ماذا ستفعل النساء في الجنة؟ الجزء الرابع

 ماذا ستفعل النساء في الجنة؟ الجزء الرابع

لما سكن آدم وزوجه الجنّة، كانا قادِرَين على المحاورة بما اختصهما الله به من علم الأسماء، فكانت حياتهما في الجنة رغدا، يأكلان منها حيث شاءا:

-          وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)

وكانت سؤاتهما غير بادية لهما، وكانت زوج آدم (حوراء) هي الوحيدة القادرة على محاورة زوجها في الجنة، وكان على آدم أن يحقق الخلافة التي اختصه الله بها في الجنة:

-          وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)

فكان عليه أن يختار التكاثر في الجنة (نحن نظن) بطريقة النفخ. ويتم ذلك دون الحاجة إلى أن تُبدى لهما سؤاتهما، وكل ذلك بفضل وجود القميص الذي كان يواري سؤاتهما، كما حصل – مثلا- مع مريم ابنت عمران لاحقًا، عندما أرسل لها روحنا ليهب لها غلاما زكيا، فمريم كانت (نحن نتخيل) تلبس ذلك القميص الذي كان يواري سؤاتها عندما نفخ الروح في فرجها (للتفصيل انظر المقالات السابقة). ونحن نفتري الظن بأن مفردة محررا التي وردت في سياق الحديث عن مريم عندما نذرتها أمها، تحمل في ثناياها هذا المعنى:

-          إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)

فلقد كان النذر يحمل في ثناياه أن تكون أو أن يكون ما في بطن امرات عمران محررا لأنها ستلبسه/ تلبسها ذلك القميص الذي وجدته في بيت عمران (للتفصيل انظر مقالاتنا السابقة).

ولو أن آدم (نحن نتخيل) لم ينزل عند نصيحة الشيطان له ولزوجه، لاستمر (نحن نفتري القول) التكاثر في الجنة بطريقة النفخ في الفرج دون أن تبدى سوءته، ولما استطاع الشيطان أن ينزع عن آدم وزوجه لباسهما الذي كان يواري سؤاتهما، ولما تغيرت الخلافة إلى الملك، وهو ما وعد الشيطان به آدم.

ولكن عندما نزل آدم - على وجه التحديد - عند نصيحة الشيطان، واختار مَلكِه (أي عضوه الذكري)، ليكون هو أداة التكاثر، بدلا من التكاثر بالنفخ، (للتفصيل انظر فهمنا للآية الكريمة التالية في مقالات سابقة: قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87))،

تبدلت الصورة، وأصبح التكاثر يتم بالملك (العضو الذكري) بدلًا من النفخ. فنشأت الأنساب التي كان من المفترض أن لا تنشأ. وهنا تحققت على أرض الواقع طريقة التكاثر الجديدة كما تصورها الآية الكريم التالية (كما نفهمها طبعا):

-          يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

(وبعدين بيجيلك واحد بقلك ليش الناس في كل ثقافات الأرض ما بحبوا الرقم 13، ويربطونه بسوء الحظ. هيّه قليلة كانت عثرتنا من ذلك اليوم اللي صرنا شعوب وقبائل وخسرنا الحياة الرغد في الجنة – أنداري؟!!)

إن ما يهمنا طرحه هنا هو أنّه في حين أن حوراء (زوج آدم) كانت راغبة باستمرار علاقة التحاور بينها وبين زوجها في الجنة، وراغبة بأن يكون التكاثر بالخلافة (النفخ) كما أراد الله، وحريصة على ذلك اللباس الذي يواري سوءتها (للتفصيل انظر قصة النسوة في قصة يوسف)، وأنها لم تكن راغبة بالملك ولا بالأنساب (وهي لغاية اليوم لا تحمل النسب)، كان زوجها غير مكتف بكل ذلك، فكانت عيناه ترنو إلى ما وراء ذلك اللباس الذي كان يواري سؤاتهما. (أنداري عن الزلم ليش هم هيك؟ يا عيب!).

ولكن كان الذي يبقي شعلة الغريزة الجنسية خامدة في ذلك العضو الذكري (الملك) عند آدم هي – برأينا-  تلك العصا التي كان يهش بها على غنمه:

-          قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18)

فالعصا التي انتهت إلى يد موسى وكان يهش بها على غنمه (أي الحيوانات المنوية التي توقد الرغبة الجنسية – انظر مقالاتنا عن قصة داود وسليمان فيما يخص الخرث الذي نفست فيه غنم القوم)، كانت (نحن نفتري الظن) أصلا بيد آدم كأداة الخلافة في الجنة، لذا جاءت الآية الكريمة التالية لتبين لنا بأن لتلك العصا سيرة أولى:

-          قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21)

فالسيرة الأولى لتلك العصا كانت – برأينا- مع آدم في الجنة قبل أن يهبطأ منها. (للتفصيل انظر مقالاتنا السابقة)

ولمّا كانت تلك العصا هي أداة الخلافة التي كان يقهر بها آدم خصمه (الجن)، ولما كانت تلك هي من تجعل الجن كلهم أجمعين يسجدون له لما بها من قوة رهيبة، كما كانت بيد سليمان لاحقا كمنسأة:

-          وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

فما كان أحد من الجن يستطيع أن يتلكأ عن أمر يصدره لهم من بيده تلك المنسأة، لأنها كانت تذيقه من عذاب السعير:

-          فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

(للتفصيل انظر مقالاتنا السابقة عن رحلة العصا من آدم إلى إدريس فإبراهيم، فموسى، فسليمان، فالدابة)

ولما كانت تلك العصا (أداة الخلافة) بيد آدم حينئذ، كانت كل أوامرة ملبّاة في الحال من قبل الجن (ملائكتهم وشياطينهم)، فكانت تلك العصا التي بيد آدم حينئذ هي العدو اللدود لإبليس نفسه، لأنه لا يستطيع أن يجلب بخيله ورجله على آدم وزوجه (وذريتهما بعد ذلك) مادامت تلك العصا بيد آدم. فكان لابد من تدبير الخطة المحكمة التي تفضي إلى أن يضع آدم تلك العصا من يده إلى غير رجعة. فما كان ذلك ممكنا إلا بأن يظهر الشيطان لآدم ولزوجه ما وري عنهما من سؤاتهما، فينزع عنهما ذلك اللباس الذي يغطيها، فيستبدل (إن هو نجح بذلك) الخلافة التي اختارها الله لآدم بالملك الذي نصح به الشيطان آدم، فما يعد بالامكان أن يحصل التكاثر بالنفخ، ويصبح لزاما التكاثر بالملك (العضو الذكري).

وبالفعل نجحت خطة الشيطان، فأوقع آدمَ في شركه، وتمت عملية الاستبدال، فكانت عصا مقابل عصا. وما كان من زوج آدم إلا أن تنزل عند رغبة زوجها، مكرهة لا راغبة.

السؤال: كيف حصل كل ذلك على أرض الواقع؟

تخيلات مفتراة من عند أنفسنا: سكن آدم وزوجه في الجنة، وأكلا منها رغدا حيث شاءا، وكانت العلاقة بينهما تحاورية لا جنسية، حتى جاءت اللحظة التي كان يجب أن يحصل فيها التكاثر (الانجاب). فكان على آدم أن يلقي " كلمته" بالنفخ في فرج زوجه وهي موارة بذلك اللباس (بالضبط كما حصل مع مريم)، ليتحصل لهما الذرية في الجنة. وفي تلك اللحظة التاريخية (نحن نتخيل) تدخل الشيطان لهما بالوسوسة، قائلا:

-          فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)

-          فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120)

ولو دققنا مليّا في هذين السياقين، لوجدنا بأن وسوسة الشيطان لآدم وزوجه معا كان هدفها نزع اللباس عنهما (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا)، ولكن وسوسة الشيطان لآدم وحده كانت بأن يدلّه على شجرة الخلد وملك لا يبلى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ).

ولو راقبنا سلوك الذكر والأنثى حتى الساعة، سنجد على الفور بأن الأنثى أكثر حرصا على تغطية سؤاتها من الرجل، وأن الأنثى أقل رغبة بالعملية الجنسية من الرجل، وأن الأنثى أكثر رغبة بالمحاورة والمغازلة اللفظية من الرجل، وهكذا. (أنداري عن النساء ليش هم هيك؟!)

السؤال: لماذا اجتهد الشيطان أن ينزع عن آدم وزوجه لباسهما؟

رأينا المفترى: لأن ذلك اللباس هو مكمن القوة في النفخ. فما دام آدم وزوجه يلبسان ذلك القميص الذي يواري سؤاتهما، فعملية النفخ ستتم بكل يسر وسهولة، ولكن إن تمكن الشيطان أن ينزع عنهما ذلك اللباس، فستتعذر عملية النفخ، وتتعطل، ويصبح لزاما اللجوء إلى طريقة أخرى بالتكاثر. وهذا – برأينا- ما كان الشيطان يسعى جاهدا لتحقيقه على أرض الواقع. وانظر عزيزي القارئ – إن شئت- في مقالاتنا السابقة عن قصة القميص عند إدريس وإبراهيم ويوسف ومريم، فهم من تمّ وصفهم بالنص القرآني بلفظ الصديق، لأن كل من لبس ذلك القميص كان (نحن نرى) صديقا:

-          وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56)

-          وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41)

-          يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)

-          مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75)

فرحلة القميص بعد أن نزعه الشيطان عن آدم وزوجه، انتقلت إلى إدريس ثم إلى إبراهيم ثم إلى يوسف وانتهى به المطاف عند مريم، حتى رجع إلى الله مع رفع المسيح عيسى ابن مريم إليه. (وسنعود لهذه الرحلة مرارا وتكرارا بإذن الله لعلاقتها بقصة البشرية على الأرض. فالله وحده أسأل أن يعلمني ما لم أكن أعلم وأن يهديني لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنه، إنه هو السميع البصير – للتفصيل انظر مقالاتنا السابقة عن رفع المسيح).

لكن لما كان آدم هو العنصر الأكثر قدرة على اتخاذ القرار (طبعا بسبب زيادة جرعة النفس فيه – انظر مقالاتنا السابقة)، انصاعت زوج آدم لرغبة زوجها حتى وإن كانت غير مقتنعة تماما بما يفعل (زي ما بعملن النساء مع الرجالة حتى الآن – بيوخذنهم ع قد عقولهم، وفي الحقيقة هي تتهرب من تحمل مسئولية تبعات اتخاذ القرار)، فحصل ما حصل، وتمكن الشيطان من أن ينزع عنهما لباسهما. فاستطاع أن يخرجهما مما كان فيه:

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)

وهنا بدأت خيوط القصة تنسج بطريقة جديدة، مختلفة عما كان الله قد نصح آدم وزوجه به من قبل:

-          فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117)

فبعد أن كانت حياتهما في الجنة رغدا، انقلبت إلى الشقاء. فتحملت زوج آدم تبعات المشقة بالحمل، وتلذذ آدم بشهوة العملية الجنسية التي يريدها. (أنداري عن الزلم والنسوان ليش همه هيك؟!) ما علينا!

السؤال: ما الذي حصل بعد ذلك؟ فإذا كان ذلك هو قرار آدم وزوجه حينئذ، فما دخلي أنا وأنت بكل ذلك؟ ولم علينا أن نتحمل تبعات قرار آدم وزوجه؟

عودة على بدء: الخلق الأول

لما كان الخلق الأول سابقا لسجود الملائكة لآدم، كما تصوره الآية الكريمة التالية:

-          وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)

-          وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا (48)

كان ذلك هو الخلق أول مرة (كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)، وكان من المفترض (نحن نظن) أن نأتي جميعا بطريقة النفخ في الجنة التي سكنها آدم وزوجه، مادام أننا سنكون خليفة الجن فيها، ولكن ما أن تغيرت الخطة برمتها بسبب نزول آدم عند نصيحة الشيطان له حتى أصبح من المتعذر أن نأتي بتلك الطريقة، وأصبح لزاما أن نأتي بطريقة الملك (العضو الذكري). وهنا كان لابد أن تحصل الموافقة المسبّقة من الجميع (أي جميع الخلق الأول) للمضي قدما بهذه الطريقة الجديدة، فمن أراد الاستمرار، كان له ذلك، ومن أراد عدم المضي قدما، كان له ذلك، فالمسألة اختيارية لا اجبار فيها، وبهذا المعنى (ربما الخاطئ) نقرأ قوله تعالى:

-          وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

ليكون هناك مجموعة من التساؤلات لابد من إثارتها على الفور، نذكر منها:

-          لماذا أخذ ربنا من بني آدم ذريتهم؟

-          متى حصل ذلك؟

-          على ماذا أشهدهم؟

-          كيف أشهدهم؟

-          هل نتذكر تلك الحادثة ومكان حصولها؟

-          هل من الممكن أن نتذكرها حتى لو كنا قد نسيناها؟

-          وما السبيل إلى ذلك كله؟

-          الخ.

تخيلات أغرب من الخيال: لما نزل آدم عند نصيحة الشيطان، كانت أول الهزات الارتدادية لهذا الفعل الشنيع الذي وقع به آدم (وتبعته به زوجه) هو أنه قد نُزِع عنهما (أي عن آدم وزوجه)، لباسهما:

-          يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)

فخسرا الصداقة (إي أن يكونا صدّيقين)، ولنتذكر هنا افتراءنا السابق بأن كل من كان يلبس ذلك القميص، كان صدّيقا أو صدّيقة. ولكن من تنازل عنها (كآدم وزوجه) لا يمكن أن يتصفا بهذه الصفة من جديد. فمفردة الصدّيق تدل – برأينا- على الذي يعِفّ عن فكرة شهوة الجنس، وهذا ما حصل لإدريس ولإبراهيم وليوسف ولمريم. ولو تدبرنا مفردة الصديق (المشتقة من مفردة الصدّيق) سنجد بأن فكرة الصديق تنطبق على كل من تدخله بيتك وتأمنه على محارمك لأن فكرة الجنس بالنسبة له تكون خيارا لا يمكن التفكير فيه، قال تعالى:

-          لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)

فيستحيل على أي إنسان سوي (نحن نظن) أن يتخذ فلانا صديقا، ويدخله بيته، مادام أن احتمال وجود فكرة الجنس مع أحد أفراد البيت واردة. فالصديق هو من يمكن لك أن تدخله بيتك وتكون مطمئن البال تجاهه من هذا الباب. (أنداري ليش الناس مو هيك؟!) ما علينا!

إن ما يهمنا طرحه هو أنه قد أصبح لزاما على آدم وزوجه أن يُخرجا من الجنة بعد النزول عند نصيحة الشيطان، لأن السكن في الجنة يتطلب وجود اللباس الذي يواري سؤاتهما. فأمرا بالهبوط منها، وانتهت بهم الرحلة (نحن نتخيل) إلى واد غير ذي زرع، وكان ذلك بمكة، فحصلت المعاشرة الجنسية بين آدم وزوجه لآول مرة في واد منى (حيث سال مني الرجل في رحم الأنثى – انظر مقالاتنا السابقة حول هذه الجزئية). فكانت كلها حينئذ ذرية في ظهر آدم. وانقسمت تلك الذرية إلى قسمين اثنين، وهما ما انتهى إلى ظهر ابن آدم الأول (إدريس) وما انتهى إلى ظهر ابن آدم الآخر (إسرائيل). وسنرى أن ذلك القميص كان السبب الذي من أجله طوعت لابن آدم القاتل نفسه قتل أخيه. (وسنرى أن القصة كلها شغلة نسوان وحب وغرام وسواليف زي هيك – أنداري شو هالقصة كلها من وين اجت ع بالنا؟) ما علينا!

دعنا نعود لبدايات القصة بعد الخروج من الجنة، وسنبدأ النقاش في هذا الموضوع بالآيات الكريمة التالية التي قد تبدو للوهلة الأولى غريبة في سياق الحديث عن قصة الخلق بعد الهبوط، قال تعالى:

-          الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)

ليكون السؤال المفاجئ الآن هو: ما علاقة هذه الآيات الخاصة بشعيرة ومناسك الحج بسياق الحديث عن قصة الخلق بعد الهبوط من الجنة؟

رأينا المفترى: لو تفقدنا هذا السياق القرآني، لوجدنا أن المتدبر  سيطرح - لا محالة - تساؤلات تطير لها الألباب، نذكر منها:

-          لماذا نحُج؟

-          وما هو الحج؟

-          ولماذا سمي حِج البيت؟

-          ولماذا هو أشهر معلومات؟

-          لماذا لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج في أشهر الحج؟

-          لماذا عرفات؟

-          لماذا هي افاضة من عرفات؟

-          ما هو المشعر الحرام؟

-          وكيف سنذكر الله عند المشعر الحرام؟ ألم نكن نذكره في عرفات؟

-          وكيف نذكره كما هدانا؟ ومتى هدانا لذكره؟

-          كيف سنفيض من حيث أفاض الناس؟

-          والأهم من هذا كله، من هم نحن المطلوب منا أن نفيض؟ ومن هم الناس الذي أفاضوا حتى نفعل كما فعلوا؟

-          ومتى سنقضي مناسكنا؟

-          ولماذا نذكر الله بعد أن نقضي مناسكنا؟

-          وكيف نذكر الله حينئذ كذكرنا آباءنا أو أشد ذكرا؟

-          الخ

رأينا المفترى: قبل أن ندخل بتفاصيل كل هذه التساؤلات ومثلها، نطلب من القارئ الكريم  الذي يريد متابعة النقاش معنا (ونتمنى أن لا يكونوا كثيرين) أن يبدأ التفكير بهذه التساؤلات مجتمعة في ضوء الافتراء الخطير التالي: إن رحلة الحج من أولها لأخرها هي اعادة لسيناريو الخلق بعد حادثة الهبوط من الجنة. انتهى.

تخيلات ربما غير مسبوقة

عندما أُهبط آدم وزوجه من الجنة (إلى الواد غير ذي الزرع الذي بمكة)، كان القرار الإلهي أن يأخذ ربنا الذرية من ظهور بني آدم أجمعين، فجمعهم في مشهد مهيب على عرفات، واشهدهم على أنفسهم أنه هو ربهم، ووصاهم بواليدهم حسنا، وأن الحمل سيكون للأم هونا على هون. فمن أراد ذلك، لكي يعود إلى الجنة من جديد، ويستطيع المضي قدما راغبا لا مجبرا، يتوجب عليه أن يفيض من هناك، من عرفات. ومن لا يريد، فله أن لا يفيض من عرفات، فهو لن يكون من الناس الذين سيقرون في الأرحام.

تفصيل الافتراء

دعنا نبدأ النقاش بالآية الكريمة التي هي محور النقاش، قال تعالى:

-          وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

لنطرح التساؤل الأول هنا، ألا وهو: أين حصلت تلك الشهادة (أي شهادة الله للناس على أنفسهم)؟

رأينا المفترى: في عرفات.

السؤال: لماذا حصلت في عرفات؟ وما الدليل على ذلك؟

رأينا المفترى: حتى يكون القرار لمن أراد المضي قدما بالطريقة الجديدة (التكاثر الجنسي). وهناك تمت افاضة الناس:

-          لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)

فعند المشعر الحرام كانت شهادة الله للناس على أنفسهم بأنه هو ربهم:

-          وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

وحذرهم من اتخاذهم حجة اشراك الآباء لأنهم ولدوا في مكان أو زمان ما:

-          أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)

وهناك (نحن نظن) كانت وصاية الله للناس بالوالدين:

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)

لذا جاء الحث للناس في الحج أن يذكروا الله هناك كذكرهم آبائهم:

-          فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)

فرحلة الحج التي تبدأ من عرفات هي (نحن نظن) محاولة جديرة أن تذكرنا بذلك الموقف، ومناسك الحج بعدها هي تتبع خطوات تلك الرحلة الأولى التي سلكناها (نحن بنو آدم) بعد أن أهبط آدم وزوجه من الجنة إلى الواد غير ذي الزرع. وهناك كانت شهادة الله للناس على أنفسهم.

السؤال: كيف نفهم شهادة الله للناس على أنفسهم أولا؟

رأينا المفترى: لما تحول التكاثر من الخلافة إلى الملك، كان لابد من استشارة الناس بذلك، ليقرر الشخص بنفسه إن كان يريد المضي قدما في ذلك حتى يعود من جديد إلى الجنة التي أخرج منها آدم وزوجه بسبب نزع اللباس عنهما، وهناك كان شهادة الله للناس على أنفسهم، أي أشهد الله ذرية بني آدم (بالملك) جميعا هناك بأنه هو ربهم، وأوصى من أراد المضي قدما للوصول إلى الجنة من جديد أن يجد نفسه، أي زوجه (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ) حتى يستطيعوا دخول الجنة أزواجا. فأفاض الناس من هناك باحثين عن أنفسهم، فكانت تلك هي إفاضة الناس الأولى من عرفات التي طلب الله منا أن نفيض منها عندما نقوم بشعيرة الحج:

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199)

نتيجة مفتراة: في الحج يفترض أن يكون الرجال فقط في عرفات والنساء يكن منتظرات حاضرات المسجد الحرام في منى. وافاضة الناس من عرفات تذكرهم بأنفسهم التي خلقت منهم. (سنتعرض لهذا الافتراء بالتفصيل لاحقا إن أذن الله لنا بشيء من علمه فيها).

ولو تدبرنا النص جيدا، لوجدنا بأن شهادة الله للناس على أنفسهم كانت على النحو التالي:

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

ولو تابعنا السياق ذاته لوجدنا الآية الكريمة التالية:

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)

وهنا نطرح السؤال الأكثر غرابة على الاطلاق ألا وهو: إذا كان الله قد اشهد تلك الذرية جميعها على أنه هو ربهم حتى لا يكون ذلك حجة لهم على الله يوم القيامة، فلماذا كان هناك نفي لحجة شرك الاباء؟ فالمدقق بالنص القرآني في هذا السياق، سيجد أن الله قد أشهد الناس على أنفسهم لسبيين:

1.        لئلا يكون لهم عذر بأن الله ليس بربهم، فيتحججوا بالغفلة:

أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ

2.        لئلا يكون لهم العذر باشراك الآباء وأنهم ذرية من بعدهم

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ

السؤال: ما دخل الآباء بهذا الاشهاد؟ لماذا جاء ذكر التحجج بشرك الآباء هنا؟

جواب مفترى خطير جدا: لأن الذرية هي من تختار الآباء وليس العكس. فأنت من اخترت والديك. ومادام أنك أنت من اخترت والديك، فلا حجة لك على الله يوم القيامة لاختياراك هذا. ولا يمكن أن تتعذر بشرك الآباء. انتهى.

الدليل

لو دققنا في الآيات القرآنية الخاصة بالعلاقة بين الأبناء والاباء، سنجد فعل الوصاية حاضرا. قال تعالى:

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)

-          وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)

والمدقق في هذه السياقات، سيجد الملاحظات التالية:

أولا، جاء في النص القرآني فعل الوصاية بالوالدين في ثلاثة مواضع من كتاب الله

ثانيا، جاءت جميع هذه السياقات بصيغة الفعل الماضي (وَوَصَّيْنَا)

ثالثا، جاءت جميع هذه السياقات بصيغة الفعل الماضي المعطوف (وَوَصَّيْنَا)

ثالثا، جاءت جميع هذه السياقات تحمل الوصاية للوالدين وليس للأبوين (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ)

رابعا، جاء فعل الوصاية في اثنين من السياقات مرتبط بالأم وعملية الحمل؟

الخ

السؤال: لماذا؟ وكيف نفهم ذلك كله؟ ومتى حصل فعل الوصاية من الله للإنسان بوالديه؟وأين حصل ذلك؟

رأينا المفترى: نحن نظن أن ذلك قد تم عندما أخذ الله الذرية من ظهور بني آدم واشهدهم على أنفسهم، فكان فعل الوصاية هو واحد مما أشهد الله به الناس على أنفسهم حينئذ، وهما

1.        أن لا يشركوا به شيئا، فلا يقولوا يوم القيامة أنهم كانوا عن هذا غافلين:

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

2.        أن لا يحتجوا بإشراك آبائهم من قبل، وأنهم كانوا ذرية من بعدهم:

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)

لهذا، جاء (نحن نظن) فعل الوصاية بصيغة الماضي المعطوف على ما سبق (وَوَصَّيْنَا). فهناك حصل (نحن نتخيل) فعلان متتابعان زمنيا، فكان الأول شهادة الله للناس على أنفسهم بأنه ربهم، وكان الثاني اختيار الذرية للآباء، فلا يحتجوا بذلك بالغفلة إن هم كان يشركون.

ولو حاولنا أن نرى الآن الصورة المقابلة، وهي وصاية الوالدين بالأولاد، سنجد الآية الكريمة التالية:

-          يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)

وسنجد الملاحظات التالية:

أولا: أن وصاية الله الآباء بالأولاد لم يحصل إلا في آية واحدة

ثانيا، أن فعل الوصاية جاء بصيغة المضارعة (يُوصِيكُمُ)

ثالثا، أن فعل الوصاية ليس معطوفا على فعل سابق (يُوصِيكُمُ)

رابعا، أن فعل الوصاية هنا خاص بتقسيم الميراث

خامسا، أن فعل الوصاية جاء بالأولاد وليس بالأبناء.

السؤال: كيف يمكن أن فهم ذلك كله؟

رأينا المفترى: نحن نفهم ذلك – ربما مخطئين- بأن وصاية الله الآباء بأولادهم (ذكورا وإناثا) ليست قديمة، وإنما هي وصاية متجددة، لأن ذلك لم يحدث قديما في مشهد الشهادة التي أخذها الله من الناس عندما كانوا ذرية. فالآباء لم يختاروا أولادهم، كما اختار الآبناء والديهم. فأنا من اخترت أبي عندما كنت واحد من الذرية في ظهره، ولكن أبي كان في تلك اللحظة يتمتع بشهوته فما كان في منشغل البال باختياري أنا على وجه التحديد. فأنا (كحيوان) كنت أعلم تماما أن هذا أبي، وأني سأكون ذرية من بعده، فلا حجة لي يوم القيامة على الله لسوء اختياري. انتهى.  

نتيجة مفتراة 1: وصاية الله الأولاد بوالديهم وصاية قديمة غير متجددة حصلت عندما أشهد الله الناس على أنفسهم في عالم الذر، فهي فعل ماض حصل مرة واحدة، وانتهى.

نتيجة مفتراة 2: وصاية الله الآباء بالأولاد جديدة، تحصل مع ولادة الشخص، وتجدد على الدوام.

الدليل

لو جلبنا الآية الكريمة التالية إلى هذا النقاش:

-          وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)

سيكون السؤال التالي هو محرك البحث هنا: متى حصل أن قضى ربنا بأن لا نعبد إلا إياه أولا، ثم بالوالدين إحسانا؟ وما معنى أن ذلك كان قضاء أساسا؟

رأينا المفترى: مادام أن ذلك كان قضاء، فهو أمر لا رجعة فيه (انظر سياقات الفعل قضى ومشتقاتها في النص القرآني)، ومادام أن القضاء كان في أمرين متتابعين وهما:

1.        ألا تعبدوا إلا إياه

2.         وبالوالدين إحسانا

فعلينا أن نبحث عن الوقت والمكان الذي حصل فيه ذلك القضاء. ونحن نظن (ربا مخطئين) بأن ذلك القضاء قد حصل هناك عندما أخذ الله الذرية من ظهور الآباء:

-          وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)

-          أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)

نتيجة مفتراة مهمة جدا: عندما وقع آدم وزوجه في شرك الشيطان، واستطاع الشيطان أن ينزع عنهما لباسهما، لم يعد بالامكان أن يتم التزاوج بينهما بالنفخ، وأن تبقى السوءة موارة عنهما، واصبح خروجهما من الجنة أمر حتمي، ولكن كان هناك تحولا في طريقة تحصيل الذرية، فأصبحت ممكنة فقط بالملك، لكن لم يكن ذلك ليتم عنوة. فكان القرار الإلهي أن يأخذ الذري جميعا من ظهور بني آدم ليشهدهم على أنفسهم بأن الله هو ربهم، وأن تكاثرهم اصبح حتمي بطريقة الملك، وأن من أراد المضي قدما للعودة للجنة عليه أن يقبل بهذه الطريق التي لم يعد عناك بديل عنها. فأصبح هناك الذرية من الآباء والأولاد (الابناء). فكان لابد أن يأخذ عليهم شهادتهم بأن يقبلوا بالوضع الجديد إن هم أرادوا المضي قدما في البحث عن أنفسهم ليدخلوا الجنة أزواجا من جديد. فما الذي حصل حينئذ بعد ذلك؟

رأينا المفترى من عند أنفسنا: المرة القادمة بنكمل إن شاء الله

المدكرون: رشيد الجراح      محمد إبراهيم        علي الشرمان     زكريا مصباح    محمد مقدادي     زيد النمرات

 

بقلم: د. رشيد الجراح:

1- نيسان 2021

هناك 4 تعليقات:

  1. إذن ماذا ألقى موسى أمام السحرة إن كان ما تخيلته يا مريض النفس.لك نفس النطحات مع كنطحات الكيالي.

    ردحذف


  2. من باب الصدق عدة مرات استفدنا منك(انتقاء) بعناية وحذر بعض الفوائد العلمية واللطائف التفسيرية... إلى أن هناك تخبّط خبط عشواء؛ أخطاء يمكن تجاوزها وفي المقابل ثمة أخطاء خطيرة جدا جدا جدا لا تغتفر.

    ألا تتفق معي؟ إنّ هؤلاء الذين يدّعون الاكتفاء بالقرآن، هم في الواقع لا يكتفون به، ولا يمكنهم فهم ما فيه من دون استخدام أدوات أخرى نقلها لنا سلفنا من علماء الأمة عبر العصور، وهم يستخدمونها فعلا في كل خطاب يسطرونه. وأول هذه الأدوات علوم اللغة العربية؛ فمن أين لهم أن يعرفوا معاني المفردات بل والتراكيب النحوية وأثرها على الدلالة والمعاني البلاغية لولا ذلك التراث الضخم الذي نقله لنا علماء الأمة عبر التاريخ؟

    ثم كيف سيعرفون دلالة الكثير من الآيات من دون أن يعرفوا أسباب نزولها؟ وهذه الأسباب موجودة في روايات السنة التي نقلها لنا علماء الأمة فيما يسمّونه هم بـ"التراث"! بل إنّ النصّ القرآنيّ نفسه مخدوم عبر العصور من علماء الأمة، ولولا هذه الخدمة "التراثية" لأصبح نصّا مستغلقا على الفهم؛ فكل علوم القراءات وكيفية تلاوة الكتاب وتفسيره وشكْلِ الأحرف وغير ذلك.. كلّ ذلك ممّا خلّفه لنا علماء الأمة في تراثنا الإسلامي الغنيّ.

    ولو سلبْنا هؤلاء المطالبين بالاكتفاء بالقرآن ؛ كلَّ مرويّات السنة، ومن ضمنها أسباب النزول، مع القواميس والمعاجم وكتب النحو واللغة والبلاغة والحديث والتفسير وسائر علوم القرآن، وأزلنا النقاط والحركات عن المصاحف، وغير ذلك ممّا خلّفه علماء الأمة من تراثٍ لخدمة كتاب الله؛ لبقيَ القرآن أمامهم نصّا مستغلقا على الفهم، لا يمكنهم إعراب ألفاظه وفهمها فضلا عن التعامل معه كرسالة وخطاب يصوغ حياتهم. فهُم في الواقع عالةٌ على التراث الذي يطالبون بالاستغناء عنه، ولا يمكنهم فهم القرآن من دونه!
    =====================
    في الصحيحين من حديث صحيح مسلم (3/ 1678) عن عبدالله، قال: ((لَعَن الله الواشمات والمُستَوْشِمات، والنامصات والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحسن المغيِّرات خَلْق الله))، قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يُقال لها: أم يعقوب، وكانتْ تقرأ القرآن، فأتَتْه فقالتْ: "ما حديثٌ بلغني عنك أنك لعنتَ الواشمات والمستوشمات، والمتنمِّصات والمتفلِّجات للحُسن المغيِّرات خلق الله"، فقال عبدالله: وما لي لا ألعن مَن لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: "لقد قرأتُ ما بين لَوْحَي المصحف فما وجدتُه"، فقال: لئن كنتِ قرأتِه لقد وجدتِه؛ قال الله عز وجل: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ? [الحشر: 7].

    ألا يخشى المسلم على نفسه من أن ينطبق عليه وصف : روى أحمد وأبو داود والحاكم بسند صحيح عن المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) الفتح الكبير 3/438

    وفّقك الله لرشدك


    ردحذف
  3. شكرا لجميع المدكرون.
    سؤال:مامعنى عالم الذر؟؟

    ردحذف
  4. كلام معقول جدا ومنطقي ومترابط الى حد كبير

    ردحذف