🎥 كل خميس الساعة 10 مساءً بتوقيت مكة المكرمة — ⏳ جارٍ حساب الوقت...
البث على TikTok، والنقل على YouTube — 🗨 التفاعل مع الدكتور يتم فقط عبر TikTok.
YouTube TikTok

لماذا نصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟ الجزء الأول



استمع للمقالة كاملة بصوت : زكريا مصباح

لماذا نصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟

سؤال: غالباً ما سألني الكثيرون عن عدم لجوئي إلى النبش عن معاني المفردات في قواميس اللغة وفي أشعار العرب وأقوال العلماء.

فأرد على ذلك بسببين وهما:

  1. إن تلك القواميس والأشعار هي صناعة بشرية لا يمكن أن تكون كاملة لا يعتريها عيب، أو أنها منزهة عن النقص والتشويه. فمادامت كذلك، فلابد من وجود الأخطاء والعثرات التي ستشكل سبباً كافياً في إعاقة الفهم.
  2. أما السبب الآخر والأهم فهو ما دام أننا نستطيع أن نستنبط المعاني من كتاب الله فلم الحاجة إلى اللجوء لغيره؟! وقد افترينا القول في مقالة سابقة لنا تحت عنوان (مصادر التشريع في الإسلامي) بأنّ الذي دفع بأهل العلم إلى الزج بالمصادر الأخرى (كالسنة والإجماع والقياس) في استنباط الأحكام هو – في رأينا- عدم قدرتهم على استنباط الدليل على كل الأحكام التي طرحت بين أيديهم من كتاب الله، لذا كان اللجوء إلى مصدر آخر للتشريع أمراً لا مناص منه. ونحن على يقين أنه لو توافر لهم الدليل من كتاب الله على كل تشريع تعرضوا له، لما كانوا أصلاً بحاجة إلى اللجوء إلى مصادر أخرى للتشريع. وقد ذكرنا هناك إنّ هذا الزعم مبني على الاعتقادات التالية:
  1. أن كتاب الله كامل، لا نقص فيه ولا زيادة، قال تعالى:
    (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)
    الأنعام (38)
    (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42))
    فصلت
  2. يستحيل على بشر الإحاطة الكليّة بما في كتاب الله، فالظن بأن فئة من الناس قد امتلكت العلم، ولا بد من الرجوع إليهم في كل صغيرة وكبيرة، والوقوف عند أرائهم مخالفة فاضحة للاعتقاد بأن كتاب الله لا يمكن الإحاطة بعلمه، قال تعالى:
    (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
    البقرة (255)
    (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
    الإسراء (85)
  3. أن العلم من كتاب الله لا ينقضي، فما زال العلم المكنوز في ذلك الكتاب تتوالى صفحاته مع تقدم الزمان
    (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88))
    ص

إن كارثة الأمة تتمثل – في رأينا- أنهم وقفوا عند أفهام السلف لهذا الكتاب، وهم بذلك مقتنعون (وإن كانوا لا يجهروا القول بذلك) أن أولئك السلف الصالح قد أحاطوا علماً بكل ما في كتاب الله. وفي الوقت الذي يدافعون عن موقفهم أنهم لا يزعمون ذلك، لا تنفك تصرفاتهم عن التأكيد على مثل هذا السلوك، فمن يتجرأ (وقليل ما هم مثل رشيد الجراح بالتأكيد) على الزعم أن أبن عمر ربما يكون قد أخطأ في أمر ما، أو أن ابن عباس (كما نقل عنه) قد شطح بعيداً عن الصواب في قضية ما، أو أن مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل وابن تيمية قد عجزوا جميعاً عن حل إشكالية ما في الفكر الديني؟ إن مثل هذا التساؤل لوحده كفيل أن يخرج من يقوله (رشيد الجراح) – في نظرهم – من الملة بأكملها، لا بل وتنصب له المحاكم للنظر في ما يجب أن يفعل به.

أقول لمثل هؤلاء إن كانت مفاتيح الجنة بأيديكم (كما تظهر في فتاواكم)، فلا تسمحوا لمن يخالفكم الرأي دخولها، ولكني لن أتوقف عن الإيمان اليقيني بأن السلف الصالح (على صلاحه الذي لا يمكن التشكيك فيه) قد أخطأ ولم يمسك بناصية الحقيقة في الكثير الكثير من قضايا الأمة الفقهية والعقائدية، ولا زال هناك كثير من التساؤلات تنتظر إجابات شافية يجب استنباطها من كتاب الله. فنحن هنا نتحدث عن علم وليس عن صلاح. فالسلف الصالح لا شك خير مني في الصلاح، لكني أظن أن هناك مجال ولو من الناحية النظرية أن أكون أكثر منهم علماً، ولا يعينني على ذلك أكثر من دعائي ربي:

أللهم أسألك علماً لا ينبغي لأحد غيري إنك أنت العليم الحكيم.

وقد رد عليّ الكثيرون (كما سمعوها من شيخ المفسرين الشعراوي رحمه الله) بالقول: إذا كان كلامك هذا صحيحاً، فأين الصلوات في القرآن الكريم؟ هل يذكر القرآن الكريم عدد الصلوات ووقتها وعدد ركعاتها؟ ألم نأخذ ذلك عن النبي محمد وعن أقوال أهل العلم؟ ألم يقل النبي – هم يرددون- صلّوا كما رأيتموني أصلي؟

رأينا: لابد من التنبيه إلى أمرين أثنين وهما:

  1. لا يجب أن يفهم من كلامنا السابق أننا قوم ننكر السنة أو أننا لا نأخذ بها، ولكن جل ما نطلب هو التثبت مما جاء فيها وذلك بتدبر آيات الكتاب المبين، وعرض ما جاء في السنة على كتاب الله، فنحن نظن أن هناك من ما نقل عن رسول الله ما قد يتعارض مع ما جاء في كتاب الله، وهنا يجب التثبت ألف مرة قبل الخروج للناس بعقيدة قد يبين أنها غير سليمة مع توالي الأيام. ولنقدم المثال التالي:

مثال: حديث الرجل الذي قتل المئة نفس

روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فأراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟ فقال الراهب: لا أجد لك توبة، فقتله فكمل به المائة، ثم أراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم فقال إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال ومن يحول بينك وبين التوبة، ولكنك بأرض قوم سوء فلا ترجع إليهم وأت إلى قوم كذا وكذا فاعبد الله معهم، ففعل الرجل، وفي الطريق نزل به الموت، فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يختصمون فيه، تقول ملائكة الرحمة: إنه جاء تائباً إلى الله، وتقول ملائكة العذاب: إنه قتل مائة نفس، فبعث الله من يحكم بينهم، فقال قيسوا ما بينه وبين القريتين، فإن كان لقرية السوء أقرب قبضته ملائكة العذاب، وإن كان لقرية الصلاح أقرب قبضته ملائكة الرحمة، فأمر الله قرية السوء أن تباعدي، وقرية الصلاح أن تقاربي، فقاسوا فوجدوه أقرب لقرية الصلاح بشبر فقبضته ملائكة الرحمة". انتهى الاقتباس.

إن ما يهمنا هنا –عزيزي القارئ- هو التثبت من متون مثل هذه الأحاديث وذلك بعرضها على نصوص الكتاب الكريم، وجل ما نطلب من القارئ الكريم هو تدبر ما وضعنا تحته خط لنطرح بعد ذلك التساؤلات التالي:

أولاً، هل فعلاً للملائكة الحق أن تتخذ قرار كهذا؟ هل لهم الحق في أن يتنازعوا على من يأخذ الرجل؟ أليس من واجب الملائكة أن تنفذ أمر الله فقط:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6))
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ (26))

ثانياً، والأهم من ذلك كله هو: لم يكون قرار الذي حكم بينهم على نحو أن يقيسوا المسافة بين المكانين، ألم يسمع هذا الحكم قول الحق في كتابه الكريم:

(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100))

فهل بعد هذا الكلام الإلهي نحتاج إلى أدوات قياس المسافة؟ من يدري!!!

  1. التثبت مما في كتاب الله (الذي لم يفرط بشيء) قبل الخروج بمسلمات قد يبين خطأها مع توالي الأيام، ولنقدم مثال الصلاة بعددها ووقتها وعدد ركعات كل واحدة منها، طارحين التساؤل التالي: إذا كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يدعونا أن نصلي كما يصلي، ألا يدل ذلك على أن السؤال نفسه يبقى قائماً: كيف عرف النبي نفسه أن الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات؟ وكيف عرف وقت كل صلاة منها؟ وكيف عرف عدد ركعات كل صلاة؟ هل يشرّع محمد بن عبد الله للناس من عنده؟ أليس هو وحي يوحي؟ كيف أوحي للنبي عدد الصلوات ووقتها وعدد ركعاتها؟ ألم ينزل قرآنا يتلى يدله على كيفية الوضوء؟
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6))

    إذن، لِم لمْ ينزل قرآن يتلى يا أهل العلم والدراية – نحن نصيح- يبين لّنا كيف يقيم محمد الصلاة؟ لِمَ لمْ ينزل قرآن يتلى – نحن نستهجن القول- بعددها وعدد ركعاتها؟ هل يعقل أن تكون الصورة في كتاب الله مجزوءة؟

    جواب: كلا وألف كلا، لابد أن الصورة في كتاب الله كاملة غير منقوصة شريطة أن نعرف كيف نقرأ كتاب الله. لذا نحن نقدم الإفتراء التالي الذي هو بلا شك من عند أنفسنا:

افتراء من عند أنفسنا: نحن نزعم الظن بأن عدد الصلوات ووقتها وعدد ركعات كل واحدة منها مفصلة في كتاب الله كتفصيل الوضوء، ونتمسك بالعقيدة التي لا تخرج عن الاعتقاد اليقيني باستحالة أن يسن محمد شيئاً لا أصل له في كتاب الله.

سؤال: إنْ كان كلامك هذا صحيحاً، هل تستطيع أن تبين لنا أين خبر الصلاة بعددها ووقتها وعدد ركعاتها في كتاب الله؟ فأين الدليل على ذلك من كتاب الله؟

جواب: لنبدأ القصة من أولها: لنبدأ بتشريع الصلاة ثم ننتقل إلى أحكام الصلاة، كالطهارة والوضوء وأخيراً إلى عددها ووقتها.

أما بعد،

تشريع الصلاة: أين فرضت الصلاة؟

غالباً ما تناقل أهل العلم والدراية الرأي الذي مفاده أن الصلاة فرضت على النبي محمد فيما يسمّونه بحادثة الإسراء والمعراج. ونحن إذ لا نريد أن ندخل مع أهل العلم والدراية (والعامة من ورائهم) في جدل فكري، فإننا نود أن نطرح عدة تساؤلات علّها تصل إلى أسماعهم فيسعفوننا بعلم من عندهم يساعدنا على فهمها.

تساؤلات حول وقت ومكان فرض الصلاة

أولاً، تقول الرواية (كما فهمناها نحن) أن الرسول قد صلّى إماماً بالأنبياء عندما وصل إلى بيت المقدس ثم عُرِج به إلى السماء، ثم تزيد الرواية نفسها أنه ما أن وصل إلى السماء السابعة حتى فرضت عليه الصلاة هناك، وهنا يأتي سؤالنا على النحو التالي:

كيف يكون النبي قد صلى قبل أن يعرج به والصلاة قد فرضت أصلاً (حسب الرواية نفسها) بعد أن عُرِج به؟ فما نوع الصلاة التي صلاها بإخوانه من الأنبياء؟

ثانياً، ها هو النبي محمد (حسب الرواية نفسها) يصعد السموات، الواحدة بعد الأخرى، وكان كلما وصل إلى واحدة من السموات وجد أحد إخوانه من الأنبياء[1]، وهناك يبادر جبريل – كما تقول الرواية – بالسؤال عن ذلك النبي الرسول بالقول: من هذا يا جبريل؟ فيرد جبريل بالقول هذا أخوك موسى، وهذا أخوك إبراهيم، وهذا عيسى، وهذا...، الخ. وهنا يأتي سؤالنا الثاني على النحو التالي:

ألم يصلي النبي بهم في بيت المقدس قبل أن يصعد إلى السماء حسب الرواية؟ هل نسي من كان قد قابلهم قبل قليل؟ لِمَ لَمْ يسأل جبريل عنهم عندما صلّى بهم في بيت المقدس؟ لماذا انتظر حتى وجدهم قد سبقوه إلى السماء ليسأل عنهم هناك؟!

ثالثاً، ها هي الصلاة (حسب الرواية تلك) تفرض خمسمائة (أو خمسون) صلاة في بادئ الأمر، ويبقى الرسول ينتقل بين موسى والعرش ليطلب التخفيف بعد مشورة من موسى، فيا سبحان الله! هل موسى أكثر رأفة بالناس من ربهم؟ والأهم من ذلك أن النبي محمد (كما تقول بعض أجزاء الرواية) يخجل أن يعود في رحلة أخرى بعد أن أصبحت خمس صلوات، إذن نحن نصلي خمس صلوات باليوم والليلة – حسب ما يمكن أن نفهمه من تلك الرواية- بسبب حياء النبي، فلو لم يخجل النبي من العودة ثانية – نحن نتساءل فقط- هل كانت الصلاة ستصبح مرة واحدة في اليوم؟ وماذا لو عاد النبي مرة أخرى إلى ربه؟ هل كان من الممكن أن تصبح مرة واحدة في الأسبوع (كما يفعل أهل الديانة النصرانية مثلاً)؟ ألا تظنون – يا سادة- أن في هذا اتهام خطير لجوهر ركن مهم من أركان الدين ألا وهو ركن الصلاة الذي غالباً ما أفهمنا سادتنا وعلماؤنا بأنها عامود الدين.

رأينا: نحن لا نتردد أن نلقي بظلال الشك على تلك الرواية برمتها لنعيد فتح ملف الصلاة كله من جديد.

الوضوء للصلاة

لا يتوقف تشككنا عند مسألة وقت ومكان مشروعية الصلاة، بل يتعدى إلى المشكلة الثانية التي نود طرحها وتخص فقه فعل الصلاة نفسها، ونقصد على وجه التحديد الوضوء للصلاة، فالصلاة – كما يعلم الجميع- لا تتم إلا بالوضوء مصداقاً لقوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6))

وهنا نتوقف لنطرح سؤالين اثنين وهما:

  1. إن صح كلام من سبقونا، فربما يحق لنا أن نسأل: لماذا جاء أمر الوضوء مفصلاً في كتاب الله ولم يأتي مثل ذلك فيما يخص عدد الصلوات في اليوم والليلة وعدد ركعات كل صلاة منها؟
  2. هل ما تناقله أهل العلم عن أحكام الوضوء صحيحاً بناء على ما جاء في هذه الآية الكريمة؟

جواب: لنبدأ النقاش هنا بمحاولتنا الإجابة على التساؤل الثاني أولاً، لنزعم القول أن أهل العلم (وبالتالي العامة الذين ينقادون لرأيهم دون عناء التفكر) قد أخفقوا في فهم آية الوضوء هذه، وذلك لسبب بسيط وهو أن فهمهم كان مدفوعاً بالفهم الشعبي السائد الذي قد لا يستند على الحجة من كتاب الله. ولكن كيف؟

رأينا: لنبدأ النقاش هنا بجلب الانتباه إلى معنى مفردتين اثنتين وردتا في هذه الآية الكريمة وهما مفردة الوجه ومفردة الرأس، لنسأل بعدئذ بعض التساؤلات التي قد تبدو للكثيرين بأنها بسيطة وغريبة (وربما غير ضرورية):

  1. ما هو الوجه؟ ما المقصود بالوجه في هذه الآية الكريمة؟
  2. ما هو الرأس؟ ما المقصود بالرأس في هذه الآية الكريمة؟

لا أظن أن مثل هذه المفردات قد استوقفت أهل العلم كثيراً، فهي تعتبر عند الكثيرين من المسلّمات التي يظنون أنهم يعرفونها، ولم يظنوا أنهم بحاجة إلى الخوض فيها عند شرح ما جاء في الآية الكريمة التي تفصل الوضوء للصلاة، فلم نجد الكثير في مؤلفاتهم فيما يتعلق بالنبش في مثل هذه المفردات الدارجة جداً على لسان العامة وأهل العلم على حد سواء. وسنحاول – إن أذن الله لنا بشيء من علمه- تبيان كيف أن معرفتهم تلك كانت على الدوام معرفة مغلوطة (وبالتالي فقد بنوا كثيراً من الأحكام التشريعية على معلومة مغلوطة – نحن نزعم القول- لا ترقى أن يبنى عليه أحكام في الفقه والعقيدة) وذلك لسببين رئيسيين:

  1. كانت معرفتهم مستندة على ما ألفوا من أفهام عند العامة
  2. لم يحاولوا تهذيب معرفتهم تلك بالحجة المستنبطة بالدليل القاطع من كتاب الله

ولكن كيف؟

لو فاجأت أحدهم بالسؤال عن معنى مفردة الوجه أو معنى مفردة الرأس، لربما أثار هذا السؤال السخرية في الرد عند الكثيرين لظنهم أن هذا سؤال عن بديهيات ومسلّمات لا يمكن المجادلة فيها، وكأن لسان حالهم يقول: ألا تعرف ما الوجه وما الرأس؟ هل أنت فعلاً جاد في سؤالك هذا؟

وعندما كنت ألح في السؤال (حتى في محاضرات طلبة الدراسات العليا) محاولاً أن أطلب من أي شخص أن يحدد لي ذاك الشيء الذي نسميه رأساً مثلاً، كان يفعل ذلك بالإشارة إلى الجزء من الجسم الذي يعرف الناس أنه هو الرأس، مشيراً بكلتا يديه إلى كل ذلك الجزء من الجسم الذي يعتلي الكتفين كما في الصورة التالية:


 (2025) صورة توضيحية تم اضافتها مؤخراً باستخدام الذكاء الصناعي


الصورة التوضيحية  كما كانت في المقالة الأصلية في الشكل التالي 

وهنا كنت أفاجئهم بالتساؤل التالي: إذا كان الرأس هو كل هذا الجزء من الجسم الذي يظهر في الشكل كما يحدده الناس عندما تسألهم عنه، إذن: كيف يمكن أن نفهم قول الله في كتابه (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) في الآية التي تتحدث عن الوضوء؟

لم يكون المسح فقط على ذلك الجزء العلوي والخلفي من الرأس الذي يكون عادة مغطى بالشعر؟ لم لا نمسح على الوجه مادام أن الوجه (كما يظهر في الصورة وكما يفهم الناس) هو جزء من الرأس؟ فالرأس يحدده العامة على أنه كل ذلك الجزء الذي يعتلي الكتفين، أليس كذلك؟

رأينا: كلا وألف كلا، ذلك ليس هو الرأس، إن ما يظهر في الصورة السابقة هو كينونتان اثنتان وليس كينونة واحدة، وهما: (1) رأس (الجزء العلوي والخلفي) و (2) وجه (الجزء الأمامي)، وهناك فرق كبير بين الرأس والوجه سيترتب عليه فهم الآيات التي تتحدث عن الرأس والوجه بطريقة مختلفة كلياً.

نتيجة: إننا نفهم أن الرأس هو ذلك الجزء الذي يمسح مسحاً في الوضوء، بينما الوجه هو ذلك الجزء الذي يغسل غسلاً، فما يظهر في الصورة في الأعلى ليس كله رأساً بل هو رأس (الجزء العلوي والخلفي) ووجه (الجزء الأمامي).

وربما يصدق ظننا هذا ما جاء في القرآن الكريم في الآية الكريمة التالية التي تتحدث عن بعض شعائر الحج والعمرة:

(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196))

تأمل – عزيزي القارئ- هذه الآية الكريمة جيداً، وركز على الفعل الذي تأمرنا الآية الكريمة به فيما يخص الرأس، ألا تأمرنا الآية الكريمة بحلق الرأس بعد أن يبلغ الهدى محله؟ فكيف بنا نحلق رؤوسنا إن كان الرأس يشمل الوجه أيضاً؟ أي إن كان الرأس يشمل كل تلك الكينونة التي تعتلي الكتفين كما يدل على ذلك الفهم الشعبي السائد للمفردة، ألا ينبغي علينا أن نحلقه كله؟ فتخيل – عزيزي القارئ- ما الذي يجب فعله حسب هذه الآية الكريمة لو كانت مفردة الرأس تشمل الرأس والوجه معاً (كما فهم علماؤنا الأجلاء)؟ ألا نصبح عندها ملزمين بحلق الشعر الذي ينبت في الوجه كاللحية والحاجبين وحتى رموش العينين حسب النص القرآني (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)؟ من يدري!!!

نتيجة مهمة جداً: الوجه ليس جزءاً من الرأس (والرأس لا يشمل الوجه) لأنه لو كان الوجه جزءا من الرأس لجاز المسح عليه مسحاً ما دام أن الأمر الإلهي جاء بالمسح بالرؤوس (أي جزء منها)، ولأصبح حلق شعر الوجه واجباً في الحالات التي طلب فيها منا بحلق رؤوسنا كشعيرة من شعائر الحج والعمرة مثلاً.[2]

عواقب هذا الفهم على أحكام الوضوء

الرأس: مادام أن الرأس – حسب فهمنا الآن- هو الجزء العلوي الخلفي من الشكل الذي يظهر في الصورة وهو – بلا شك- منفصل عن الوجه، فإن كل جزء منه يمسح مسحاً في الوضوء، لذا يمكننا الآن الإجابة على السؤال التالي: لماذا لا نغسل الآذان في الضوء ونكتفي بالمسح عليها (بالرغم أن الآية الكريمة التي تتحدث عن الوضوء لا تأتي على ذكر الآذان)؟

الجواب: لأن الآذان جزء من الرأس، لذا فهي تمسح مع الرأس مسحاً.

الوجه: مادام أن الوجه – حسب فهمنا الآن- هو فقط الجزء الأمامي من الشكل الذي يظهر في الصورة وهو مفصل عن الرأس، فإن كل جزء من الوجه يغسل غسلاً في الوضوء، وبهذا الفهم ربما يمكننا الإجابة على التساؤل التالي: لماذا نغسل الفهم (بالمضمضة) والأنف (بالاستنشاق) (بالرغم أن الآية الكريمة التي تتحدث عن الوضوء لا تأتي على ذكر الفم والأنف)؟

الجواب: لأنهما جزء من الوجه، لذا فهما يغسلان غسلاً[3]

نتيجة: غالباً ما اختلف أهل العلم في بعض أفعال الوضوء، فقسّموها إلى فروض (كغسل الوجه ومسح الرأس) وسنن (كالمضمضة والاستنشاق)، ونحن إذ لا نريد أن نخوض في آرائهم تلك، لكننا نطلب منهم أن يقدموا لنا حادثة واحدة توضأ الرسول الكريم فيها بالماء ولم يغسل فمه بالمضمضة أو أنفه بالاستنشاق (بل على العكس فقد طلب منّا المبالغة بالاستنثار عند الوضوء)، فأنا لا أعلم من أين جاءت تقسيماتهم هذه إلى فرائض وسنن غير فهمهم الخاطئ لمفردات النص القرآني، فعندما ظنوا أن الآية الكريمة لم تأتي على ذكر الآذان والفم والأنف جعلوها من السنن، واقتصرت الفرائض عندهم على الوجه واليدين إلى المرفقين والوجه والرأس، مدفوعين بالفهم الشعبي لهذه المفردات (كما فهموها بالطبع)، ولم يتوقفوا عند المعاني الحقيقية لهذه المفردات كما تجلّيها آيات الكتاب الحكيم.

لهذا، نحن نستميح – سادتنا العلماء- العذر مرات ومرات لمخالفتهم الرأي لنقول لهم: لو تدبرتم - يا علماءنا الأجلاء- معنى مفردة الوجه كما يحددها النص القرآني (وليس كما فهمتموها من آبائكم)، لربما علمتم أن كل ما في الوجه (كالفم والأنف) يغسل غسلاً مادام أنه جزء منه، ولو تدبرتم معنى مفردة الرأس لعلمتم أن كل ما في الرأس (كالأذنين) يمسح عليه مسحاً ولا يغسل غسلاً. ولما استعصى عليكم الفهم أن الرأس شيء والوجه شيء آخر.

سؤال: هل هناك مفردة واحدة في العربية تجمع الوجه والرأس معاً؟ أو ما هو ذاك الشيء الذي يظهر في الصورة السابقة ككتلة واحدة؟

الجواب: لازالت الغالبية الساحقة (إن لم يكن كل) أبناء العربية يظنون أن الرأس هو ذلك الشيء الذي فوق العنق، أليس كذلك؟ لكننا نستوقفهم هنا لنقول لهم بأننا لا نظن أن هناك مفردة في العربية تجمع الرأس والوجه معاً، وجل ما يمكن أن نسمي به ذلك الشيء الذي يجمع الرأس والوجه معاً هو "فوق العنق"، فالعنق مثلاً ليس جزءاً من الرأس أو الوجه:

(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)[4]
الأنفال (12)

فمادام العنق ليس جزءاً من الوجه فهو لا يغسل في الوضوء، ومادام العنق ليس جزءاً من الرأس فلا يمسح عليه في الوضوء.[5] وقد طلب الله منا أن نضرب من يقاتلنا في المعركة فوق عنقه، ولو طلب منا أن نضرب رأسه، لأصبح لزاماً علينا أن نضربه فقط في المنطقة التي تمسح في الوضوء (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) أو التي تحلق في الحج والعمرة (وَلَا تَحْلِقُوا rُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).

عدد الصلوات في اليوم والليلة

بعد أن قدمنا تشككنا في وقت ومكان فرض الصلاة، والغلط الذي وقع به – حسب زعمنا- كثير من أهل العلم فيما يخص أحكام الوضوء، ننتقل الآن إلى القضية الأكثر جدلاً وهي عدد الصلوات في اليوم والليلة، ولمّا كانت منهجيتنا تتمثل بالاعتقاد اليقيني بأن الحاجة ملحة على الدوام للتفكر بما في كتاب الله وعدم الوقوف عند أفهام من سبقونا من أهل العلم، (وكأن العلم قد وقفت به عجلة الزمن هناك)، لا نجد بداً من طرح التساؤل الكبير التالي: إذا كان الوضوء للصلاة قد جاء مفصلاً في كتاب الله في الآية الكريمة التي أوردناها سابقاً وعلقنا على معاني بعض مفرداتها كمفردة الرأس والوجه، فلم لم يأتي التفصيل كذلك بشأن عدد الصلوات الخمسة التي نؤديها في اليوم والليلة؟ هل فعلاً لا يفصّل القرآن الكريم عدد الصلوات في اليوم والليلة؟

الرأي السائد عند أهل العلم والدراية:

كان الاعتقاد السائد عند جمهور العلماء يتمثل في أن عدد الصلوات في اليوم والليلة هو أمر توقيفي أخذ عن النبي محمد مباشرة، ونحن مأمورون أن نأخذ ما ورد عن النبي كما هو مصداقاً لقوله تعالى:

... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
الحشر (7)

فالصلاة – هم يدلّلون- عمل لم ينقطع يوما واحداً من حياة المسلمين، ولما كان هذا العمل قد نقل بالتواتر، فلا يحق لأحد – هم يفتون- أن يحتج عليه.

تساؤلات:

ونحن إذ لا نشكك بالصلاة، ولا بعددها، ولا بعدد ركعاتها، ولا بطريقة تنفيذها، لكننا نتساءل فقط عن السبب لم لم يأتي تفصيلها صراحة في كتاب الله كما كان الحال بالنسبة للوضوء مثلاً. ثم، ألا يوجد بعض الاختلافات بين المدارس والمذاهب الدينية الإسلامية في الصلاة؟ فلو راقبت كيفية صلاة المسلمين المنتمين إلى بعض الفرق والمذاهب الدينية الإسلامية، لوجدت العجب العجاب، فمن أين –يا ترى- جاءت هذه الاختلافات مادام أن الصلاة التي تناقلها الناس عن النبي لم تنقطع يوماً؟

موقفنا العقائدي:

أما نحن فنستميح السادة العلماء العذر أن نخالفهم الرأي لنعبر عن موقفنا العقائدي التالي: جاء عدد الصلوات مفصلاً في كتاب الله كما هو الحال بالنسبة للوضوء، فنحن نحمل الاعتقاد اليقيني أن كتاب الله قد ذكر عدد الصلوات وأوقاتها وعدد الركعات في كل واحدة منها، وجل ما نحن بحاجة إليه هو أن نعرف كيف نقرأ ما هو موجود في كتاب الله، ونتدبره كما أمرنا الله أن نتدبره، فكتاب الله – نحن نؤمن- الذي لم يفرط في شيء يستحيل أن يكون قد فرط بشيء من أمر الصلاة التي تعتبر عامود الدين.

سؤال: وأين ذلك في كتاب الله إن صح ما تزعم؟

جواب: سأحاول في الصفحات التالية – إن أذن الله لي بشيء من علمه- تفصيل الأمر، ولكن لابد من التنبيه أولاً إلى جملة من منطلقات التفكير عندنا:

  1. لابد أن يكون الدليل سهلاً يستطيع فهمه الصغير والكبير، العالم وغير المتعلم، فأمر الصلاة لا يحتاج إلى تخصصيّة وشهادات عليا موسومة بتواقيع أهل العلم والدراية، فمادام أن كل مسلم بلغ سن التكليف مطلوب منه تأدية تلك الفريضة، فهو إذن يستطيع أن يستوعب الدليل، والله هو من قال في كتابه الكريم:
    (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17))
    وهنا ننبّه إلى أنه في اللحظة التي يصبح الحديث غامضاً متسماً بجسامة الألفاظ، وتعقيدات الحجة، تضيع الحقيقة وينقلب الأمر إلى صراع فكري قد لا يمت إلى الموضوع قيد التفكر بصلة.
  2. لابد من فهم الأمر في سياق القرآن الكريم الكلي، وهنا نقصد على وجه التحديد الحقيقة الثابتة بأن القرآن الكريم قد جاء مفرقاً:
    (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106))
    (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19))
    لذا ليس لزاماً أن يأتي ذكر الصلوات جميعاً في آية واحدة، فما دام أن القرآن نزل مفرقاً فلا ضير –نحن نعتقد- أن الوحي للنبي بالصلوات قد جاء مفرقاً أيضا، لذا نحن بحاجة أن نبحث عن الآيات التي تفصل عدد الصلوات في القرآن كله.
  3. لا بد من الوقوف عند الألفاظ كما تجليها آيات الكتاب الكريم وأن نبتعد عن الأفهام التي تكون مدفوعة بالفهم والتصورات الشعبية كما وضحنا سابقاً عندما تعرضنا لمفردات مثل الوجه والرأس سابقاً.

إنْ صحّت منطلقات التفكير هذه، فنحن نزعم القول أن باستطاعتنا- بحول الله وتوفيقه - استنباط عدد الصلوات وأوقاتها وعدد ركعات كل واحدة منها من كتاب الله الكريم، فنسأل الله تعالى أن يأذن لنا الإحاطة بشيء من علمه الذي لم يحط به غيرنا، إنه نعم المولى ونعم المجيب.

أما بعد،

ما هي الصلاة؟

جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة في 63 موقعاً في كتابه الكريم (انظر الملحق رقم 1)، والحالة هذه كان لابد أن نفهم أولاً معنى مفردة الصلاة، ومن ثم استنباط الاحكام الخاصة بها.

أولاً، جاءت مفردة الصلاة في القرآن الكريم بمعنى "القول أو التلفظ"، قال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56))

فالصلاة على النبي كما ترد في هذه الآية الكريمة تتم بالقول وليس بالفعل، فليس هناك عمل تقوم به للصلاة على النبي، وجل ما يمكن أن تفعله هو أن تقول كلاماً محدداً يقصد به الدعاء للنبي الكريم.

نتيجة: لما كان بحثنا هنا يتعلق بفعل الصلاة وليس بالصلاة بالقول، فإن أبسط ما يمكن أن نستنبطه من هذه الآية الكريمة هو أننا لن نبحث في كتاب الله هنا عن الصلاة التي تتم بالقول، ولكننا بحاجة أن نبحث عن الصلاة التي تتم بالفعل.

ثانياً، لابد من التميز بين الصلاة والتسبيح، فالتسبيح ربما يحدث في أي وقت من اليوم والليلة:

(إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7))
(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130))

ثالثاً، الصلاة التي نبحث عنها ليست التهجد:

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79))

إذن، ما هي الصلاة التي نبحث عنها؟

جواب: إنها ما نجده في كتاب الله تحت لفظ "إقامة الصلاة":

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3))

فالصلوات التي نؤديها في اليوم والليلة خمس مرات تقع ضمن نطاق إقامة الصلاة، فما معنى إقامة الصلاة؟

جواب: لا شك عندنا أن الصلاة على النبي مثلاً يمكن أن تتم في أي وقت في اليوم والليلة، فهي غير مرتبطة بزمن محدد في اليوم والليلة، ويمكن أن تستمر لفترة غير منقطعة، وكذلك الأمر بالنسبة للتسبيح، ولكن كيف يكون الأمر بالنسبة لإقامة الصلاة؟

لو تدبرنا طبيعة الفعل في عبارة "وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ" التي ترد في الآية الكريمة السابقة لوجدناه يختلف عن الفعل الذي يرد في عبارة "يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" في الآية الكريمة نفسها. وهنا نستميح أهل اللغة العذر لندقق في جزئية لغوية مهمة جداً تخص طبيعة ما يسمى بالفعل المضارع كما في عبارتي "يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ". فعلى الرغم أن الفعلين جاءا على صيغة الفعل المضارع، إلا أن المضارعة تختلف في كل واحد منهما، ولكن كيف؟

جواب: في حين أن الأيمان بالغيب هو فعل مستمر لا يجب أن ينقطع بتاتاً، فإن فعل إقامة الصلاة هو فعل غير مستمر لابد أن يحدث على انقطاع من حين لآخر، فأنت لا يمكن أن تكون مؤمناً بالغيب في ساعة ثم تتوقف عن ذلك لمدة ساعة أو ساعتين لتعود لتؤمن بالغيب من جديد، ولكن في حالة إقامة الصلاة فأنت تقوم بفعل الصلاة في ساعة معينة ثم تتوقف بعضاً من الوقت وتعود إلى الصلاة مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة، فأنت تقيم الصلاة في الفجر وتتوقف عن الصلاة حتى الظهر وتعود إلى الصلاة في العصر والمغرب والعشاء، بينما في حالة الإيمان بالغيب، فأنت تؤمن بالغيب بلا انقطاع ولو للحظة واحدة (فحتى لو كنت نائماً فهذا لا يعني أنك لا تؤمن بالغيب ولكنك بلا شك لا تكون في حالة إقامة للصلاة). وهذا التمييز هو ما يسميه أهل اللغة الإنجليزية مثلاً بـ present continuous الذي يقابله simple present.

نتيجة مهمة جداً: إقامة الصلاة فعل منقطع لأزمان محددة في اليوم والليلة. فما هي تلك الأزمان؟

جواب: نحن نزعم الظن أن هناك آيات محددة في كتاب الله تحدد الأوقات التي يجب على المسلم أن يقيم فيها الصلاة في يومه وليلته. وبعد تفقد السياقات القرآنية التي تتحدث عن فعل إقامة الصلاة وجدنا الأمر الإلهي باقامة الصلاة قد صدر لتكون إقامة الصلاة محددة بأزمان ثابتة لا تتغير في اليوم والليلة مصداقاً لقوله تعالى:

(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)
النساء 103

وهنا يطرح السؤال التالي على الفور: ما هي تلك الأوقات؟

افتراء من عند أنفسنا: نحن نظن أن الوحي الصادر بهذه الأوقات قد جاء في آيتين كريمتين من كتاب الله فقط، وسنتعرض لهما في الصفحات التالية لتبيان تلك الأوقات التي حددها ربنا في كتابه الكريم لإقامة الصلاة.

أما بعد،

نحن نظن أن الآية الأولى هي قوله تعالى:

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78))

لو تدبرنا هذه الآية الكريمة جيداً لوجدنا أن الأمر الإلهي للنبي بإقامة الصلاة قد جاءه على نحو أن الصلاة تبدأ من وقت محدد إلى وقت دلوك الشمس وتنتهي مع غسق الليل، فالنبي مأمور بإقامة الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، أليس كذلك؟

نتيجة مهمة جداً: يبدأ وقت إقامة الصلاة الأولى حسب هذه الآية الكريمة قبل دلوك الشمس (أي لدلوك الشمس)، وتنتهي وقت إقامة الصلاة الأخيرة مع غسق الليل، فتصبح أوقات الصلوات على النحو التالي:

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى لدلوك الشمس أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

تخيلات من عند أنفسنا: لمّا كان القرآن الكريم قد تحرك به لسان محمد مفرقاً، فإنه بإمكاننا أن نتصور المشهد على النحو التالي: تنزل هذه الآية الكريمة على النبي محمد في وقت ما من دعوته لتأمره بـ إقامة الصلاة (وليس الصلاة أو التسبيح أو التهجد) في هذين الوقتين من اليوم والليلة، لذا نحن نفتري القول أنه لربما فهم النبي أنه مأمور أن يبدأ أول صلاة له قبل دلوك الشمس وأن ينهي آخر صلاة مكتوبة مع غسق الليل.

ولمّا كان القرآن الكريم لا زال يتنزل على قلب محمد شيئاً فشيئاً (وليس جملة واحدة)، ما هي إلا فترة زمنية وجيزة – نحن نتخيل الموقف- حتى نزل على قلب النبي أمر آخر بإقامة الصلاة، مكملاً للأمر السابق، فجاء قول الحق يأمر نبيه بإقامة الصلاة في أوقات أخرى من يومه وليلته في آية كريمة أخرى هي قوله تعالى:

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
هود (114)

فلو دققنا في هذه الآية الكريمة جيداً لوجدنا أن النبي يؤمر في هذه الآية الكريمة بـ إقامة الصلاة في ثلاث أوقات أخرى هي طرفي النهار وزلفاً من الليل، فيصبح هناك ثلاث صلوات أخرى على النحو التالي:

  • صلاة في طرف النهار الأول
  • صلاة في طرف النهار الآخر
  • صلاة زلفاً من الليل

ولو أضفنا الأوقات التي وردت في هذه الآية الكريمة إلى الأوقات التي وردت في الآية الكريمة السابقة لأصبح الجدول السابق على النحو التالي:

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى لدلوك الشمس أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار(1) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة طرف النهار(2) النَّهَارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الرابعة زلفاً من الليل وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

والآن ما الذي يمكن أن نستنبطه لو تصورنا أن آيتي إقامة الصلاة قد نزلتا بترتب معكوس، أي لو نزلت الآية التي تتحدث عن إقامة الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل سابقةً لآية دلوك الشمس وغسق الليل، فيصبح الأمر على النحو التالي:

1. (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
هود (114)

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى طرف النهار وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة زلفاً من الليل وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ

(2) (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78))

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى طرف النهار وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة زلفاً من الليل وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الرابعة دلوك الشمس أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

وسنتعرض لأهمية هذا الترتيب عند الحديث عن الصلاة الوسطى لاحقاً بحول الله وتوفيقه.

نتيجة كبيرة جداً: يؤمر النبي الكريم بما أوحى إليه ربه من القرآن العظيم أن يقيم الصلاة في يومه وليلته خمس مرات وهي: لدلوك الشمس، طرف النهار1، طرف النهار2، زلفاً من الليل، وغسق الليل.

ما هي هذه الأوقات الخمسة؟

لو تدبرنا القرآن الكريم كلّه لربما لا نجد – نحن نفتري القول- أمراً إلهياً آخر قد صدر للنبي بإقامة الصلاة في غير هذه الأوقات الخمسة، والقارئ الكريم مدعو للبحث والتنقيب، وإن هو وجد غير ما نزعم فنحن على استعداد للتخلي عن موقفنا فوراً. لكن يبقى السؤال المطروح هنا هو: ما هي هذه الأوقات الخمسة؟

تحليل المفردات

للإجابة على هذا التساؤل لابد أولاً من التعرض لمفردات هذه الآيات الكريمة التي تأمر النبي بإقامة الصلاة بشيء من التفصيل للوقوف على معانيها الحقيقة، وهو الذي نظن أنه أشكل على العامة وأهل الاختصاص قروناً من الزمن. ولنبدأ بها الواحدة تلو الأخرى.

أما بعد،

أولاً، نحن نفتري القول هنا أن أكثر المفردات التي ربما لم يتم استيعابها جيداً هي مفردة "أطراف النهار" التي ترد في آية إقامة الصلاة التالية:

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
هود (114)

فغالباً ما كان الفهم مدفوعا بالتصور الشعبي الذي مفاده أن طرفي النهار هما الصبح والمغرب، وذلك لظنهم أن طرفي الشيء هما نقطة البداية والنهاية فيه، وهذا في رأينا ما كان سبباً رئيسياً في إعاقة الفهم الصحيح. وحتى نتمكن من إعادة الأمر – حسب زعمنا- إلى نصابه الصحيح، فإننا نرى وجوب دراسة هذه المفردة بشكل أكثر عمقاً بناء على معناها الحقيقي المستنبط من السياقات القرآنية التي ترد فيها، طارحين السؤال التالي: ما هو الطرف؟

جواب: إننا نظن أن طرف الشيء ليس نقطة البداية أو نقطة النهاية فيه، فطرف الثوب ليس أسفله ولا أعلاه، وأطراف الإنسان ليس رأسه وأخمص قدميه، وهكذا، ولكن الطرف – نحن نعتقد جازمين- هو أي نقطة في الشيء ما عدا أعلاه وأسفله، والدليل على ذلك يأتي من قول الحق:

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41))
(بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44))

فهل أطراف الأرض هي أعلى نقطة فيها وأسفل نقطة فيها؟ وأين هي تلك الأطراف إذاً؟ ثم لا ننسى أن هذه الآيات الكريمة تثبت - بما لا يدع مجالاً للشك- بأن للأرض أطراف كثيرة وليس فقط طرفان، فيستحيل إذاً أن يكون أطراف الأرض هي نقطتي البداية والنهاية لها[6]. وكذلك هي الصورة بالنسبة للنهار، فللنهار – حسب النص القرآني- أطراف كثيرة، وليس فقط طرفان:

(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130))

ولو دققت – عزيزي القارئ- جيداً في هذه الآية الكريمة مليّاً لوجدت أنها تثبت ما ذهبنا إليه من زعم في أن الطرف هو أي جزء في الشيء باستثناء بدايته ونهايته، فالنهار يبدأ مع طلوع الشمس وينتهي مع غروبها، أليس كذلك؟ فنحن مأمورون – حسب الآية الكريمة السابقة- بالتسبيح "قبل طلوع الشمس (نقطة البداية) وقبل غروب الشمس (نقطة النهاية)، ولكن بالإضافة إلى ذلك، نحن مأمورون بالتسبيح في أطراف للنهار، فخلال النهار هناك إذاً أطراف كثيرة يمكن للإنسان أن يسبح فيها.

نتيجة مفتراة: أطراف النهار هي أي نقطة في النهار عدا بدايته (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) ونهايته (وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)

سؤال: ما علاقة ذلك بإقامة الصلاة طرفي النهار؟

جواب: عندما نقيم الصلاة في طرفي النهار فإن ذلك يتم في وضح النهار، أي بعد طلوع الشمس وقبل غروبها، فنحن لم نؤمر بإقامة الصلاة عند طلوع الشمس ولم نؤمر كذلك بإقامة الصلاة قبل الغروب، وجل ما يمكن أن نقوم به في هذين الوقتين هو التسبيح وليس إقامة الصلاة (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا). فما هي الصلوات التي نحن مأمورون بإقامتها في طرفي النهار ويكون وقتها بعد طلوع الشمس ولكن قبل غروبها (أي في طرفي النهار)؟

جواب: إنها صلاة الظهر (الطرف الأول) وصلاة العصر (الطرف الثاني)

وهنا يجب أن لا ننسى أنا نتحدث عن النهار (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ)، فالله يقول في كتابه الكريم عن النهار أنه مبصر:

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
يونس 67
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)
الإسراء 12
(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
النمل 86
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)
غافر 61

لأنه الليل يكون قد سلخ منه، ففيه تختفي الظلمة التي كانت متواجدة في الليل:

(وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)
يس 37

والنهار يكون فيه النشور:

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا)
الفرقان 47

وهو وقت جبل الرزق (أي المعاش):

(وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)
النبإ 11

نتيجة مهمة جداً: تكون وقت إقامة الصلاة طرفي النهار بعد أن يكون ظلام الليل قد انسلخ، وأصبح الوقت مبصراً، وانتشر الناس لجني أرزاقهم. لذا يستحيل أن يكون ذلك هو وقت صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء، لذا يميل الظن عندنا إلى الاعتقاد اليقيني بأن ذلك هو وقت صلاة الظهر والعصر.

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى لدلوك الشمس أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار1 (الظهر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة طرف النهار2 (العصر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الرابعة زلفاً من الليل وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

زلفاً من الليل

ما هي الصلاة التي أُمِر النبي بإقامتها زلفاً من الليل؟

لو تعرضنا للآيات الكريمة التي تتحدث عن مفردة "زلفاً" ومشتقاتها، لوجدنا الآيات الكريمة التالية:

(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27))
(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66))
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91))
(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13))
(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31))

وبعد تدبرها، استطعنا أن نخرج بالافتراءات التالية التي هي بلا شك من عند أنفسنا:

  1. تدل مفردة "زلفا" على وجود رؤية:
    (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27))
    فأنت يمكن أن ترى شيئاً زلفة (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً)، ولكن كيف تكون طبيعة تلك الرؤيا؟
  2. تدل مفردة "زلفا" على وجود رؤية ولكنها رؤية مشوشة بسبب شيء ما:
    (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66))
    فبعد أن كان الجمعان (أصحاب موسى مقابل فرعون وجنوده) قد تراءا وكانت الرؤيا لا شك واضحة لهما، حصل شيء ما شوش على وضوح تلك الروية، لقد أصبحت الرؤيا غير واضحة – نحن نفتري القول- بسب انفلاق البحر. فلو تدبرنا مفردة "فأزلفنا" في هذه الآية الكريمة لوجدنا أن ذلك الحدث قد حصل بعد أن انفلق البحر وليس قبل انفلاقه (فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ)، ولا شك أن ذلك الانفلاق للبحر قد سبب إشكالية في الرؤيا التي كانت حاصلة بين الطرفين.
  3. تدل مفردة "زلفا" على القرب المكاني:
    (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31))
    (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91))
    (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13))
  4. بالرغم من القرب المكاني إلا أن مفردة "زلفا" لا تعني بأي شكل من الأشكال إلى أن ذلك القرب المكان قد وصل إلى درجة الالتصاق المكاني:
    (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3))
    فيستحيل مهما عظم القرب المكاني من الله أن يصل إلى درجة الالتصاق، فهناك الملائكة المقربون، ونحن نجهد بالعبادة ليكون لنا من ذلك نصيب:
    (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37))[7]
  5. تدل مفردة "زلفا" على وجود عنصر السرعة والانقضاء على عجل:
    (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66))
    فلا شك أن الأمر كله قد حصل على عجل، فما هي إلا لحظات حتى كان البحر قد ابتلع فرعون وجنوده.
  6. تدل مفردة "زلفا" على عدم الوضوح التام:
    (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91))
    فالجحيم عندما تكون بارزة لا شك فإنها لا تخفى منها خافية، مصداقاً لقوله تعالى:
    (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16))
    ولكن الجنة في ذلك المقام لا تكون بارزة (كما الجحيم)، ولكنها تكون قد أزلفت، لذا لابد أن منها ما يخفى على الناظر.
  7. الخ.

نتيجة: ما هي الصلاة التي تكون الرؤيا في وقتها مشوشة، لا هي واضحة تماماً (بارزة) ولا هي مخفية، ولكنها مزلفة بين الحاليتين؟ وما هي الصلاة التي يمر وقتها سريعاً على عجل؟ وما هي الصلاة التي تكون قريبة من غيرها من الصلوات الأخرى ولكنها غير ملتصقة بغيرها؟ الخ.

جواب: إنها صلاة المغرب

لذا يصبح الجدول السابق على النحو التالي:

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى لدلوك الشمس أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار1 (الظهر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة طرف النهار2 (العصر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الرابعة زلفاً من الليل (المغرب) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

دلوك الشمس وغسق الليل

لو تدبرنا الآية الكريمة التي تتحدث عن إقامة الصلاة وقت دلوك الشمس إلى غسق الليل لوجدناها مصاحبة لوقت الفجر:

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)[8]

فالنص على صلاة الفجر وصلاة العشاء قد جاء عند الحديث عن العورات التي تكون من حق الإنسان أن يتمتع بالخصوصية فيها:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

لاحظ – عزيزي القارئ- الدقة المتناهية كيف أن الآية الكريمة لا تتحدث عن صلاة الظهر هنا ولكن عن وقت الظهيرة، فالصلوات المنصوص عليها هنا في هذه الآية الكريمة هي صلاة الفجر (صَلَاةِ الْفَجْرِ) وصلاة العشاء (صَلَاةِ الْعِشَاءِ)، ولكن أوقات العورة هي (1) من قبل صلاة الفجر (مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ)، و (2) حين تضعون ثيابكم من الظهيرة (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ) و (3) من بعد صلاة العشاء (وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ).

ولو دققنا فقط في أمر الصلاة، لأصبح الجدول السابق على النحو التالي:

لذا يصبح الجدول السابق على النحو التالي:

الصلاة وقتها الدليل
الصلاة الأولى لدلوك الشمس (الفجر) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
الصلاة الثانية طرف النهار1 (الظهر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الثالثة طرف النهار2 (العصر) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الرابعة زلفاً من الليل (المغرب) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
الصلاة الأخيرة غسق الليل (العشاء) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ

الصلاة الوسطى

جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلوات بشكل عام والصلاة الوسطى بشكل خاص في كتابه الكريم في الآية الكريمة التالية:

(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[9]

وهنا -لا شك- يعاد طرح السؤال الذي غالباً ما طرحه أهل العلم واختلفوا في الوصول إلى إجابة شافية له وهو: ما هي الصلاة الوسطى؟

رأي من سبقونا: كانت معظم أراء أهل العلم تدور حول الظن بأن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وظن قليل من أهل العلم أنها صلاة الفجر، والقليل القليل من ظن بخلاف ذلك.

رأينا: نحن إذ نرى أن أهل العلم لم يصلوا إلى إجابة شافية لهذا السؤال، فإننا لا نجد بداً من مخالفتهم الرأي لطرح ما أذن الله لنا به من علم في هذا المجال، لنفترى القول بأن الصلاة الوسطى التي طلب الله منا المحافظة عليها في هذه الآية الكريمة هي صلاة المغرب. ولكن لماذا؟

ما معنى الوسطى؟

نحن نظن أن الوسط عادة ما يكون بين شيئين أو بين نقطتين:

(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

وحتى يكون هناك وسط في الأعداد، لا بد أن يكون الرقم (العدد) فردي، فالوسط في ثلاثة أشياء هو ثانيهما (أي رقم 2) كما في الشكل التالي:
1 2 3
والوسط في خمسة أشياء هو الرقم 3 كما في الشكل التالي:
1 2 3 4 5
ولكن ليس هناك وسط في أربعة أو ستة أرقام مثلاً[10]:
1 2 3 4
1 2 3 4 5 6

بناء على ذلك، فيمكننا أن نطرح السؤال على النحو التالي: ما هي الصلاة الوسطى بين الصلوات الخمسة؟

جواب: نحن نظن أنه لا بد من وجود ترتيب محدد يبين من خلاله الصلاة التي تحتل المرتبة الثالثة (لتكون مسبوقة بصلاتين ومتبوعة بصلاتين)، ويكاد الإعتقاد يميل إلى اليقين عندنا أن الترتيب هو على النحو التالي:

الظهر العصر المغرب العشاء الفجر

فتكون صلاة المغرب هي الصلاة الثالثة (الوسطى) ولكن لماذا؟

الدليل

لابد من التنبيه إلى أمرين أثنين وهما:

  1. أن هذه الصلاة هي صلاة وسطى و
  2. نحن مأمورون بالمحافظة عليها

لذا علينا أن نستجلي معنى الوسطية ومعنى المحافظة عليها في النص القرآني. ولنبدأ بالوسطية.

الوسطية: تتمثل وسطية هذه الصلاة على أقل تقدير في أمرين وهما وقتها وعدد ركعاتها، ولكن كيف؟

أولاً، مادام أن الوسطى تقع بين شيئين، فصلاة المغرب هي الصلاة التي تقع بين الليل والنهار، فهناك صلاتان تقامان في الليل وهما الفجر (دلوك الشمس) والعشاء (غسق الليل)[11]:

... أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ...

وهناك صلاتان بالمقابل تقامان في وضح النهار وهما الظهر (طرف النهار1) والعصر (طرف النهار2)[12]:

... وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ...

فتكون الصلاة الواقعة في "زلفاً من الليل" (وليس في الليل ولا في النهار) هي الصلاة التي تتوسط تلك السلسة.

... وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ...

ثأنياً، لو أخذنا عدد ركعات كل صلاة، لوجدنا أن أكثر صلاة تكون أربع ركعات، وأقل صلاة تكون ركعتين (الفجر)، فالتوسط بينهما هي الصلاة التي يجب أن يكون عدد ركعاتها بين الأثنين والأربعة، وهي بلا شك صلاة المغرب بركعاتها الثلاث، فمراد القول أن وسطية صلاة المغرب لا تكمن فقط في وقتها (بين الليل والنهار) وإنما أيضاً في عدد ركعاتها (بين الأربع والأثنين).

المحافظة عليها

طلب منا في الآية الكريمة نفسها أن نحافظ على تلك الصلاة بشكل خاص، فكيف تتم المحافظة عليها؟

أولاً، لو تدبرنا الصلوات لوجدنا أن كثيراً منها يمكن أن تقصر في أوقات الضرورة:

(وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101))
(وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102))

ولو تدبرنا فكرة قصر الصلاة، لوجدنا أنها اختصار لركعات الصلاة الأربعة لتصبح أثنتين، في مثل هذه الضروف الاستثنائية يصبح عدد ركعات جميع الصلوات (باستثناء المغرب) ركعتان، فالصبح يصلى ركعتان والظهر ركعتان والعصر ركعتان والعشاء ركعتان، ولكن تبقى صلاة المغرب قائمة بكعاتها الثلاث لا يمكن أن تقصر في أي حال من الأحوال، وهذا بلا شك هو نوع من المحافظة عليها لأهميتها.

ثانياً، تكمن المحافظة على هذه الصلاة في جانب آخر يتعلق بوقت جمع الصلوات في الحالات الاضطرارية كالمطر والسفر والخوف ونحوها. ففي حالة جمع الصلوات (كما لا يمكن تقصير صلاة المغرب) فإنه لا يمكن أن تجمع مع غيرها في غير وقتها، فيمكن أن يتقدم العصر ليتم إقامته مع الظهر ويمكن أن يتقدم العشاء ليقام مع المغرب، ولكن لا يجب أن تجمع صلاة المغرب مع صلاة أخرى في غير وقت المغرب. وهذا عندنا بلا شك جانب آخر من جوانب المحافظة عليها.

نتيجة: لو أخذنا هذه الجوانب السابقة جميعاً من حيث التوسط والمحافظة لربما لا نجد صلاة أخرى تتمتع بهذه الميزات كصلاة المغرب وذلك لأهمية هذه الصلاة على وجه التحديد: إنها الصلاة التي تقع في الوقت الذي ينقلب فيه الليل والنهار، وتمحو به السيئات:

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)

هذا والله أعلم. أسأل الله أن يعلمنا قول الحق الذي يرضاه فلا نفتري عليه الكذب إنه هو السميع المجيب

وللحديث بقية


المدكرون: رشيد سليم الجراح، علي محمود سالم الشرمان

بقلم: د. رشيد الجراح
مركز اللغات
جامعة اليرموك
الأردن


الملحق (1): جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة في 63 موقعاً في كتابه الكريم.

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
البقرة 3
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
البقرة 43
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)
البقرة 45
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ)
البقرة 83
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
البقرة 110
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
البقرة 153
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
البقرة 177
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُsْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)
البقرة 238
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
البقرة 277
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)
النساء 43
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا)
النساء 77
(وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)
النساء 101
(وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)
النساء 102
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)
النساء 103
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
النساء 142
(لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)
النساء 162
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
المائدة 6
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)
المائدة 12
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
المائدة 55
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)
المائدة 58
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)
المائدة 91
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ)
المائدة 106
(وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ۚ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
الأنعام 72
(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)
الأعراف 170
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
الأنفال 3
(فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
التوبة 5
(فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
التوبة 11
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
التوبة 18
(وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)
التوبة 54
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
التوبة 71
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
يونس 87
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
هود 114
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)
الرعد 22
(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ)
ابراهيم 31
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
ابراهيم 37
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
ابراهيم 40
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)
الإسراء 78
(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)
مريم 31
(وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)
مريم 55
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
مريم 59
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)
طه 14
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ)
طه 132
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
الأنبياء 73
(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
الحج 35
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
الحج 41
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
الحج 78
(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
النور 37
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
النور 56
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
النور 58
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
النمل 3
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
العنكبوت 45
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
الروم 31
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
لقمان 4
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
لقمان 17
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
الأحزاب 33
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)
فاطر 18
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)
فاطر 29
(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
الشورى 38
(أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
المجادلة 13
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
الجمعة 9
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
الجمعة 10
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
المزمل 20
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
البينة 5

الحواشي

  1. وقد جاء هذا مبنياً على تصور مفاده أن السموات السبع هي بناء بعضه فوق بعض (وهو ما سنحاول تفنيده في مقالة منفصلة بحول الله وتوفيقه).
  2. وغالباً ما أخطأ الناس في الفهم عندما ظنوا أن رأس الشيء هو أعلاه، فلو كان كلامهم هذا صحيحاً لما خرج الناس – برأينا- بمفردات مثل رأس البصل، ورأس الثوم، ورأس الملفوف، ورأس الزهرة من الخضروات مثلاً (على الأقل هذا ما نقوله نحن في الأردن)، لأن الرأس من هذه النباتات هو أسفلها أو ما يكون أحياناً تحت التراب، ولو طرحنا السؤال التالي: لم يستخدم أبناء العربية مفردة الرأس مع هذه الخضروات مثلاً ولا يستخدموها مع الطماطم أو البطاطا أو مع الفواكه كالتفاح والبرتقال وغيرها بالرغم أنها متشابهة جداً في شكلها الدائري؟
    رأينا: إننا نظن أن الرأس لا علاقة له بالشكل أو الصنف وغيرها وإنما هو مفردة متعلقة بالوظيفة، فلو راقبنا الخضروات التي يطلق عليها رأس (كالبصل والملفوف والزهرة وغيرها) لوجدنا أن الرأس منها هو منبت الحياة، لأنه متى قطف هذا الرأس انتهت حياة النبتة بأكملها، ولكن لو تمّ قطاف حبة الطماطم أو البطاطا أو التفاحة أو البرتقالة فذلك لا يعدو أكثر من قطف الثمرة التي لا تؤثر على حياة النبتة إطلاقاً، فتبقى النبتة حية لتنتج غيرها.
    إن ما يهمنا القول هو أن الرأس من الشيء (بغض النظر عن شكله وكينونته) هو منبت الحياة، ما أن يقطف الرأس حتى تنتهي الحياة، وبهذا المنطق يمكن فهم أي جزء من الإنسان هو رأسه، فلو تم قطع اليد أو الرجل أو الكتف أو حتى الوجه، أو ... الخ. لما أنهى ذلك حياة الكائن الحي، ولكن متى قطف الرأس انتهت حياته. لذا نحن نظن أن حياة الإنسان في بطن أمه تبدأ من الرأس الذي يمد سائر الجسم بالحياة، لكن متى توقف ذلك الرأس عن إمداد الجسم بالحياة تحول ذلك الجسم إلى جسد لا حراك فيه ولا فائدة منه.
  3. يكون ذلك غسلاً متى توافر الماء، وإن لم يتوافر الماء يصبح الوجه مسحاً ويتعذر عندها المضمضة والاستنشاق.
  4. إننا نظن أنه لو جاء الأمر الإلهي بضرب الرؤوس بدلاً من الضرب فوق الأعناق لأصبح لزاماً أن يأتي الضرب من الخلف فقط، ولكن لما كان الضرب فوق الأعناق فلا ضير إذاً أن تأتي الضربة من أي اتجاه.
  5. لاحظ كيف خاطب هارون أخاه موسى يوم أخذ برأسه وبلحيته:
    (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94))
    فلو كان الرأس واللحية جزءاً واحد لما كان هناك حاجة للتفصيل فيهما، ولكن لما كان الشعر الذي ينمو على الرأس شيئا والشعر الذي ينبت على الوجه شيئا آخر كان لزاماً الفصل بينهما.
  6. السؤال الذي يمكن أن يثار هنا هو: كيف تنقص الأرض من أطرافها؟
    رأينا: لو أنت تملك قطعة من الأرض وسألك احد عن أطراف تلك القطعة، فكيف ترد على ذلك؟ أليست هي المنطقة التي تحيط بالقطعة من جميع جوانبها؟ فلو حاولت أن تبني سوراً حول قطعة الأرض التي تملكها، ألا تقوم ببناء ذلك السور على جميع أطرافها؟ ولو حاولت أن تقتطع شيئاً من تلك الأرض، ألا تقوم بذلك من أطرافها؟ فهل تستطيع أن تقطع شيئاً من وسطها مثلاً؟ والآن لنتخيل الأرض التي هي كما ذكرنا في أكثر من مقالة سابقة لنا تعني اليابسة فقط:
    (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ ...)
    البقرة 61
    (يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)
    (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ...)
    المائدة 31
    وإن صح هذا الزعم (أن الأرض هي اليابسة)، يصبح تفسير كيفية تناقص الأرض ميسرة بحول الله، فكيف يتم ذلك؟
    جواب: تخيل معي عزيزي القارئ واحدة من القارات على سطح الكرة الأرضية كقارة أفريقيا أو أمريكيا الجنوبية، فأطراف تلك القارة هو ساحلها على البحر من كل الجهات، فالأرض هي اليابسة محاطة بالبحر، لذا لو ارتفع منسوب مياه البحر المحيط بتلك اليابسة فإنه سيأكل جزءاً من أطرافها، وهو ما يمكن أن يسببه ذوبان ثلوج الأجزاء المتجمدة الشمالية والجنوبية (بسبب عوامل تغيرات المناخ الكثيرة) الأمر الذي سيؤدي بالنهاية إلى غرق أطراف كبيرة من اليابسة التي تقع على مقربة من تلك المسطحات المائية. وذلك سيكون مع تقدم الزمان (حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ)، وعندها من يستطيع أن ينقذ تلك الأطراف (أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ)؟!
  7. ونحن هنا نتساءل عن السبب الذي من أجله كان لداود وولده سليمان زلفى عند الله:
    (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ... فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (25))
    (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ ... وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (40))
  8. لو دققنا في التوازن في ألفاظ القرآن لوجدنا أن دلوك الشمس يقابلها غسق الليل بينما هناك طلوع الشمس وهو ما يقابل غروبها... ونحن نظن أن مفردة "دلوك" مشتقة من الفعل "دلّ ويدل ونحوها"...
  9. لاحظ أن الأمر قد جاء هنا بالمحافظة على الصلاة الوسطى وليس بإقامة الصلاة الوسطى، وهذا يعني أن الصلاة الوسطى هي واحدة من بين الصلوات الخمسة التي أمرنا بإقامتها...
  10. كم كان عدد أصحاب الجنة؟
    جواب: نحن نظن أن عددهم كان خمسة أخوة، ولكن لماذا؟
    نحن نظن أن كلمة أوسطهم ربما تحل الإشكالية برمتها...
    نتيجة مفتراة: نحن نفتري القول أن عددهم كان على أقل تقدير خمسة.
  11. لاحظ كيف أننا لازلنا نقوم بتلك الصلوات بالطريقة الجهرية.
  12. ولكننا بالمقابل نقوم صلاتي طرف النهار (الظهر والعصر) بطريقة غير جهرية.
أحدث أقدم