النظرية العالمية الإسلامية لكشف أسرار الكون (2)




الفصل الثاني:
نظرية لغوية جديدة من منظور قرآني
ملخص
نحاول في هذا البحث تقديم نظرية لغوية (linguistic theory) جديدة من منظور قرآني، مستفيدين في الوقت ذاته من النظرية اللغوية العالمية، وتتلخص النظرية الجديدة بأنّ القرآن الكريم يثبت من حيث المبدأ وجود علاقة مباشرة (one-to-one correspondence) بين الكلمة (word) ومعناها (meaning)، ولكن هذه العلاقة قد تشوشت بسبب ما أدخل إليها منذ بدء الخلق حتى غدت تلك العلاقة بالمفهوم اللغوي الغربي علاقة اعتباطية (arbitrary) ونسميها نحن في إطار هذا البحث علاقة "ظنية" (guessing)، والافتراض المطروح هنا هو أنّ كشف العلاقة الحقيقية بين الكلمة ومعناها (والتي نسميها في إطار هذا البحث "بالحكمة) تمكننا من معرفة سر العلوم أجمعها وبالتالي سر الكون، فوحدة الكون وبالتالي وحدة العلوم البشرية جميعها مرتكزة على معرفة سر تلك العلاقة "أي الحكمة".





مقدمة
لقد كان الهدف المنشود لجميع النظريات اللغوية المتعاقبة البحث في العلاقة بين الكلمة (word) ومعناها (meaning) أو ما يسمى بالشكل(form) والمضمون(content) ، فقديماً تحدث فلاسفة الإغريق مثل أفلاطون وأرسطو عن mimesis أو ما يسمى theory of imitation وتحدث الجرجاني مثلاً عن النظم، وحديثاً تحدث اللغوي السويسريDessassure عن(langue parole) أو signifier and signified، وتحدث Chomsky عنdeep surface structure أوcompetence performance ، وكانت النتيجة التي أجمعت عليها جميع النظريات اللغوية المستندة على الدليل المادي أنّ العلاقة بين الكلمة ومعناها لا تعدو أكثر من علاقة اعتباطية arbitrary ، فليس هناك مثلاً علاقة مباشرة بين كلمة كرسي وذلك الشيء الذي نجلس عليه، فهو كرسي بالعربية وchair بالانجليزية و... بالفرنسية وهكذا. أضف إلى ذلك أنّ الشيء الواحد قد يشار إليه بعدة تسميات حتى باللغة الواحدة، وهناك كم هائل من التسميات التي تشير إلى أشياء غير ملموسة أصلاً مثل الحب والكره، وأشياء غير محددة بالنسبة للعقل البشري كالجنة والنار والملائكة والجن والشياطين (أنظر Palmer 1981)، وقد أدت هذه الأمور بعلماء الغرب المحدثين إلى التوصل إلى شبه إجماع مفاده أنّ العلاقة بين الشيء واسمه هي علاقة اعتباطية arbitrary، الأمر الذي حدا بالغالبية العظمى من علماء اللغة (أو حتى الناس العاديين) بافتراض عبثية البحث عن (أو حتى في) تلك العلاقة.
ونحن نفترض في إطار هذا البحث أنّ هذه النتيجة المخيبة للآمال (وهي عدم جدوى البحث عن العلاقة بين الشيء ومسماه) كانت نتيجة حتمية للفكر الذي يفصل فصلاً كاملاً (تصل إلى درجة الطلاق) بين العلم المادي (science) كعلم الطب والهندسة مثلا وأصله الديني الاعتقادي، فهم ينكرون أنْ يزج علم الدين كعلم اعتقادي (theology) في البحث عن ما يسمى الحقيقة العلمية البحتة (pure scientific knowledge).


ولما كان هذا البحث مستنداً على الأساس القرآني، كان لابد من افتراض عودة التزاوج بين العلوم المادية البحتة وأصولها الدينية الاعتقادية، وهذه العودة التي نظن أنها محمودة قد تشكل - برأينا- ركيزةً أساسية وهي عدم فصل الدين (أي الاعتقاد الإيماني) عن العلوم المادية، وهذا التزاوج هو باعتقادنا ما هو مطلوب لنتمكن من حيث المبدأ السير في الاتجاه الصحيح في بحثنا عن معرفة سر الكون بكليته أو حتى مكنونات الأشياء بجزئياتها.


فصل الدين عن العلم المادي

لقد نجح الفكر الغربي نجاحاً باهراً في فصل ما أسماه حقيقة "العلم" وما هو اعتقاد "الدين"، حتى أصبح زج الدين في تلك العلوم أمراً لا يعدو أكثر من تقهقر إلى الوراء، وذهب الكثيرون إلى أنّ الفكر الديني هو أحد مثبطات الخيال العلمي الجامح.

 وسنحاول في هذا البحث الرد على هذا الإدعاء لنثبت عكسه تماما, أي أنّ الفكر الديني يقدم لنا خيالاً علمياً جامحاً لا يرضى العلم المادي الخوض فيه.
 وينطلق ذلك من حقيقةٍ مفادها أنّنا - نحن المسلمين - نؤمن بفرضيه التزاوج بين المعرفة المكتسبة "attained knowledge" والاعتقاد الديني "theology"، ونفترض عبثية الفصل بينهما، فهي بمثابة فصل الجسد عن الروح، وسنحاول في هذا البحث تقديم المثال على عبثية فصل العلوم المادية البحتة عن طابعها الديني الاعتقادي الإيماني، ونقطة البداية لدينا - نحن أصحاب هذا الفكر تنطلق عندما نحاول إعادة الربط بين العلوم المادية والعلوم الإنسانية.

تساؤل بسيط:

 لماذا يتقبل الفكر الغربي فكرة تداخل التخصصات حتى الإنسانية منها وتأسيس ما يسمى (Interdisciplinary Fields)، وفي الوقت ذاته يرفض زج الدين على وجه الخصوص بين تلك التخصصات؟

 وبكلمات أدق، لماذا يتقبل الفكر الغربي ودون مساءلة أنْ يتداخل علم الطب مثلاً مع علوم الحاسوب أو علم الأحياء أو علم الكيمياء أو علم النفس أو حتى الاجتماع والتاريخ ولكنه يرفض رفضاً قاطعاً أنْ يتداخل مع العلوم الدينية؟

ولقناعتنا نحن بأنّ الدين هو روح الأشياء جميعها، فإنّ الفهم الصحيح للنظريات العلمية جميعها يتجلى بأنْ توضع تلك النظريات في إطارها الديني الاعتقادي، وهذه الفرضية تستند إلى دليلين أحدهما مادي بحت والآخر اعتقادي إيماني.

 أما المادي فهو فرضية وحدة الكون، فالرياضيات والفيزياء والطب والهندسة واللغة الخ. تنتهي جميعها إلى أصل واحد، وهي بالتالي مسيّرة جميعها بقانون واحد، ومعرفة ذلك القانون يحل لغز الكون بأسره
(وهو ما شغل عقول العلماء على مر الزمان) فالطبيب هدفه معرفة سر الحياة، والفيزيائي هدفه معرفة فيزياء الكون، والرياضي هدفه التوصل إلى المعادلة الرياضية التي تتحكم بدقة الكون، وعالم النفس هدفه معرفة سر الحياة المودع في النفس البشرية، واللغوي هدفه معرفة اللغة التي بها يصاغ ذلك القانون الإلهي؛ أما الدليل الاعتقادي فيلتقي تماما مع المادي، ويتمثل بأنّ جميع الشرائع السماوية تثبت أنّ هذا الكون وجميع ما فيه جاء من مصدر واحد وهو محكوم بقانون إلهي واحد لا يأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه.


علم اللغة وعلم الدين
وإذا ما صح هذا الافتراض فإننا بحاجة أنْ نحاول إعادة الربط بين العلم المادي والعلم العقائدي، ومثالنا الذي نقدمه في هذا البحث هو علم اللغة بطابعه المادي الغربي من جهة وطابعة الديني الاعتقادي - وهنا نقصد الدين الإسلامي - من جهة أخرى. والسؤال الذي نطرحه هنا هو: هل نجد في الفكر الإسلامي متمثلاً بمصادر التشريع كالقرآن الكريم والسنة المطهرة ما يمكن أنْ يساعد علماء اللغة على حل أكبر وأهم سؤال مطروح بين أيديهم وهو لغز العلاقة بين الكلمة wordومعناهاmeaning ؟ والجواب الذي نحاول أنْ نقدمه في إطار هذا البحث هو نعم ، فالقرآن الكريم يقدم لنا جواباً شافياً على أكبر سؤال يقظ مضاجع علماء اللغة .




اعتراف
قبل أنْ نحاول استعراض الإجابة على السؤال السابق فإنّنا نجد من الضروري التأكيد على ما يلي:
 إنّنا ندرك أنّ كلامنا – كما قال أحد العلماء المسلمين – هو قول صحيح يحتمل الخطأ، وكلام غيرنا خطأ يحتمل الصحة، لذا نؤكد أنّه إذا كانت هذه النظرية الجديدة بكليتها أو جزئياتها تتعارض مع أصول الشريعة الإسلامية فاضربوا بها عرض الحائط فهي لا تعدو أكثر من خيال فكري زائف، أما إذا كانت هذه النظرية الجديدة بكليتها أو جزئياتها لا تتعارض مع أصول الشريعة الإسلامية، فهي باعتقادنا تطرح تصوراً جديداً عن نشأة اللغة وتطورها والأهم من ذلك كله جوهرها.
وهذا الاعتراف صادر عن عقيدة مفادها أنّنا لا نحاول أنْ نستعرض ما في علم اللغة المادي لإثبات صحة القرآن الكريم، بل هو العكس تماما، فالقرآن الكريم الذي هو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو صحيح على إطلاقه.

 لهذا تتلخص مهمتنا في استعراض ما في كتاب الله لإثبات صحة أو خطأ النظريات اللغوية المادية، فلا يمكن أنْ يستخدم ما هو مشكوك فيه (النظرية اللغوية) لإثبات صحة ما هو مطلق الحقيقة والثبات (القرآن الكريم).
ولما كان هذا البحث هو لغوي بجوهره، فلن نحاول استعراض (أو الخوض في) الآراء العقائدية والفقهية فيما نقول، أما الآراء اللغوية فهي ستشكل جل النقاش للقبول أو الطعن.

 لذا فإن جميع ما سيرد في هذا البحث من اجتهادات (حتى العقائدية منها) مبني على أساس لغوي.


الافتراض النظري


إنّنا نزعم، مستندين على الاعتقاد الإيماني والمادي بوحدة الكون، أنّ شتى مجالات الفكر الإنساني كالطب والهندسة والرياضيات وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا وحتى الشعوذة مستندة -– من حيث المبدأ – في جوهرها على أساس لغوي، وبكلمات أخرى فإنّنا نفتري الظن بأن علم الطب الحقيقي مثلا أساسه اللغة وليس التشخيص والدواء المادي كما هو حاصل في علم الطب المادي الغربي،

 والجديد في هذا الافتراض أنّ عدم قدرة علم الطب على الوصول إلى هدفه النهائي (وهو معرفة سر الحياة) أنّه لا يستند على الإطار النظري الصحيح ولا يستخدم الأداة الصحيحة في المعالجة، فإذا أراد علم الطب أنْ يكتشف سر الحياة فيجب –برأينا- أنْ يترك إطاره المادي وطرقه التقليدية في البحث عن الأدوية المادية وطرق المعالجة، ويبدأ البحث عن طرق جديدة فحواها لغوي، 

وهذا يعني أنّ المرض يشفى بالكلمة – وهنا لا ندعي أنّ المرض قد لا يشفى بالمادة – بل على العكس فقد يشفى المرض بالمادة ولكنّ الشفاء بالمادة يبقى محدّدا بالكم والنوع، ولكن الشفاء بالكلمة هو شفاء مطلق. 

وإذا ما صحّ هذا الافتراض فإننا نخلص إلى نتيجة مفادها أنّ علم الطب لا يمكن أنْ يصل إلى هدفه المنشود ما دامت فلسفته وأدواته مادية بحتة، وهذا ينطبق بالضرورة على شتى مجالات الفكر الإنساني كعلم الرياضيات والفيزياء وعلم النفس والاجتماع وحتى علم اللغة، فجميعها مسيرة بقانون إلهي واحد، ومهمة الجنس البشري تتلخص بالبحث عن ذلك القانون ليتمكن من تسخير كل شيءٍ لخدمته مصداقاً لقوله سبحانه:

"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ..." البقرة 29
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ لقمان (20)
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الجاثية (13)

الدليل القرآني الذي نظن أنه يدعم هذا الافتراض
قد يتسرع القارئ بالتوصل إلى استنتاج فحواه أنّ ما نقوله لا يعدو كونه هراءٌ لا أكثر، فهو يتساءل مستغرباً: 
كيف يمكن أنْ نترك علم الطب المستند والمؤسس على المشاهدة والتجربة لنبدأ البحث عن كلمات "لغة" بها يشفى المريض؟! 
وكيف لنا أنْ نترك المعادلات الرياضية والفيزيائية لنبحث عن كلمات "لغة" تفسر كيفية انتظام الكون؟! 
أليس هذا هراء؟ 
أليست تلك إذاً دعوة للعودة إلى الشعوذة والدجل؟ 
هل يطلب منّا أنْ نأخذ المريض إلى رجل مشعوذ ليقرأ علية بعض الكلمات حتى يشفى؟! 
هل يطلب منا أنْ نبحث عن كلمات لنجعل الرياح تذهب باتجاه دون آخر؟! 
هل نبحث عن كلمات بها يسقط المطر إذا انحبس فترة طويلة؟!

جواب: نقول هنا جازمين أنّنا لن نذهب إلى هؤلاء لأنهم مشعوذون ولا أكثر، 
فهم لا يعلمون الكلمات "اللغة الحقيقية" التي بها يشفى المريض وبها ينزل المطر أو بها يتحرك الريح، ولكن ذلك لا ينفي أنّ المبدأ (أي استخدام اللغة لتحقيق المراد) مقبول.
 وهنا يتساءل القارئ وأي أساس قرآني في ذلك؟

رأينا: نحن نزعم الفهم أنّ هناك أدلة عديدة في القرآن الكريم تؤكد على صحة هذا الافتراض يتلخص جوهرها في الآيات القرآنية الآتية:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ البقرة 117
"...إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ آل عمران 47
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ النحل 40
"...إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ مريم 35
"إنّما أمره إذا أراد شيئا أنْ يقول له كن فيكون " يس 82
"... فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ غافر (68)

أليس معنى ذلك أنّ الله سبحانه إذا أراد أنْ يخلق الخلق أنْ يقول له كن فيكون؟ 
وإذا أراد أنْ يشفي المريض يقول له" كن فيكون"؟ 
وإذا أراد أنْ يسوق المطر إلى جهة معينة أنْ يقول له "كن فيكون"؟ 
ولمّا أراد أنْ ينتظم الكون في فيزياء حقيقية قال" كن فيكون"؟
وإذا أراد أنْ يهلك الأرض والكون بأسره وينهي الحياة أنْ يقول "كن فيكون"؟ 
وهل الله سبحانه بحاجة إلى مادة يعطيها للمريض حتى يشفى أو بحاجة إلى مادة يعطيه للميت حتى يحيا؟ 
أليست هي الكلمة" كن فيكون"؟

وهنا يتحفز الكثيرون لدحض هذا الافتراض بالقول أنّ هذا يخص الإله وحده، فكيف لنا بما للإله نفسه؟ 
وهل يجوز أنْ نبدأ بافتراض كهذا أصلاً؟  
أليست تلك المعرفة خاصة بالله وحده؟ فنرد على ذلك بخفض السقف لتصورنا ونقول:
 ألا يذكر القرآن أنّ الله سبحانه قد منّ على بعض النبيين كداوود وسليمان وعيسى (بما تسمونه أنتم) "بمعجزات" التحكم ببعض فيزياء الكون؟
 فكيف كان يتحكم داوود بالجبال؟ 
وسليمان بالجن بالريح والطير والنمل؟ 
وكيف كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى ويشفي الأكمه والأبرص والأعمى؟
 فهل كان عنده صيدلية تحتوي على عقاقير الـ... و الـ... ، الخ؟
 ألمْ يكن يحيي الموتى ويشفي المرضى بالكلمة "اللغة"؟ 
وهل تخفى قصة داوود مع الجبال والحديد أو قصة سليمان مع النمل والهدهد أو الريح على أحدٍ؟
والسؤال الذي لن ينفك القارئ عن طرحه مرة أخرى هنا هو: أليست تلك المعرفة خاصة بالله وحده؟
 أليست تلك "المعجزات" خاصة بالرسل من الخلق؟
 وهل نستطيع نحن البشر أنْ نصل إلى تلك المعرفة (أي معرفة الكلمة التي بها يشفى المريض، والكلمة التي بها يسقط المطر أو يحبس، والكلمة التي ينبت بها الزرع)... الخ؟ 
والجواب الذي نورده في إطار هذا البحث هو نعم. 
وهنا لا بد من خفض سقف تصورنا مرة أخرى ونقول:
 كيف عرف صاحب موسى ما لم يعلمه نبي الله موسى نفسه ليطلب صحبته:
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا الكهف (66)

وكيف استطاع صاحب سليمان عليه السلام أنْ يحضر عرش بلقيس قبل أنْ يرتد طرف صاحبه:
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي النمل (40)

وما الذي تعلمه ذاك العبد الصالح الذي مرّ على القرية الخاوية على عروشها حتى يريه الله كيف يحيي الموتى:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ البقرة 259

السؤال: أليس هؤلاء عباد الله كما نحن عباد الله؟
رأينا: نعم إننا مؤهلون نحن الناس جميعاً لتلك المعرفة إنْ استطعنا الحصول على العلم الحقيقي الذي حصل عليه هؤلاء الناس، فهم (كما نحن) عباد لله، فما الذي يمنع أنْ يحصل ذلك لنا ما دام أنّه قد حصل لغيرنا؟
 ولعلنا بحاجة أنّ نذكّر القارئ الكريم أنّ من هو أقل كرامة مني ومنك (الهدهد) أحاط بعلم لم يحط به من هو أفضل مني ومنك (نبي الله سليمان):
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ النمل 22


*** *** ***


نتيجة مفتراة من عند أنفسنا: إن العلم الذي نقصده هنا هو علم الكلمة الذي به نتمكن من كشف العلاقة بين الأشياء ومسمياتها الحقيقية، عندها نستطيع إذاً تحقيق المراد بالكلمة، أي إذا استطعنا أنْ نعرف التسميات الحقيقية للأشياء فإنّنا عندئذٍ نستطيع أنْ نتعامل معها بكل سهولة ويسر، فإذا استطعت أنْ تعرف الاسم الحقيقي للجبل مثلاً، فانك تستطيع حينئذ أنْ تخاطبه باسمه وبالتالي سيستجيب لك ذلك الجبل، وإذا استطعت أنْ تعرف كيف تخاطب الطير، فانها ستستجيب لك بلا شك، أما ما دمت أنت لا تعرف اللغة التي تخاطب بها الطير وهو كذلك لا يعرف اللغة التي بها يخاطبك، فسيبقى ذلك الصمت الرهيب مطبقاً وسيبقى كل يدور في فلك معزولاً عن الآخر، وستبقى سيطرة الإنسان حتى على ظواهر الكون البسيطة سيطرة منقوصة وهزيلة، فلن يستطيع الإنسان أنْ يتغلب على المرض مثلاً إذا لم يتعلم اللغة التي بها يخاطب ذلك الشيء الرهيب كما تعلمها عيسى بن مريم عليه السلام، ولن يسخر الطير تسخيراً كاملاً إلا إذا تعلم تلك اللغة التي بها يخاطب الطير كما تعلمها سليمان عليه السلام، فخلاصة القول أنّ معرفة المسميات الحقيقية للأشياء "أي كشف كُنْه العلاقة بين الشيء واسمه الحقيقي" (وهو ما نسميه في إطار هذا البحث "بالحكمة" لأسباب سيرد ذكرها لاحقا) كفيل بحل لغز العلاقة بين الإنسان والكون.
إنّ هذا الافتراض مستند على ملاحظة بسيطة مفادها أنّ جميع ما في الكون له اسمه (لغته) الذي به يخاطب، فعندما تعرف ذلك الاسم تعرف عندها كيف تخاطبه، ولنضرب على ذلك مثالاً بسيطاً:
مثال
تخيل أنّك واسمك أحمد تجلس في قاعة المحكمة لجنحه مع جيرانك علي وسالم وحصل أنْ طلب القاضي من مراسلة أنْ ينادي على أحمد، لرد أحمد على ذلك النداء، أليس كذلك؟ ولو حصل أنْ نادى على علي لرد علي بالتأكيد، ولو حصل أنْ نادى على سالم لقام سالم ملبيا النداء، ولكن تصور معي –عزيزي القارئ- أنّ مراسل القاضي قد أخطأ ونادى على "سعيد" بدلاً من أحمد أو علي أو سالم، فهل كان أحمد أو علي أو سالم سيظن أنّه المقصود بالنداء؟ 
وهل كان أي منهم سيستجيب لنداء مراسل القاضي حتى ولو كرر النداء مرات ومرات؟
 فالجواب هو النفي بكل تأكيد، والسبب أنّ مراسل القاضي لم يذكر أي شخص مطلوب باسمه الحقيقي، 
وكذلك هي الصورة في الكون بأسره، ننطق الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، فلا تعلم أنّها هي المقصودة بذلك النداء، وبالتالي لا تستجيب لندائنا!

والتساؤل الذي يطرحه القارئ هنا هو: هل نستطيع نحن البشر معرفة المسميات (اللغة) الحقيقية للأشياء حتى نستطيع مخاطبتها؟ 
وإذا لم نستطيع ذلك فما العمل إذاً؟
جواب: لنبدأ بالشق الأخير من هذا التساؤل. 
نقول أنّنا ما دمنا (حتى بعد تاريخ البشرية الطويل على الأرض) لا نعلم كيف نخاطب الأشياء بمسمياتها الحقيقية، فلا بد إذاً من استخدام الوسيط أو الوسيلة التي تساعدنا على مخاطبة الأشياء، فالطبيب يستخدم الدواء لمخاطبة المرض، والفيزيائي يستخدم القانون الفيزيائي لمخاطبة الظاهرة الكونية، والمزارع يستخدم المبيدات الحشرية ومركبات كيميائية لمخاطبة الزرع، وهكذا، وبكلمات أدق فإذا كنّا لا نعلم الحكمة "الكلمة" التي بها يشفى المريض فلا بد من استخدام الدواء، 
وإذا كنّا لا نعرف الكلمة التي بها نخاطب الظواهر الكونية فلا بد من وضع المعادلات الرياضية والقوانين الفيزيائية، وإذا كنّا لا نعرف الحكمة التي بها ينزل أو يحبس المطر فلا بد من البحث عن الوسيلة، وإذا كنّا لا نعرف الحكمة التي بها ينبت الزرع ويُكثّر فلا بد من اختراع المادة، ونحن في إطار هذا البحث نسمى تلك الوسيلة "السلطان" (لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً)، ونخلص إلى القول بأنّ الإنسان يستخدم "السلطان" لعجزه في الوصل إلى "الحكمة".

أما إذا ما عُدمت الحكمة وتعذّر كذلك استخدام السلطان كما هو الحال في الأمور الغيبية، فإنّ الإنسان يقف عندها عاجزاً تمام العجز لا يدري ما يفعل، وهنا يعود الإنسان إلى فطرته بالتسليم بالإيمان الغيبي، "والفطرة" هي ربط المادة بمصدرها الإيماني الاعتقادي.

*** *** ***

يمكن تلخيص ما سبق على النحو التالي: 
إذا كنت تعرف العلاقة الحقيقية بين الكلمة ومعناها فإنّك تملك "الحكمة" التي بها تستطيع أنْ تنفذ ما تريد ودون الرجوع إلى أحد، أما إذا كنت لا تملك الحكمة فإنّك بحاجة إلى الوساطة وهي العلم المادي "السلطان"، وإذا ما تعذرت الحكمة وتعذّر السلطان فإنّك بحاجة إلى الفطرة السليمة، ولنضرب مثالا بسيطا لتوضيح ذلكً.
مثال
إذا كنت تعرف الحكمة (اللغة الحقيقية) التي باستخدامها تشفي المريض، فإنك تشفى المريض بها بالحال دون الرجوع إلى أحد ودون استخدام وسيلة.
 أما إذا كنت لا تملك تلك الحكمة فإنّك بحاجة إلى وسيلة "سلطان" كالطبيب الذي يستخدم الدواء لعلاج المريض، 
وإذا تعذرت الحكمة وتعذر السلطان كأن تكون مثلاً رجلاً عادياً في عرض البحر لا تملك الحكمة ولا تستطيع الوصول إلى الطبيب للحصول على العلاج "السلطان"، فإنّك ترجع إلى فطرتك فتلجأ إلى ربك بالدعاء ليشفى لك المريض بامتلاكه هو الحكمة "كن فيكون".

ولنطرح السؤال التالي: 
هل فعلاً يمكن أنْ تتحقق هذه الطرق الثلاث لنا نحن البشر وخصوصاً التوصل إلى الحكمة (أي التسميات الحقيقية للأشياء)؟
إنّ التاريخ الإنساني يشير إلى وجود تلك الاحتمالات الثلاث وهي:

1- حياة إنسانية امتلكت الحكمة واستطاعت تحقيق ما تريد في الحال.
2- حياة إنسانية لم تمتلك الحكمة ولم ولن تؤمن إلا بالوسيلة "السلطان".
3- حياة إنسانية لا تملك الحكمة وقد تملك السلطان ولكن لا تترك الفطرة الاعتقاد الإيماني بها.

ولنبدأ بالتساؤل الأكثر غرابة: 
هل حصل في تاريخ الحياة البشرية أنْ امتلك الإنسان الحكمة واستطاع تنفيذ ما يريد دون الرجوع إلى أحد؟
 الجواب هو "نعم"، لقد حصل أنْ امتلك الإنسان تلك الحكمة، ونورد مثالين على ذلك:
  1. لقد عرفها مرة آدم عليه السلام.
  2. ولقد عرفها مرة أخرى عيسى بن مريم عليه السلام.

ويثبت القرآن الكريم هاتين الحالتين في موقعين في القرآن الكريم، أولهما في الآية القرآنية التالية:
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ البقرة 31

وسنرى لاحقا أنّ النتيجة الحتمية لامتلاك آدم ذلك العلم أنْ كانت حياته رغدا، وخسارته لذلك العلم أن أصبحت حياته شقاءً وحرماناً. وثانيهما بقوله تعالى:
وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ الزخرف 63

ولنقارن هذه الآية الكريمة بآيات أخرى في القرآن الكريم لنرى الفرق بين ما جاء به عيسى عليه السلام وما جاء به بقية الرسل:
وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ آل عمران 63
أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ التوبة 70
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ إبراهيم 9
وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ البقرة 92
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ الصف (6)

فجميع الرسل، بما فيهم عيسى عليه السلام جاءوا بالبينات، ولكن عيسى (كما تشير آية الزخرف) جاء على وجه التخصيص بأكثر من ذلك وهي الحكمة، والهدف منها تبيان سبب الاختلاف، فما اختلف فيه الناس لا بد من وجود الحكمة التي تبين سبب ذلك الاختلاف، وهي بالتالي ما يمكّنه من تحقيق ما يريد بنفسه (أي ما درج الناس على تسميته بالمعجزات)


أما النوع الثاني من الحياة البشرية فهي التي لم تمتلك الحكمة ولا تؤمن إلاّ بالوسيلة "السلطان"، وهذا هو الفكر الغربي المادي الذي لا يولج الإيمان الاعتقادي في العلم المادي. 
ولا نشعر أنّنا بحاجة لإثبات هذا النوع من الحياة البشرية ذلك لأنّها الأكثر سيطرة على العقل البشري منذ استخلاف الإنسان على الأرض وحتى يومنا هذا.

والنوع الثالث من الحياة البشرية فهي التي لا تمتلك الحكمة وقد تملك الوسيلة "السلطان" ولكنّها لا تترك الاعتقاد الإيماني بوجود الحكمة المسيرة لها، وهي كإيمان الرسل وأتباعهم، فإيمان موسى عليه السلام خير دليل على ذلك، فهو لم يكن يملك الحكمة التي امتلكها عيسى ولكنّه امتلك الوسيلة "العصا" وآمن بالقدرة الغيبية الموضوعة في تلك العصا.
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا _ مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا النساء 153
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ هود 96
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ غافر 23
فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) الشعراء 61-63
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (19) الدخان 17-19
وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ الذاريات (38)

فهذه الآيات تثبت لموسى (كما لغيره من الرسل) حصوله على الآيات والبينات، ولكنها تخصّه بما لم يكن للكثيرين من الأنبياء السابقين وهو "السلطان".


بقلم د. رشيد الجراح
مركز اللغات- جامعة اليرموك
آب 2005