# الفرق بين أن يكون ملكا أو أن يكون الله قد آتاه الملك



ما الفرق بين أن يكون ملكا أو أن يكون الله قد آتاه الملك؟ 

جواب مفترى من عند أنفسنا (1): نحن نظن أن من كان ملكا هو من جاءه الملك بالوراثة ممن سبقه. فالذي يرث ملكا من والده يكون ملكا، وذلك لأن المُلك قد جاءه تحصيل حاصل دون جهد يبذله من تلقاء نفسه. 

جواب مفترى من عند أنفسنا (2): نحن نظن أن من آتاه الله الملك هو من تحصل على الملك بجهد منه، ولم يأتيه الملك بطريقة الوراثة. 

خروج عن النص: لذا فإنني أعارض بشدة وأعيب على "شيخ مسجدنا" الذي يقرأ في الصلاة الجهرية في بعض الأحيان الآية الرابعة من سورة الفاتحة مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) على نحو "ملك يوم الدين" في مخالفة صارخة لصريح اللفظ والرسم القرآني، قال تعالى: 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) 

افتراء خطير من عند أنفسنا: الله ليس ملكا ليوم الدين ولكنه مالك يوم الدين 

السؤال: لماذا؟ 

جواب مفترى من عند أنفسنا: لأن الملك لم ينتقل إلى الله انتقالا وراثيا، ولكن الله هو من له الملك الأبدي: 

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) 

وبهذا المنطق المفترى من عند أنفسنا نحن نفهم لم كانت المرأة في سبأ تملك قومها، ولكنها لم تكن ملكة: 

إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) 

فالمرأة لم ترث ملكا ممن سبقها ولكنها حازت على الملك بجهد شخصي منها، فأصبحت بذلك مالكة لقومها وليست فقط ملكة عليهم. 

كما افترينا الظن من عند أنفسنا سابقا أن الملك له حيازة عامة بينما المالك هو صاحب الحيازة الخاصة. (للتفصيل انظر سلسلة مقالاتنا ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته)