داوود؟

إن هذا الطرح يتطلب منا وضع جملة من التساؤلات الأولية، نذكر منها:

  • أليس موسى هو النبي الرسول لبني إسرائيل قبل مجيئ آل داوود؟
  • ألم يكن هارون نبيا رسولا قبل مجيئ آل داوود؟
  • كيف وصلت النيوة إلى آل داوود؟
  • هل هناك فرق بين آل موسى وآل هارون من جهة وآل داوود من جهة أخرى؟
  • الخ

رأينا المفترى: نحن نظن (ربما مخطئين) بأن خط النبوة الذي كان في آل موسى وآل هارون قد انتقل إلى بيت جديد من المؤمنين.

السؤال: من هو ذلك البيت من المؤمنين الذي حاز على خط النبوة من بعد موسى؟

جواب مفترى خطير جدا جدا (لا تصدقوه): لقد بدأ خد النبوة الجديد في بيت الوالدين المؤمنين لذلك الغلام الذي قتله صاحب موسى. انتهى.

سيناريو غريب عجيب: نحن نتخيل بأن ما حصل كان على نحو أن هناك غلام كاد أن يرهق أبويه المؤمنين طغيانا وكفرا:

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾
سورة الكهف

وقد بذل الأبوان جهدهما ليصداه عن كفره، وجلبه إلى دائرة الإيمان، لكن ذلك الغلام أبى تلبيه دعوة الأبوين، وقطع العلاقة معهما بقوله إف لكما، ظانا أن الخروج للحساب من أساطير الأولين:

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٧﴾
سورة الأحقاف

فخرج ذلك الغلام من بيت والديه إلى غير رجعة، لكن ما أن رءاه صاحب موسى عندما لقياه حتى بادره بالقتل، لئلا يرهق أبويه طغيانا وكفرا:

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾
سورة الكهف

ونحن لا نتردد أن نؤمن بأن الله قد أبدل والديه خيرا منه زكاة وأقرب رحما، ليكون خيرا من ذاك الذي قتله صاحب موسى. ليكون السؤال الآن هو: من هو الغلام الجديد الذي هو خيرا زكاة من أخيه المقتول وأقرب رحما لوالديهما؟

جواب مفترى لا تصدقوه: إنه لقمان

فكان ذلك الغلام من الشاكرين لله ولوالديه. وأنجب لقمان داوود الذي بدوره أنجب سليمان، فكانوا هم بيت من العاملين شكرا.

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾
سورة سبأ

الدليل: باب الشكر

لو حاولنا جلب السياقات القرآنية التي تتحدث عن الشكر مرتبطا بأشخاص محددين على مساحة النص القرآني، لوجدناها على النحو التالي:

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١١٢﴾ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١١٣﴾
سورة النحل
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾
سورة النمل
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾
سورة النمل
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿١٢﴾ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾
سورة لقمان
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿١٥﴾ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴿١٦﴾ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴿١٨﴾ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿١٩﴾
سورة سبأ

السؤال: كيف يكن أن نربط هذه السياقات القرآنية معا؟

تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: تعود بنا كاميرا المصور إلى رحلة خروج بني إسرائيل مع نبيهم موسى من أرض مصر، وهلاك فرعون وجنوده، فكانت وراثة الأرض من بني إسرائيل:

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿٥٢﴾ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ﴿٥٥﴾ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴿٥٦﴾ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٧﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٥٨﴾ كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٥٩﴾
سورة الشعراء
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٣٦﴾ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴿١٣٧﴾
سورة الأعراف

كما كانت من نصيب قوم آخرين:

فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿٢٣﴾ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴿٢٤﴾ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٢٥﴾ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦﴾ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ﴿٢٧﴾ كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿٢٨﴾
سورة الدخان

فأصبحت مشارق الأرض ومغاربها من نصيب بني إسرائيل وشاركهم فيها قوم آخرون (للتفصيل انظر مقالتنا السابقة تحت عنوان قصة سبأ)

السؤال: كيف اصبح آل داوود من الذين يعملون شكرا؟

تخيلات مفتراة: نحن نتخيل أن موسى قد طلب صحبة ذلك الرجل الصالح، وانطلقا في واحدة من رحلاتهم إلى سبأ، حيث لقيا ذلك الغلام الذي كاد أن يرهق أبويه المؤمنين طغيانا وكفرا:

فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾
سورة الكهف

وكان تبرير العبد الصالح قتله ذلك الغلام على النحو التالي:

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾
سورة الكهف

لذا، فإن المنطق الذي نحاول تبريره هو على نحو أن يبدل الله هذين الأبوين خيرا من ذلك الغلام زكاة وأقرب رحما، أي غلاما لا يمكن أن يقول لهما أف، ولا يمكن إلا أن يكون شاكرا لله ولوالديه. فمن سيكون ذلك الغلام؟

رأينا المفترى: دعنا ندقق في السياق القرآني الذي جاءت فيه آية الشكر لله وللوالدين، قال تعالى:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿١٦﴾ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٧﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْL فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿١٨﴾
سورة الأحقاف

انظر عزيزي القارئ - إن شئت - بين الآيات الأولى التي تسطر السنة الإلهية بالوصاية بالوالدين:

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿١٦﴾
سورة الأحقاف

والآيات اللاحقة مباشرة التي تبين قصة من قال لوالديه إف لكما:

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٧﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿١٨﴾
سورة الأحقاف

ففي حين أن الله يتقبل عن من أحسن لوالديه ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة، وذلك وعد الصدق الذي كانوا يوعدون، كان الذي قال لوالديه أف لكما ممن حق عليهم القول، فكانوا خاسرين.

لكن الآن دعنا ندقق في جزئية غاية في الغرابة ترد في هذا السياق، ألا وهي تحديد الفترة الزمنية لمن يشكر لوالديه، ألا وهي أربعين سنة:

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾
سورة الأحقاف

ليكون السؤال هو: لماذا جاء تحديد ذلك بسن معين، ألا وهو أربعين سنة؟

رأينا المفترى: إنه سن النبوة. انتهى

السؤال: ما معنى ذلك؟ ما الذي نفهمه من ذلك؟

رأينا المفترى: دعنا نربط هذه الآية الكريمة الخاصة بالشكر للوالدين مع الآية التي تتحدث عن فترة التيه لبني إسرائيل عند فراقهم نبيهم موسى وأخيه هارون، قال تعالى:

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾
سورة الأحقاف
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾
سورة المائدة

نتيجة مفتراة 1: بلغ الغلام الذي أبدله الله لأبويه المؤمنين سن الأربعين

نتيجة مفتراة 2: تاه بنو إسرائيل في الأرض 40 سنة بعد أن حرم الله عليهم دخول الأرض المقدسة طوال تلك الفترة:

تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: يفارق موسة بني إسرائيل، فيتيهون في الأرض أربعين سنة، ويذهب موسى في رحلته مع العبد الصالح، فيقتل ذلك الرجل الغلام الذي كاد أن يرهق أبويه طغيانا وكفرا، ويبدل الله الأبوين خيرا منه زكاة وأقرب رحما، فيتزامن تيه بني إسرائيل مدة الأربعين سنة مع ابدال الأبوين غلاما. ليكون السؤال الآن هو: ماذا حل ببني إسرائيل بعد انقضاء فترة التيه؟

جواب مفترى: بعد انقضاء فترة التيه، يكون الحضر على بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة قد رفع عنهم، فهم الآن بحاجة أن يدخلوها بإذن إلهي. فكيف سيحصل لهم ذلك؟

رأينا المفترى: كان لابد لبني إسرائيل من الحصول على الإذن الإلهي بشرعية دخول الأرض المقدسة، فكيف سيحصلون على الإذن الإلهي؟

رأينا المفترى: كان لابد من حصولهم على مفتاح الأرض المقدسة، ألا وهو التابوت. فبنو غسرائيل يعلمون يقينا بأن شرعية دخولهم الأرض المقدسة لن تكون متوافرة إلا بأن يأتيهم تابوت العهد القديم. فكيف أتاهم ذلك التابوت؟

تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: تنقضي فترة التيه التي استمرت أربعيم سنة. ويبلغ ذلك الغلام الذي أبدله الله لوالديه أربعين سنة. فيأتي ذلك النبي ليكون نبيا لبني إسرائئيل وإن لم يكن منهم، قال تعالى:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾
سورة البقرة

وهنا نجد أنفسنا ملزمين بطرح جملة من التساؤلات حول ما جاء في هذه الآية الكريمة من جديد، نبدأها بهذه الحزمة؟

  • هل كان ذلك النبي من بني إسرائيل؟
  • من هو ذلك النبي الذي كان لبني إسرائيل من بعد موسى؟
  • كم كانت مدة الفترة الزمنية التي تفصل بين موسى وهذا النبي الذي جاء بني إسرائيل من بعده؟
  • لماذا حصل الحوار بين الملأ من بني إسرائيل وهذا النبي؟
  • لماذا كان الحوار مع الملأ من بني إسرائيل وليس مع العامة منهم؟
  • كيف حصل الحوار بينهما؟
  • هل كان طرفا الحوار متواجدين معا في نفس المكان؟
  • لماذا كان الملأ مستعجلين القتال؟
  • لماذا كان ذلك النبي غير مستعجلا القتال؟
  • الخ

أما بعد،

نحن نتجرأ أن نقدم هنا مجموعة من الاتفتراءات التي هي من عند أنفسنا:

  • لم يكن ذلك النبي الذي كان لبني إسرائيل من بني إسرائيل وإنما كان من قوم آخرين
  • كان ذلك النبي هو لقمان
  • كانت الفترة الزمنية الفاصلة بين موسى وهذا النبي هي أربعين سنة
  • كان ذلك النبي متواجدا في غير المكان الذي كان الملأ من بني إسرائيل متواجدين فيه
  • حصل الحوار بينهما عن بعد
  • كان بنو الملأ من بني إسرائيل متعجلين أن يبعث لهم ملكا لأنهم انهوا فترة التيه التي كانت أربعين سنة
  • الخ

السؤال: كيف حصل ذلك كله؟

تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: عندما أنى بنو إسرائيل فترة التيه، كانوا على يقين بأنهم يستطيعون الآن دخول الأرض المقدسة، لكنهم كانوا على يقين أيضا بأن دخولهم الأرض المقدسة لابد أن يكون بشرعية. ولا يمكن لهذه الشرعية أن تتأتى لهم إلا بحيازة المفتاح الذي هو تابوت العهد القديم. فكان لابد لهم أن يبحثوا عمن يملك تابوت العهد القديم. وفي هذه اللحظة، جاءهم العلم أن هناك نبي لهم هو فقط من يعلم من يملك تابوت العهد القديم، فحصلت المراسلات بين الملأ من بني إسرائيل وهذا النبي، وكان هدف الملأ من بني إسرائيل التأكد من أمرين اثنين لا ثالث لهما:

  • أن هذا النبي الذي لهم هو فعلا نبي حقيقي
  • معرفة خبر تابوت العهد القديم

فمنطق الملأ من بني إسرائيل هو على هذا النحو: مادام أنك نبي لنا، فأنت إذا تعلم خبر تابوت العهد القديم، فابعث لنا إذا ملكا نقاتل معه في سبيل الله:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾
سورة البقرة

ولكن كان الأمل يحدو الملأ من بني غسرائيل أن يكون ذلك الملك منهم أو أن يكون شخصا محددا بعينه ذو سعة من المال. لكن جاءهم الخبر على غير ما يتمنون ويرغبون، فكان الملك الذي بعثه الله لهم هو طالوت:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ ...
سورة البقرة

وهنا لا يتواني الملأ ن بني إسرائيل عن اظهار امتعاضهم من ذلك، معللين احتجاهم على النحو التالي:

... قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ ...
سورة البقرة

لكن ذلك النبي رد حجتهم على النحو التالي:

قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾
سورة البقرة

فكيف سيحسم الجدل بين الطرفين؟

رأينا المفترى: لم يجد ذلك النبي بدا من تقديم الحجة التي لن يستطيع الملأ من بني إسرائيل الاعتراض عليها، ألا وهي حيازة ذلك الملك المصطفى على تابوت العهد القديم:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلِ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾
سورة البقرة

وهنا تخرس الألسنة، فلا يجد الملأ من بني إسرائيل إلا الاقرار لذلك النبي بأنه فعلا نبي لبني إسرائيل (وإن لم يكن من بني إسرائيل)، وأن ذلك الملك المصطفى هو صاحب الشرعية في قيادة بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة، في مواجهة حتمية مع القوم الجبارين الذين منعوهم من دخولها أول مرة.

وعلى الرغم من عدم قدرة الملأ على الاستمرار في الجدل، لكن لم يثبت في الموالجهة الفعلية مع طالوت في مقارعة جالوت وجنوده إلا فليل منه:

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمِ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾
سورة البقرة

وتتم المواجهة بين الطرفين، ويثبت الذين آمنوا، ويتحقق لهم الغلبة بإذن الله، ويظهر في هذه اللحظة الشخص الذي استطاع أن يقتل جالوت، ألا وهو نبي الله داوود الذي لم يكن حينئذ إلا شاب، هو من سيكون له وراثة الأرض كخليفة:

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعِ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٥٢﴾
سورة البقرة

فمن هو داوود؟

12 تعليقات

  1. - طلبـ ــ الله ـ. من ربه أن يفرق بين الطرفين
    يادكتور يوجد خطأ في السطر 37

    ردحذف
  2. دكتور سؤال بالنسبة لما قالو بني اسرائيل لقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا اي ديار بقصدو واذا الارض المقدسة فهما ما خرجو منها لما كانو مع موسى هما ما وافقو يدخلو يقاتلو ممكن توضلي دكتور بعد اذن الجزئية هاي ؟

    ردحذف
  3. مجهود لربط الشخصيات ولكن اسم طالوت غريب اصلا مثل جالوت التشابه صارخ

    ردحذف
  4. سليمان يصبح نبي ابن نبي ابن نبي مثل يوسف

    ردحذف
  5. محاولة تبرير قتل الغلام محاولة ضعيفة لأن فيها مغالطات كتيرة ، لكن قبل أن اذكرها دعنى أوضح انك تغالط نفسك . لو رجعنا لقصة يوسف عندك هنا نجدك تحاول إثبات أن ام يوسف ماتت و أن يوسف يرفع رجلين فى نهاية الحدوته على العرش و تتحقق الرؤية إلى فى أول الفيلم و تمام كده المخرج ينزل بكلمة النهاية. حسنا إذا كانت مفرده ابويه تعنى رجلين ، و اذا كان لهذا الغلام المقتول غدرا أبوين كذلك ، فكيف الله يرزقهم بغلام تانى بديل؟! لا يوجد اناث فى قصه الغلام المقتول حسب تفسيرك لكلمه ابويه!!

    ردحذف
    الردود
    1. يوجد فرق بين أبويه و ابواه

      حذف
    2. سؤال : ما هو الفرق بين مؤمنون و مؤمنين
      ان عرفت الجواب يمكنك مهم ابويه و ابواه

      حذف
    3. اوك اليك الفرق ، انت تود أن تقول لنا أن أبواه = ام + اب (ملحوظه ليس والدين !!) ماعلينا ، حسنا إذا ابويه = اب + اب ربما ؟! اوك و بالتالى ، فى قصة الغلام المقتول هناك أبواه اى أمه + ابوه ، أما يوسف عندما رفع ابويه على العرش هنا ابويه = ابوه+ ابوه التانى. جميل هذا الطرح ، لكنه يضعك فى مأزق عزيزي الدكتور..ماذا عن هذه الايه يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا .. هنا ابويكم إذا صح كلامك فهى = اب + اب كما افهمتنا فى قصة يوسف !!!

      حذف
  6. السلام عليكم.
    اذا نبي لهم تفيد انه ليس منهم لماذا عندما ذكر اية ملك طلوت اتت الاية تقول"قال لهم نبيهم ان اية ملكه.... ولم يقل قال نبي لهم ان اية ملكه..... هل مان هناك نبي اخر متواجد مع الملاء من بني اسرائيل؟
    كيف عرف الملاء من بني اسرائيل ان طالوت ليس له سعة من المال ؟
    اذا كانت "خشينا ان يرهقهما طغياناً وكفرا" تعود على الخشية الااهية وخشية العبد الصالح...هل
    "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (18:81)" تعمي ان العبد الصالح له دور في الابدال؟
    والسلام عليكم ورحمة الله

    ردحذف
  7. ما هو التابوت؟؟ كيف كان شكله؟؟ شو كان فيه؟؟

    ردحذف
  8. من خلال اطلاعي لاغلب مواضيع د رشيد وفيها فتح باب حر وجري في اعادة فهم ايات القرءان الكريم وانا من مؤيديه . والذي اوجد قواعد اتبعها في معظم كلامه (افتراءات) وتناساها في مواضع كثير ,,, على سبيل المثال في مواضيع سابقة وكررها في هذا الموضوع ,,, (ملتقى البحرين) و (مصر) وكذلك موقع سفينة نوح,,,, كلام غير صحيح وغير منطقي وفقا للقواعد التي يتبعها –افتراضا- وليس هناك دليل مقنع من د رشيد على هذه الفرضية كما قلنا سابقا ,, وللعلم لم تخرج احداث واماكن الرسالات السماوية عن جغرافية الجزيرة العربية .
    فلم يجد علماء الاثار اي ذكراوعلاقة بين نبي الله موسى وفرعون المذكورة في القران وما ذكرها د رشيد بانها في مصر الحالية . وكذلك ملتقى البحرين التي تؤكد الاثار واسماء الاماكن الجغرافية بانها منطقة باب المندب وساحل تهامة الجنوبي او المخلاف السليماني وهو الاسم التاريخي للمنطقة – وفيها ومازال متداول اسم منطقة عصيون جابر وهي مينا نبي الله سليمان , واوفير , وحويلة ووو ,, وكذلك اسماء اعلام واللقاب قديمة مركبه ومفردة ذكرتها نسخ الانجيل والتوراة ومازالت موجودة في جنوب القارة العربية (او شبه الجزيرة العربية)عامة (العربية المقدسة Arabia Felix بحسب الاغريق والرومان ).
    وللاطلاع اكثر حول الاعلام واسماء الاماكن الجغرافية يمكن الرجوع لكتاب: مقدمة تاريخية عن التعدين والمناجم القديمة في اليمن لرضوان الشرجبي . وكذلك كتاب اليمن دنيا ودين لعزالدين كشار. ومنشورات المركز الالماني للاثار, والمعهد الفرنسي للاثار صنعاء , وكذلك دراسات البريفسوريوسف محمد عبدالله , ود ابراهيم الصلوي , و د سلطان ناجي , وتحقيقات د عبدالله الحبشي , والقاضي اسماعيل الاكوع , ود الفقية , ود الشيبة , ود فرج صالح ديب , ود جواد علي , و د صالح الربيعي ,,, واخرون من المؤرخين القداما مثل حسن الهمداني في صفة جزيرة العرب ,وكتاب الاكليل , وووو,,,, وابحاث ودراسات ومذكرات المستشرقين امثال كارستن نيبور وغيره ,,,
    وللبدا من حيث انتهى اصحاب الاختصاص , ولمعرفة اساس البحوث التاريخية: اسماء الاعلام والالقاب وجغرافية اسماء الاماكن القديمة وربط كل ذلك بما يتم عليه من دراسات وفق القواعد الحديثة ومنها قواعد وافتراضات د رشيد الجراح. وحتى لا يتم الاعادة وتطويل في نقاش مواضيع محسومه مسبقا من اهل الاختصاص.
    م خالد بن سعيد

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم